انطلقت صباح أمس الأحد امتحانات شهادة التعليم الأساسي (الصف التاسع الإعدادي) في مناطق سيطرة النظام في سوريا. حيث توجه نحو 316 ألف تلميذ لتقديم امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والإعدادية الشرعية للعام الدراسي الحالي 2020- 2021.
وأجرى التلاميذ الذين تم توزيعهم على ألفين و601 مركز امتحاني، امتحان مادة "الاجتماعيات"، في معظم المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة النظام.
وبحسب وزارة التربية التابعة لحكومة الأخير، تقدم نحو 310 آلاف و731 تلميذاً لشهادة التعليم الأساسي في ألفين و528 مركزاً امتحانياً، بينما بلغ عدد المتقدمين لامتحانات شهادة الإعدادية الشرعية 5 آلاف و390 تلميذاً موزعين على 73 مركزاً.
المادة الأولى
مختلف وسائل الإعلام الموالية التي تناولت نشر أخبار اليوم الأول للامتحانات، أكّدت أن العملية الامتحانية تمت بشكل اعتيادي ولم يعكر صفوها شيء، وأنها جرت وفق "التعليمات الوزارية الناظمة ووسط إجراءات احترازية للتصدي لفيروس كورونا".
وبخصوص أسئلة مادة الاجتماعيات (التاريخ، والجغرافيا، والوطنية/ القومية)، نقلت وكالة إعلام النظام "سانا" عن مكتب التوجيه الأول لمادة الاجتماعيات في وزارة التربية، أن الأسئلة "بنيت وفق الإطار العام للمناهج التربوية وتقيس المهارات وتنوعت بين دراسة الحالة وحل المسائل الجغرافية وإبداء الرأي وتحليل النصوص وقراءة الرسوم البيانية والخطوط الزمنية" وفق قوله.
التلميذ "وائل" له رأي آخر في امتحان الاجتماعيات، وتحديداً في أسئلة مادة الجغرافيا، حيث أوضح لـ موقع تلفزيون سوريا أنه فوجئ مع غالبية التلاميذ بوجود أسئلة في مادة الجغرافيا "سبّبت مشكلة لجميع طلاب القاعة التي قدمت فيها، واكتشفت بعد انتهاء الوقت وخروجي من المركز أنها سبّبت مشكلة أيضاً لبقية الطلاب في المراكز الأخرى".
وأردف: "مادة الجغرافيا بالعموم تأتي أصعب من التاريخ أو الوطنية، لكونها تحوي أحياناً أسئلة استنتاجية".
السؤال الذي أثار إرباك التلاميذ، بحسب وائل، كان يتعلّق بـ "خطوط الطول وعلاقته بمعرفة الساعة" مشيراً إلى أنه لم يكن واضحاً وفيه كثير من الالتباس، لأنه "لم يتم تحديد لا خط الطول ولا الجهة الموجود فيها إن كانت شرق خط غرينتش أو غربه!".
وأضاف أن "الفقرة الأولى من السؤال الأول في الجغرافيا لم يكن ضمن المتوقع أو المطلوب، لكونه ورد في الكتاب بصيغة شرح وتوضيح وليس ضمن فقرة رئيسة" بحسب تعبيره .
ولدى الاستفسار حول حقيقة الالتباس في الأسئلة، أفاد مدرّس مادة الجغرافيا "عبد الواحد" لـ موقع تلفزيون سوريا أن السؤال المتعلق بحساب الوقت من خلال خطوط الطول "ورد ضمن السؤال الأول المتعلق باختيار الإجابات الصحيحة، وهو واحد من 3 فقرات، ويعتبر من أسهل الأسئلة ولا يحتاج لحسابات أو ما شابه".
وقال عبد الواحد: "إن التشويش الذي أصاب التلاميذ خلال اختيارهم الإجابة الصحيحة، سببه أنه لم تقدم لهم المعلومة بشكل صحيح خلال العام الدراسي، لأن عدداً كبيراً من مدرسي المادة هم من غير المختصين للأسف".
