في بداية شهر تموز الجاري، أعادت حكومة النظام السوري جدولة مواعيد جوازات السفر وفق نظام الدور العادي لمدة 40 يوماً، ما نشَّط عمل سماسرة الجوازات في دمشق الذين يستغلون حاجة السوريين للحصول على الجواز.
وفي الوقت الذي تأجلت فيه جوازات أغلب المتقدمين للحصول على الجواز العادي لأكثر من شهرين لكل موعد استلام أضحى الجواز الفوري في يد السماسرة حصراً، ولا يمكن استخراجه إلا عن طريقهم بحجة أنه متوقف الآن.
يقول وليد (46 عاماً) لموقع تلفزيون سوريا: "بعد رفض موظف الهجرة طلبي المقدم من قبل أحد أقاربي في دمشق لاستخراج جواز سفر مستعجل وكذلك صعوبة الحصول على حجز عبر المنصة المخصصة لجوازات السفر لجأت إلى سمسار تعرفت عليه عن طريق مجموعة حجز موعد جواز السفر"، في موقع فيسبوك.
ويوضح الرجل الأربعيني أنه بعد تواصله مع السمسار تمكن من استخراج جواز سفر فوري واستلمه أخوه باليوم نفسه مقابل 200 دولار عمولة للسمسار، و800 دولار كلفة الجواز الفوري، لكونه مقيماً خارج سوريا.
وهذه ليست المرة الأولى التي تؤجل داخلية النظام موعد استلام جوازات السفر، إذ أجلته في شهر أيار الفائت لمدة شهرين دون توضيح الأسباب، ما تسبب في تعطل مصالح كثير من السوريين المضطرين للسفر بقصد العمل أو الدراسة أو لم الشمل.
انتشار شبكات السمسرة
وفي كل حالة تأجيل تنتشر في دمشق وعلى صفحات الفيسبوك شبكات سمسرة تدعي قدرتها على استصدار جواز سفر "عادي" مع تثبيت حجز على المنصة، و"مستعجل" مقابل مبالغ تتراوح بين مليونين و3 ملايين ليرة مع الرسوم، على أن يُسّلم الجواز خلال 24 ساعة.
وتعود أسباب التأجيل، بحسب ادعاءات داخلية النظام، إلى نقص في أوراق طباعة الجوازات، في حين اعتبر أحد السماسرة "أنّ الهدف الخفي لتأجيل مواعيد جوازات السفر هو دفع الناس لاستخراج الجواز الفوري الذي تبلغ كلفته 800 دولار للمقيم خارج سوريا ومليون و5 آلاف ليرة للموجود داخلها".
وأضاف السمسار، في تصريح لموقع تلفزيون سوريا، أنّ إصدار الجواز الفوري غير متوقف بالمعنى الدقيق للكلمة، مشيراً إلى أن كل محافظة لديها حصة يومية مخصصة للجواز الفوري، وهنا يبدأ الابتزاز فمن لديه واسطة قوية يحصل على الجواز الفوري بينما من ليس لديه واسطة ومضطر للجواز يلجأ إلى السماسرة.
رفع رسوم أجور خدمات المعاملات الإلكترونية
وكانت الشركة السورية للاتصالات قد رفعت أجور خدمات المعاملات الإلكترونية ومن ضمنها أجور الحجز للحصول على جوازات السفر من 1200 ليرة إلى 6700 ليرة (خمسة أضعاف) لجوازي السفر العادي والفوري، مع العلم أن كلفة الجواز العادي تبلغ 65 ألف ليرة ويُسلّم بعد 90 يوماً من تقديم الطلب، بينما الفوري يسلم في اليوم ذاته وبكلفة تصل إلى مليون و5 آلاف ليرة.
وما زال جواز السفر السوري، رغم كونه ثاني أغلى جواز في العالم، يتأرجح بين أسوأ 3 جوازات سفر عالمياً من حيث حرية السفر والكلفة وعدد التأشيرات المطلوبة من حامله.