يتخرج أقوى قادة العالم عادة من مكاتب المحاماة ومراكز الأبحاث ومجالس الإدارة والانقلابات العسكرية، إلا أن ذلك بات مملاً، إذ وهم في طريقهم لشغل أعلى منصب، جرب البعض منهم أن يعيش بطريقة أكثر متعة وأن يعمل بمجالات مختلفة، ومنها بيع البضاعة عبر التجوال في الشوارع، وقيادة الحافلات، وتسجيل ألبوم غنائي راقص.
وبعضهم استند بشكل كبير إلى ماضيه ليضفي مسحة شعبية على شخصيته في أثناء حملته الانتخابية، أما بالنسبة للبقية، فإن ماضيهم الغريب بات من المنسيات.
وإليكم فيما يأتي تصنيف صحيفة إنسايدر لأغرب مهن الرؤساء والقادة، وتواضع بداياتهم، والتناقض الصارخ بين ماضيهم وحاضرهم:
-
رئيس بوتسوانا موكغويتسي ماسيسي مثل أفلاماً سينمائية من الدرجة الثانية في جنوب أفريقيا
على الرغم من أنه نجل وزير بقي في الحكومة لفترة طويلة، فإنه لم يكن من الواضح بالنسبة لهذا الرجل أن يرتبط مصيره بالسياسة.
بحسب ما ورد في مجلة الأفريقي الجديد، كان لدى الشاب ماسيسي ولع بالتمثيل، ولهذا لعب دور البطولة في عدة أفلام من الدرجة الثانية في جنوب أفريقيا قبل أن يدخل معترك السياسة.
وفي عام 1984، أشاد النقاد بدوره في مسرحية "ابك أيها البلد الحبيب!"ولهذا منذ أن أصبح رئيساً، صار ينشر تغريدات على تويتر يدعم من خلالها المسرح والفنون.
13. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان بائع خبز متجولا
عندما كان رجب طيب أردوغان في الثالثة عشرة من عمره، انتقلت أسرته من مدينة ريزا الساحلية التي عمل فيها والده مع خفر السواحل، إلى إسطنبول، بحسب ما أوردته شبكة بي بي سي، وهناك درس الإدارة، بالإضافة إلى النجاح الذي حققه كلاعب كرة قدم شبه محترف.
ولكن خلال بضع سنوات صعبة، وحتى يصبح بين يديه بعض المال، صار الفتى أردوغان يبيع البطيخ و"السيميت"، وهو عبارة عن خبز دائري الشكل رشت عليه حبات السمسم، ويأكله الناس في شوارع تركيا كوجبة خفيفة.
بيد أن بيئته المتواضعة زادت من شعبيته في بدايات حياته السياسية، وحولته إلى بطل محلي في الأحياء التي عمل فيها بائعاً متجولاً.
إذ في لقاء مع قناة الجزيرة بث في عام 2011، يتحدث أحد أبناء عمومة الرئيس من الأباعد، واسمه أحمد كارا، فيقول: "باع أردوغان الخبز، أما أنا فكنت أبيع الشاي، لكنه أثبت أنه طبيعة بيئة المرء لا علاقة لها بشيء".
ترسخ حكم أردوغان في أواخر شهر أيار من هذا العام، بعد فوزه بولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية أمام خصمه كمال كليتشدار أوغلو.
12. رئيس مدغشقر أندري راجولينا كان يدير مهرجاناً موسيقياً وشركة إعلامية
توجه أندري راجولينا وهو نجل كولونيل ثري، إلى الإعلام قبل أن ينتقل إلى الدرب الذي جعل منه رئيساً لمدغشقر.
وابتداء من عام 1999، أدار راجولينا مهرجاناً موسيقياً يعرف باسم: "لايف"، وصار يستقبل جمهوراً عريضاً وصل إلى 50 ألف متفرج في دورته العاشرة.
اشترى راجولينا قنوات تلفزيونية، ومحطة إذاعية، وتجهيزات للطباعة الرقمية.