ويتفق المدرّس مع التلميذ وائل حول إشكالية ورود الفقرة الأولى من السؤال الأول أيضاً، مشيراً إلى أنه "يتعلق باختيار السنة الأطول من بين كواكب المجموعة الشمسية، ويبدو أن الطلاب لا يعيروه أهمية؛ لأن غالبية المعلمين بالأساس يهملونه ولا يتعاملون معه كفقرة رئيسة".
تلاميذ "المناطق الساخنة"
تداولت مواقع موالية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة أنباء تفيد بتوجّه تلاميذ يقيمون في مناطق خارجة عن سيطرة النظام إلى مناطق الأخير، طلباً لتقديم الامتحانات داخل ما أطلقت عليه "المراكز الحكومية".
وبحسب "سانا"، فقد بلغ عدد الطلاب الواصلين إلى مدينة حلب ممّا وصفتها بـ"مناطق ساخنة" لم تحددها، 6 آلاف و829 طالباً، دخلوا من معبر "التايهة" لتقديم امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة.
وتجدر الإشارة إلى أن المعبر المذكور يفصل بين مدينة منبج الخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد" ومناطق النظام في حلب.
وأضافت الوكالة أن "832 تلميذاً وتلميذة من أبناء محافظة إدلب تقدموا أمس الأحد للامتحانات في مدينة حماة" على حد زعمها.
وكانت السلطات الأمنية التابعة لهيئة "تحرير الشام" في إدلب، منعت في وقت سابق من الشهر الجاري مرور بعض طلاب الشهادات الثانوية، وصادرت بطاقاتهم الامتحانية، وأوقفت أكثر من 20 طالبا على طريق سرمين، إضافة إلى حافلات تضم طالبات.
وقال وزير التربية والتعليم في "حكومة الإنقاذ" عادل حديدي، إن "الحكومة لن تعترف بالشهادات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم لدى النظام، حيث لا يستطيع حاملها إكمال دراسته في المناطق الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام.
كما أصدرت مديرية التربية والتعليم الحرة في حلب في تموز الفائت قرارا بفصل أي عامل لديها أرسل أحد أبنائه لتقديم الامتحانات في مناطق سيطرة النظام.
وأشارت إلى أن كل من يدرّس مناهج النظام أو يسمح بتدريسها، من مدرسين ومديري معاهد ومؤسسات تعليمية يفصل من عمله مع اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحقه.
الحسكة والرقة
في مدينتي الحسكة والقامشلي تقدم الأحد 12 ألفاً و498 طالباً وطالبة لشهادة التعليم الأساسي (في 72 مركزاً)، ويتوقع أن يتقدم اليوم الإثنين 11 ألفاً و282 طالباً وطالبة إلى امتحانات الثانوية العامة، بفروعها العلمي والأدبي والشرعي والتجاري والصناعي والنسوي (في 145 مركزاً)، بحسب مديرة تربية الحسكة التابعة لحكومة النظام "إلهام صورخان".
ومن المقرر ان تبدأ الامتحانات الخاصة بمناهج "الإدارة الذاتية" التي فرضتها الأخيرة داخل مناطق سيطرتها، في محافظتي الحسكة والرقة، في الـ6 من حزيران المقبل، إلا أن "الإدارة" لم تصدر تعليمات بهذا الخصوص حتى تاريخه.
أما في محافظة الرقة فقد اعتقلت قوات النظام صباح الأحد عدداً من طلاب الشهادة الثانوية (البكالوريا) المتجمعين في مركز الإيواء التابع لبلدة السبخة بريف الرقة الشرقي.
وأوضحت مصادر خاصة لـ موقع تلفزيون سوريا أن عناصر تابعين للمخابرات الجوية دهموا مركز الإيواء الذي يضمّ طلاباً من مختلف مناطق سوريا، كانوا قد تجمعوا استعداداً لتقديم امتحانات الشهادة الثانوية التي ستنطلق صباح الإثنين.
