ملخص:
- إتاوات كبيرة على النازحين في محافظة الحسكة تحت ذريعة جمع "تبرعات سنوية للثورة".
- النازحون يُجبرون على دفع مبالغ كبيرة وسط تهديدات بتهم الخيانة.
- بعض النازحين يلجؤون لدفع رُشاً لتخفيض قيمة الإتاوات.
فرضت لجان من حزب العمال الكردستاني و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على نازحين من مناطق مختلفة في محافظة الحسكة دفع إتاوات بمبالغ كبيرة بذريعة جمع "تبرعات سنوية للثورة".
وقال "أبو مازن" وهو نازح من الرقة ويعمل تاجراً لمواد غذائية في مدينة الحسكة لموقع تلفزيون سوريا إن "مسؤولين عن جمع التبرعات من حزب العمال الكردستاني وقسد فرضوا عليه دفع مبلغ ألفي دولار أميركي بذريعة دعم الثورة".
منوهاً أنه "حاول جاهداً تخفيض قيمة المبلغ كون اللجنة المكونة من ثلاثة أشخاص كانت تقول إنها تجمع التبرعات وأخبرتهم بأن التبرع يكون بشكل تطوعي ولا يجوز تحديد المبلغ من قبلكم بهذه الأرقام الكبيرة".
ويخشى "أبو مازن" كباقي التجار على مصالحه الاقتصادية وأمنه وأمن عائلته في حال رفضه عدم دفع التبرعات لـ"قوات سوريا الديمقراطية" ولجان حزب العمال الكردستاني أو حتى ترحيله من المدينة كونه نازحاً من منطقة أخرى.
وأبدى "أبو مازن" استغرابه من فرض "قسد" إتاوات على نازحين من مناطق حلب والرقة ودير الزور ورأس العين فقدوا منازلهم وأموالهم ويعملون منذ سنوات في الحسكة لتوفير لقمة العيش لأفراد عوائلهم.
وأضاف أنه "يجب على الإدارة الذاتية وقسد دعم النازحين المتضررين من الحرب والظروف الأمنية في سوريا لا فرض إتاوات عليهم بعد كل ما خسروه في مناطقهم الأساسية".
وغالبا ما يتهم كل شخص يرفض دفع الإتاوات بدعم تركيا ومعاداة الثورة وحزب العمال الكردستاني وتوجه إليهم تهم "الخيانة لدماء الشهداء وعدم تقدير تضحياتهم" بحسب مصادر تلفزيون سوريا.
رشوة مقابل تخفيض قيمة الإتاوات
وكشف نازح آخر من دير الزور لموقع تلفزيون سوريا أنه دفع رشوة لأعضاء اللجنة مقابل تخفيض قيمة التبرعات السنوية للنصف لعدم قدرته على دفع كامل المبلغ.
وقال "حسون السالم" وهو اسم مستعار لنازح من ريف دير الزور ويقيم في الحسكة منذ عام 2012 إن "لجنة جمع التبرعات طالبته بدفع مبلغ ثلاثة آلاف دولار أميركي كونه يملك ورشة عمل صغيرة في المدينة".
وأشار السالم إلى أن "أحد أعضاء اللجنة تحدث معه بشكل منفرد وأخبره أنه يمكن أن يدفع بكل عضو في اللجنة مبلغ 100 دولار مقابل أن يخفضوا المبلغ إلى 1500 دولار أميركي بدلاً من 3000 دولار".
وبعد نقاش طويل اتفق "السالم" مع اللجنة على تزويده بإيصال بمبلغ 1300 دولار مع دفع مبلغ 200 دولار لعضوي اللجنة مقابل تخفيض قيمة التبرعات السنوية.
وزود السالم موقع تلفزيون سوريا بوصل يؤكد دفعه للمبلغ، كتب أعلاه باللغة العربية والكردية "التبرعات السنوية للثورة" بالإضافة لاسم المتبرع وقيمة المبلغ رقماً وكتابة والتاريخ وتوقيع المتبرع وعضو اللجنة المسؤولة عن جمع التبرعات.
ويتحفظ موقع تلفزيون سوريا على نشر الوصل خشية تعرض المتبرع لمخاطر أمنية.
الأهالي يدفعون خوفا من الانتقام
ودفع "شيار حسين" وهو نازح من مدينة رأس العين مبلغ 500 دولار فقط كونه يملك محلاً لبيع قطع السيارات في مدينة الحسكة بعد أن فاوض اللجنة لأكثر من ساعة وأخبرهم أنه لا قدرة له على دفع مبلغ أكبر.
وأوضح حسين أن "قسد تسبب لي بخسارة كبيرة جراء منع حواجزها نقل بضاعتي التي تقدر بأكثر من 100 ألف دولار من محلي في مدينة رأس العين يوم بدء الهجوم على المدينة واليوم أعمل في محل استأجرته بمبلغ 200 دولار شهريا وأدفع 100 دولار ثمناً لإيجار المنزل ومع ذلك يفرض علينا دفع الإتاوات غصباً ويسمونها تبرعات".
ويقول حسين إن "التجار وأصحاب المحال يخشون من انتقام حزب العمال الكردستاني من كل شخص لا يدفع هذه التبرعات فبكل سهولة يمكن لهم أن يحرقوا محلك أو مشروعك أو حتى يتم شراء بضاعة منك من قبل مؤسساتهم ولاحقاً يتم اتهامك بالتزوير أو الفساد، الناس تخاف من انتقامهم لذلك الجميع يدفع".
إتاوات بالتهديد والوعيد
وخلال الأعوام الماضية، فرض حزب الاتحاد الديمقراطي ومسؤولو الإدارة الذاتية وحزب العمال الكردستاني المعروفون بالكوادر على التجار والشركات دفع مبالغ كبيرة بشكل سنوي بحجة جمع التبرعات لعوائل الشهداء والنازحين وللحزب في إشارة إلى PYD-PKK.
ويمنح الحزب وصل استلام بالمبلغ للأشخاص الذين يجبرون على دفع هذه الأموال تحت التهديد والوعيد، ويُعتبر كل شخص لا يدفع هذه الأموال بأنه في الصف "المعادي للثورة ودماء الشهداء" بحسب المسؤولين عن ملف جباية هذه الإتاوات.