ومن خلال تلك الأوساط الراقية، تعرف راجولينا على من تحولوا لشركائه وخصومه السياسيين، وبحلول عام 2007، أصبح رئيس بلدية العاصمة أنتاناناريفو، ثم نصب رئيساً للحكومة الوطنية المؤقتة بعد الانقلاب، وبعد ذلك انتخب رئيساً للبلاد في عام 2018، وخلال فترة حكمه تم إطلاق علاج مريب لكوفيد-19 دون التثبت من فعاليته وأتى على شكل شاي يعرف باسم شاي المواد العضوية المضادة لكوفيد.
11. رئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا سجن بسبب عملية سطو مسلح
قد تعتقد عزيزي القارئ بأن تحوُّل لص سابق إلى رئيس لا بد أن يرد في رأس القائمة، ولكن عندما تعرف بأن ديكتاتور نيكاراغوا وصل إلى الحكم عبر ثورة مسلحة، عندها لن تستغرب ذلك.
فقد نفذ هذا الرجل سلسلة من عمليات السرقة ليمول ثورته الاشتراكية، ثم اعتقل في عام 1967 بحسب ما أوردته صحيفة واشنطن بوست، إلا أن ذلك أتى بعد سطوه على مصرف بانك أوف أميركا، والذي اقتحمه أورتيغا برشاش.
أمضى أورتيغا ردحاً طويلاً من عشرينياته في السجن، حيث تعرض للتعذيب.
وبما أنه كان يحلم بتخليص نيكاراغوا من الديكتاتورية التي حكمتها لمدة أربعين سنة، لذا وبعد استئثاره بالسلطة عدة مرات، تحول هذا الرجل اليوم إلى الشخصية التي كان يسعى لإسقاطها بالأمس.
10. رئيس وزراء لوكسمبورغ خافيير بيتيل كان مقدم برنامج حواري في إحدى المحطات التلفزيونية
دخل رئيس وزراء لوكسمبورغ خافيير بيتيل مجال السياسة من بوابة البلديات وذلك عندما كان يقدم برنامج " Sunday at " على إحدى القنوات التلفزيونية، واستضاف في برنامجه مشاهير وأشخاصاً عاديين ليتحدثوا عما يحبونه ولتسليط الضوء على جوانب من حياتهم، وذلك بحسب ما ورد في الصفحة المؤرشفة لتلك القناة حول هذا البرنامج.
وفي إحدى الحلقات، استضاف بيتيل رئيس جمعية محلية تعنى بالكلاب التي ترشد العميان.
بيد أن بيتيل كان في الوقت نفسه محامياً وشغل منصب عضو في مجلس مدينة لوكسمبورغ، ثم أصبح رئيس بلديتها، وفي عام 2013 شغل منصب رئيس الوزراء، ليصبح أول رئيس مثلي الجنس علناً يشغل هذا المنصب في البلاد.
9. رئيس غامبيا آداما بارو كان حارس متجر في لندن
قبل أن يصبح بارو رئيساً لغامبيا في عام 2017، حصل على شهادة في إدارة الممتلكات من لندن، وحتى يصرف على نفسه في أثناء دراسته، وحتى ينطلق منها ليعمل في مجال العقارات، عمل بارو حارساً في أحد متاجر سلسلة آرغوز البريطانية لمدة ثلاث سنوات.
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة لوموند الفرنسية خلال حملته الانتخابية عام 2016، قال: "الحياة رحلة، وما قمت به في إنكلترا ساعدني لأصبح الشخص الذي أنا عليه اليوم"، وأضاف: "إن العمل لمدة 15 ساعة باليوم يبني رجلاً".
بعد عودته إلى غامبيا في عام 2006، بدأ بارو العمل بالمجال العقاري قبل أن يفوز بالانتخابات الرئاسية في عام 2016 وكذلك في عام 2021.
8. رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو عمل سائق حافلة
لم يتخرج الرئيس الفنزويلي مادورو من الثانوية، لكنه نشط في الحياة السياسية من خلال نقابة الطلاب منذ بداية تأسيسها بحسب ما أوردته صحيفة الغارديان.
عمل مادورو سائقاً لحافلة لدى شركة ميترو كاراكاس، ومن هناك بدأ يدافع عن حقوق بقية العمال، وشكل نقابة غير رسمية في ذلك الحين عندما تم حظر النقابات المهنية.