وأضافت أن العناصر اعتقلوا 7 طلاب، يرجّح أنهم قدموا من مناطق خارج سيطرة النظام، واقتادوهم إلى مقر فرع المخابرات الجوية في البلدة، من دون معرفة أسباب الاعتقال وتفاصيله.
دير الزور
أما في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام من محافظة دير الزور فقد بلغ عدد المتقدمين للامتحانات 12 ألفاً و428 تلميذًا وتلميذة، بحسب مديرية تربية دير الزور، توزعوا على كل من البوكمال والميادين والتبني والعشارة وموحسن وفي الريف الشمالي، بالإضافة إلى مدينة دير الزور.
وبالنسبة لمدينة الميادين شرقي دير الزور فقد أعلن مدير تربية دير الزور "نشأت العلي" عن افتتاح مركز امتحاني واحد لتقديم 160 طالباً امتحانات الشهادة الثانوية العامة، وذلك بعد نحو 3 سنوات من سيطرة النظام وميليشيات إيران عليها.
وقبل سيطرة الأخيرين عليها، كانت الميادين تحتل المرتبة الثانية من حيث تعداد السكان بعد مركز المحافظة دير الزور!
درعا
أما في محافظة درعا فقد اعتبرت مديرية التربية جميع المدن والبلدات التي رفضت فتح مراكز انتخابية فيها، كبصرى الشام والجيزة والمسيفرة ونوى، مناطق خارج سيطرة النظام، وبالتالي لن تجري فيها امتحانات.
"صالح" والد أحد الطلاب الذي تقدموا أمس الأحد لامتحان الشهادة الاعدادية، أفاد لـ موقع تلفزيون سوريا بأنه مضطر لإرسال ابنه إلى مركز مدينه درعا لإجراء الامتحان.
وقال: "ابني يستيقظ من الساعة الرابعة صباحا ويعود في الثالثة عصرا؛ لأن بلدتنا تبعد عن مركز الامتحان أكثر من 35 كم".
وأعرب صالح عن مخاوفه من وجود تهديدات أمنية كبيرة بسبب مرور ابنه يومياً عبر حواجز قوات الأسد "الذين يكنّون كراهية شديدة لنا لكوننا أبناء ريف درعا" بحسب وصفه. كما يضطر لدفع مبلغ يصل لنحو 25 ألف ليرة سورية لقاء ذهاب ابنه إلى مركز الامتحان.
أما "حذيفة" (20 عاماً) من أهالي ريف درعا الشرقي، فيقول لـ موقع تلفزيون سوريا إنه تقدم لامتحان الشهادة الإعدادية (دراسة حرة) رغم الخوف الشديد من اعتقاله من قبل قوات النظام لكونه مطلوبا لهم، بسبب انضمامه سابقاً للجيش الحر.
ورغم المطالبات المتكررة من الأهالي، يرفض النظام منذ سيطرته على درعا (صيف 2018) افتتاح مراكز امتحانية بذريعة عدم مقدرة مديرية التربية على تغطيتها بالإضافة إلى عدم تمكن عناصر وزارة الداخلية والشرطة من الوجود عند المراكز لـ"ضبط" سير الامتحانات، بسبب "استهدافهم من قبل المسلحين".
وبحسب مديرية التربية في المحافظة، فقد تقدم 18 ألفاً و187 تلميذاً وتلميذة إلى الامتحانات موزعين على 168 مركزاً، في كل من مدينة درعا وإزرع وجباب والقنية والشيخ مسكين وإبطع وقرفا وخربة غزالة وخبب وبصير وموثبين ودير البخت والصنمين.
وتستمر الامتحانات في مناطق النظام حتى الـ16 من حزيران المقبل لشهادة التعليم الأساسي وللعشرين منه للإعدادية الشرعية. بينما تبدأ اليوم الإثنين امتحانات الشهادة الثانوية وتستمر حتى الـ22 من حزيران المقبل. أما امتحانات الشهادتين في مناطق شمال سوريا التابعة للحكومة السورية المؤقتة، فستنطلق في الـ5 من حزيران.