ملخص
- اعتقلت إيران العشرات بحثاً عن المشتبه بهم في اغتيال إسماعيل هنية، في طهران.
- اعتقل أكثر من 20 شخصاً، بينهم ضباط استخبارات كبار ومسؤولون عسكريون وموظفون في دار الضيافة حيث تم الاغتيال.
- تولت وحدة الاستخبارات المتخصصة بالتجسس في "الحرس الثوري" التحقيق وتطارد المشتبه بهم.
- داهمت عناصر الأمن مجمع دار الضيافة، وصادرت جميع الأجهزة الإلكترونية، واستجوبت مسؤولين عسكريين واستخباريين كباراً.
- تعتقد السلطات الإيرانية أن أعضاء فريق الاغتيال التابع لـ "الموساد" ما زالوا في البلاد وتعمل على اعتقالهم.
- البروتوكولات الأمنية تم تعديلها بالكامل خلال اليومين الماضيين، وتم تغيير تفاصيل الأمن الخاصة بكبار المسؤولين.
- الهجوم أدى إلى إدراك صادم مفاده أن أحداً لن يكون بمأمن من الاستهداف.
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز الأميركية" أن إيران اعتقلت العشرات بحثاً عن المشتبه بهم في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، الأسبوع الماضي في طهران، مشيرة إلى أن "السلطات بدأت تحقيقاً شاملاً في اغتيال هنية، تشير كثافته إلى مدى الضرر والصدمة التي أحدثها الفشل الأمني".
وقالت الصحيفة إن إيران اعتقلت أكثر من 20 شخصاً، بينهم ضباط استخبارات كبار ومسؤولون عسكريون وموظفون في دار الضيافة التي تم فيها الاغتيال، وذلك رداً على "خرق أمني ضخم ومذّل".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إيرانيين، دون أن تكشف هويتهما، قولهم إن "وحدة الاستخبارات المتخصصة بالتجسس في الحرس الثوري تولت التحقيق وتطارد المشتبه بهم، على أمل أن يقودوها إلى أعضاء فريق الاغتيال الذي خطط وساعد ونفذ عملية القتل".
وأوضح المسؤولان أن "عناصر الأمن داهموا مجمع دار الضيافة التابع للحرس الثوري، الذي كان يقيم فيه هنية بشكل متكرر وفي نفس الغرفة أثناء زياراته إلى طهران، في حين وضع جميع أفراد طاقم دار الضيافة تحت الحجز، واعتقل بعضهم، وصادروا جميع الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك الهواتف الشخصية".
كما استجوب فريق منفصل من عناصر الأمن مسؤولين عسكريين واستخباريين كباراً، كانوا مسؤولين عن حماية العاصمة، ووضع عدداً منهم قيد الاعتقال إلى حين استكمال التحقيقات.
فريق الاغتيال ما زال في البلاد
وأشارت مصادر "نيويورك تايمز" إلى أنه "عندما داهمت عناصر الأمن مجمع دار الضيافة، قاموا بتمشيط كل شبر فيه، وفحصوا كاميرات المراقبة التي يعود تاريخها إلى أشهر مضت، فضلاً عن قوائم الضيوف، كما فحصوا دخول وخروج أعضاء الطاقم، الذين يخضعون لفحص صارم قبل التوظيف، ويتم اختيارهم من بين صفوف الحرس الثوري وقوات الباسيج".
وقال المسؤولان الإيرانيان إن "التحقيق ركز أيضاً على مطارات طهران الدولية والمحلية، حيث يتمركز عملاء الحرس الثوري يراقبون أشهراً من اللقطات المسجلة على كاميرات من صالات الوصول والمغادرة وفحص قوائم الرحلات الجوية"، مشيران إلى أن السلطات "تعتقد أن أعضاء فريق الاغتيال التابع للموساد ما زالوا في البلاد، والهدف هو اعتقالهم".
ونقل الصحيفة عن أحد عناصر "الحرس الثوري"، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إنه لا علم له بالاعتقالات، لكنه أكد أن "البروتوكولات الأمنية تم تعديلها بالكامل خلال اليومين الماضيين، كما تم تغيير تفاصيل الأمن الخاصة بكبار المسؤولين، وتم تبديل المعدات الإلكترونية مثل الهواتف المحمولة"، مشيراً إلى أن بعض كبار المسؤولين تم نقلهم إلى مكان مختلف".
لن يكون أحد بمأمن عن الاستهداف
وتأتي أنباء الاعتقالات الواسعة بعد أن أعلن "الحرس الثوري" أنه أطلق تحقيقا واسع النطاق عن تفاصيل حادث الاغتيال، مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب.
ولم يعلن "الحرس الثوري" حتى الآن عن أي تفاصيل بشأن الاعتقالات أو التحقيق الذي يجريه في الانفجار، أو أسبابه، لكنه تعهد بالانتقام الشديد، كما فعل المرشد الإيراني، علي خامنئي، الذي أصدر أمراً بضرب إسرائيل رداً على الاغتيال.
وأشارت الصحيفة إلى أن كثافة ونطاق تحقيقات "الحرس الثوري" تكشف عن "الصدمة والهزة التي أحدثتها عملية الاغتيال في نفوس قيادات البلاد"، مشيرة إلى أن الاغتيال "لم يكن انهياراً مدوياً للاستخبارات والأمن فحسب، ولا مجرد فشل في حماية حليف رئيسي، ولا دليلاً على العجز عن كبح جماح تسلل الموساد، ولا ضربة مهينة لسمعة حماس، بل كان كل ذلك، وأكثر من ذلك".
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن "الأهم من ذلك هو أن الهجوم أدى إلى إدراك صادم مفاده أنه إذا كان بوسع إسرائيل استهداف مثل هذا الضيف المهم، في يوم كانت فيه العاصمة تحت إجراءات أمنية مشددة، وتنفيذ الهجوم في مجمع شديد الحراسة، ومجهز بنوافذ مضادة للرصاص والدفاع الجوي والرادار، فإن أحداً لن يكون بمأمن عن الاستهداف حقاً".