قال مدير مشفى المواساة الجامعي في دمشق، عصام الأمين، إن مهبط الطائرات المروحية في مجمع المواساة الإسعافي أصبح جاهزاً كأحد الأقسام الهامة بالمبنى، وما يزال العمل مستمراً وبوتيرة عالية للانتهاء من تجهيز المبنى كاملاً، حيث من المقرر أن يوضع في الخدمة خلال الأشهر الأولى من العام المقبل.
وعن استخدام الطائرة، أوضح الأمين لموقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري، أن المجمع غير مسؤول عن تأمين الطائرة لكن يجري استخدامها لنقل الحالات الحرجة، التي لا تحتمل النقل بالسيارة كالإصابات الخطيرة في حوادث الطرق، وعمليات زرع الأعضاء وغيرها من الحالات التي تتطلب الوصول بشكل سريع إلى الإسعاف والتي تنقلها الجهات المسعفة مثل الهلال الأحمر ومنظومة الإسعاف.
وسيكون المجمع وحده قادراً على استقبال 1500 حالة إسعافية يومياً، ويضم 127 سريراً، مع 27 سرير عناية مركزة، و7 غرف عمليات، بالإضافة إلى تجهيزه بجهاز طبقي محوري، ومخبر، ومدرج أكاديمي وتعليمي مجهز بجميع الوسائل السمعية والبصرية، بحسب الأمين.
الواقع الطبي في سوريا
وتعـرَّض القطاع الطبي في سوريا، خلال السنوات العشر الماضية، لتغيرات بنيوية واسعة، حيث دُمّر نظام الرعاية الطبية بعد عقد من الحرب بشكل شبه كامل، نتيجة للظروف الأمنية والعسكرية وهجرة آلاف الأطباء والعاملين في المجال الطبي، وهذا الأمر انعكس سلباً على السوريين في جميع المحافظات السورية.
أضرار بالغة لحقت بجزء كبير من البنية التحتية السورية، وطال الدمار القطاع الطبي بشكل خاص، وتعرّضت مئات المرافق الطبية من مشافٍ ومستوصفات للقصف والتدمير بصواريخ وقذائف النظام السوري وحليفته روسيا، ما أدّى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من العاملين في المجال الطبي، وهجرة آخرين.
لا شيء مجانياً في "المشافي الحكومية"
وتعاني "المشافي الحكومية" في مناطق سيطرة النظام السوري نقصاً كبيراً في الأدوية والمواد الطبية على اختلاف أنواعها، ما دفع الأهالي للتوجه إلى السوق السوداء للحصول على أدويتهم بأسعار قُدرت بأضعاف الأسعار المحددة من قبل "وزارة الصحة".
وباتت معظم الخدمات التي تقدمها "المشافي الحكومية" مأجورة بعد أن كانت شبه مجانية، في ظل انخفاض مستوى دخل الفرد وتضخم الأسعار.
ولا تقتصر معاناة المرضى في "المشافي الحكومية" على ذلك، إنما يتعدى الأمر إلى إجبار المرضى على إجراء جميع الفحوص الطبية والتحاليل في مراكز خارج المشافي، بذريعة عدم توافرها.