icon
التغطية الحية

تحديد الموقع.. ضربة أوكرانية قاصمة تكشف مدى ضعف روسيا تقنياً

2023.01.06 | 13:57 دمشق

القوات الروسية في أوكرانيا
آلية عسكرية روسية في أوكرانيا ـ رويترز
Yahoo News -ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

عزت روسيا السبب في مقتل العشرات من جنودها في أوكرانيا بغارة صاروخية نفذت في مطلع هذا العام، لاستخدام هؤلاء الجنود لهواتف نقالة غير آمنة وسهلة التتبع في ساحة المعركة.

بيد أن القوات الأوكرانية لم تستخدم ميزة تحديد الموقع الجغرافي للهواتف التي استهدفتها بغاراتها، مما يكشف أيضاً لامبالاة الجيش الروسي على مستوى العمليات في ساحة المعركة بحسب ما يراه محللون.

وحول ذلك يعقب الجنرال الروسي سيرغي سيفريوكوف بالقول: "من الواضح بأن الهدف الرئيسي لما حدث هو تشغيل الجنود لهواتفهم النقالة واستخدامهم لها بشكل واسع ما جعلها ضمن نطاق أسلحة العدو على الوصول".

في حين اتهم معارضون الجيش الروسي بمحاولة التنصل من المسؤولية وإلقاء اللوم على الطرف الآخر، ولكن إن صحت مزاعمه، فإن الهجوم ما هو إلا أقل مثال على الدور الحاسم الذي يمكن لميزة تحديد الموقع الجغرافي أن تلعبه في مجال الحرب.

في عام 1996، قتلت صواريخ أرض-جو الروسية الرئيس الانفصالي الشيشاني جوهر دوداييف بعد تحديد موقعه بدقة، وذلك بفضل هاتف متصل بقمر صناعي كان يستخدمه.

وفي كانون الثاني من عام 2018، اكتشف الجيش الأميركي بأن بيانات التطبيق الرياضي الذي يعرف باسم Strava Labs تسمح بتحديد موقع الجنود الأميركيين في قواعدهم بأفغانستان والعراق وسوريا، قبل أن يقتل أي جندي أميركي بسبب هذه الثغرة.

نادراً ما يستحق المخاطرة

تذكرنا حصيلة القتلى في ماكيفكا بأن استخدام الهاتف الخليوي في ساحة المعركة خطر للغاية ونادراً ما يستحق المخاطرة، وذلك على حد تعبير الباحث جوزيف شيلزي لدى مركز سوفان بنيويورك.

وهذا ما حدث في أوكرانيا، حيث تمكنت الحكومة الأوكرانية من مشاهدة ما يجري على شبكة اتصالاتها الخليوية المحلية حسب قوله.

وأضاف: "أثبت الجيش الأوكراني بأنه ماهر للغاية في الجمع بين المعلومات لتحديد موقع القوات الروسية المستهدفة".

وفي روسيا، أعلنت وسائل إعلامية موالية للكرملين ومدونون موالون للجيش الروسي بأنه: "ينبغي على القوات الروسية ألا تستهين بقدرة أوكرانيا على استغلال ضعف الممارسات الأمنية في مجال العمليات على الجبهات" وذلك بحسب ما نقله المعهد الأميركي لدراسات الحروب.

في حين طالبت تلك المصادر نفسها موسكو بتقديم إرشادات أشد صرامة حول استخدام الهواتف الخليوية للمجندين.

في الوقت الذي تسببت فيه عادات المجندين التي تتسم بالتهاون عند استخدام الهواتف النقالة بمقتل عدد منهم في ماكيفكا، بما أن الجنود يرجح أنهم كانوا يرسلون رسائل لأهلهم وأحبائهم بمناسبة عيد رأس السنة، إلا أن ضعف التقانة الروسية مشكلة أيضاً ومن الصعب حلها برأي محللين، إذ يقول الخبير الفرنسي بالاتصالات ستيفان دوبرويل: "إن الجودة التقنية الروسية مجرد كذبة، فهي لم تعد جيدة منذ أمد بعيد".

يذكر أن الجنود الروس استخدموا هواتف مشفرة في بداية النزاع لكن تلك الهواتف كانت من الجيل القديم الذي يعود لثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، ولهذا طرأت عليها مشكلات كثيرة، عندها صار الجنود يستخدمون هواتفهم المدنية بدلاً عنها.

التراجع ممكن

إلا أن استخدام أجهزة مدنية لأغراض عسكرية يتطلب انضباطاً يفتقر إليه الجيش الروسي، وهذا ما حدث بالضبط منذ أن خسرت روسيا جنودها المدربين من أصحاب الخبرة، فاستعاضت عنهم بجنود احتياط جهزتهم للمعركة على عجل دون أن تقدم لهم ما يكفي من التدريب.

وحول ذلك يقول المحلل نيك براون لدى مركز استخبارات الدفاع البريطاني الخاص جينز: "مهما كانت ضمانات الاتصالات، فإنها يمكن التراجع عنها بسرعة في حال عدم التزام الجنود بقواعد الانضباط في مجال الاتصالات".

ولذلك تبدو روسيا كمن فقد السيطرة على استخدام تقنية الاتصالات الخليوية لأغراض شخصية، ويتابع ذلك المحلل بالقول: "يبدو أن المجندين الجدد قد عقدوا المشكلة عبر استخدامهم الشديد لتلك الأجهزة الشخصية".

هذا وتضاف الثغرة الأمنية الصارخة في مجال الاتصالات الروسية للكثير من نقاط الضعف التي تكشفت منذ أن أعلن فلاديمير بوتين عن هجوم جيشه على أوكرانيا في شباط الماضي، إذ تشمل تلك المشكلات والثغرات المجال اللوجستي والاستخباراتي وتسلسل القيادة والمعدات والتنسيق على المستوى التكتيكي.

كما يوضح ذلك أيضاً بأن كييف تستخدم في معظم الأحوال أجهزة أفضل من أجهزة روسيا بفضل حلفائها الغربيين، وذلك لأن تحديد المواقع الجغرافية للعدو بدقة عبر ميزة تحديد الموقع الجغرافي "يتطلب حسابات زمنية دقيقة وقدرة على القيام بتلك العمليات لا تمتلكها إلا حكومات قليلة في العالم".

ولهذا ينصح المحللون روسيا بالبحث عن ترياق لحل تلك المشكلة، ولكن في الوقت الذي أصبحت فيه الخيارات شبه معدومة، هنالك حل بسيط لتلك المشكلة ألا وهو الكف عن استخدام الهواتف النقالة في ساحة المعركة بحسب رأي شيلزي.

المصدر: Yahoo News