توفي طفل بريطاني فُصلت عنه أجهزة الإنعاش في مشفى لندن الملكي، أمس السبت، وذلك بعد معركة قانونية طويلة ومؤثرة من أجل إبقائه موصولاً بتلك الأجهزة للبقاء على قيد الحياة.
ودخل الطفل آرتشي باترسبي (12 عاماً) في غيبوبة، يوم 7 نيسان الماضي، بعد تعرضه لإصابة دماغية خلال مشاركته في تحدٍّ ضمن تطبيق الـ"تيك توك" يطلب فيه من المشاركين قطع الأوكسيجين عن الدماغ، وهو ما أدى إلى وفاة أطفال ومراهقين آخرين.
وتوفي الطفل بعد فترة ساعتين من فصل الأجهزة الطبية عنه بناءً على قرار المحكمة العليا البريطانية، ورفض المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان طلباً عاجلاً من والديه إبقاء الأجهزة موصولة إلى جسد طفلهما الميت دماغياً بعد زعمهما أنهما رأيا إشارات حياة في عينيه.
وخلصت هيئة مؤلفة من ثلاثة قضاة في المحكمة العليا إلى أن قرار سحب الأجهزة يُعد صحيحاً من الناحية القانونية، وأعربوا في بيان مطول عن تعاطفهم مع عائلة الطفل، وأنه من الصعب القبول بفقدان الأهل لأطفالهم، لكنهم استطردوا أن قرار محكمة الاستئناف صحيح، إذ لا يوجد أي أمل في الشفاء.
وقالت هولي دانس - والدة الطفل آرتشي - من أمام المشفى: "مع تعاطفي وحزني الشديدين، أود إبلاغكم بوفاة آرتشي اليوم في الساعة 12 والربع".
تحدٍ سابق على "تيك توك" يؤدي للاختناق
انتشرت في شباط الماضي مقاطع على تطبيق "تيك توك" حول علاج طبيعي جديد للبشرة بـ"الشمع الساخن"، وفي المقاطع يظهر المستخدمون وهم يضعون مادة صمغية ناعمة تغطي الوجه والفم والرقبة، وتخترق الأذن والأنف جزئياً قبل إزالتها.
ومع انتشار هذه الفيديوهات أصدرت الجمعية البريطانية لأطباء الأمراض الجلدية تحذيراً قالت فيه إنه "لا ينصح بمحاولة وضع الشمع داخل أنفك أو أذنيك".
وطالب أطباء تطبيق "التيك توك" بوضع تحذير على الفيديوهات التي تصور هذه التجربة، خصوصاً أن دخول الشمع في الأنف قد يؤدي إلى مشكلات في التنفس.
وذكر موقع "بي بي سي"، أن خطر الاختناق مرتفع جداً، وذلك لأن الشمع يشتد ويقسو سريعاً وقد يؤدي إلى انقطاع في التنفس، بينما حذّر الطبيب أنجالي ماهتو من إيذاء بشرة الوجه بشكل دائم، خصوصاً في المناطق الحساسة كمحيط العينين.
وباتت المنصّة العالمية المتخصصة في المحتوى التفاعلي المصوّر "تيك توك" مِن أكثر منصات التواصل الاجتماعي انتشاراً، خلال العام 2020، وتشهد 800 مليون مستخدم نشط شهرياً من 150 دولة حول العالم، وتبلغ نسبة المستخدمين مِن الناشئين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و24 عاماً، قرابة 70 في المئة.