إلا أن تلك التجربة قادته أخيراً للدائرة المقربة من الرئيس السابق هوغو تشافيز، فأصبح أحد أخلص وزراء خارجيته ومن ثم نائبه.
وبعد فوزه بالرئاسة بفارق ضئيل بعد وفاة تشافيز في عام 2013، حل مادورو رئيساً على بلد يعاني من انخفاض حاد في مستوى الديمقراطية والمعيشة، ولهذا وصفه الجميع بالديكتاتور.
7. بشار الأسد كان طبيب عيون غريب الأطوار
أصبح اسم بشار الأسد مرادفاً للوحشية والقمع، بعدما بقي في الحكم على الرغم من قتله لما يقارب من 300 ألف مدني سوري، والأغرب من ذلك هو أنه كان طبيباً!
فقد تخرج الأسد في جامعة دمشق قسم طب العيون في عام 1988، قبل أن يلتحق بمشفى العيون المهم بلندن لنيل شهادة أعلى، وهناك أصبح مهووساً بتقانة المعلومات حسبما ذكره نيل كويليام، وهو أحد الخبراء المتخصصين بقضايا الشرق الأوسط.
أما جراح العيون الذي تدرب على يده، واسمه إدموند شولينبيرغ، فقد أعلن في عام 2013 بأن ما يتذكره عن هذا الديكتاتور هو أنه كان: "شاباً حساساً ومؤدباً ودقيقاً بشكل لا يصدق".
إلا أن شولينبيرغ أضاف: "أتذكر أني فكرت بأنه من الأفضل له أن يكون جراح عيون لا سياسياً".
6. رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا خسر إحدى أصابعه عندما كان يعمل في تشكيل المعادن
كانت بدايات رئيس البرازيل، الشهير باسم لولا، متواضعة للغاية، إذ أمضى طفولته وهو يعمل بائعاً للفول السوداني كما عمل في تلميع الأحذية في المدينة الساحلية الصغيرة التي نشأ فيها.
لم يتعلم القراءة إلا بعد بلوغه العاشرة، وكان أول عمل له في سن الرابعة عشرة، حيث عمل في البداية في مستودع ثم انتقل إلى تشكيل المعادن، تلك المهنة التي جعلته يخسر إصبع البنصر عندما كان في التاسعة عشرة من عمره بحسب ما أوردته شبكة بي بي سي.
وفي سيرة حياته التي نشرت بشكل رسمي، انخرط لولا في حركة النقابات المهنية، ثم أصبح رئيساً لنقابة عمال تشكيل المعادن في عام 1975، وهذا ما دفعه ليتحول إلى زعيم لحزب العمال في البرازيل، ثم رئيس للبلاد بعد فوزه في الانتخابات لولايتين، إذ مايزال يحكم البرازيل منذ بدايات الألفية الثالثة وحتى اليوم.
5. رئيس ليبيريا جورج ويا يعتبر من أعظم لاعبي كرة القدم في العالم
لقد حقق رئيس ليبيريا حلم ملايين الأطفال، وذلك عندما لعب مع أفضل نوادي كرة القدم في العالم، ثم أصبح رئيساً لبلاده بعد كل ذلك.
نشأ وترعرع ويا في العاصمة الليبيرية مونروفيا، ثم بدأ بلعب كرة القدم في الخامسة عشرة، وسرعان ما تطور وصار يساعد فريقه على الفوز في البطولات المحلية.
لفت ويا نظر مديره أرسينيه وينجر في عام 1998، فأرسله للعب مع أكبر النوادي الأوروبية، كان من بينها باريس سان جيرمان و إيه سي ميلان، وتشيلسي، وهذا ما حوله إلى نجم دولياً، ومعبود للجماهير محلياً.
في عام 2000 كتبت عنه الصحفية المتخصصة بالرياضة آمي لورانس: "اسمه الملك جورج في بلده، فهم يقدسونه كثيراً لدرجة صاروا معها يتمنون أن يصبح رئيساً لهم في يوم من الأيام" إلا أنه بحكمته المعهودة، آثر البقاء بعيداً عن السياسة في ليبيريا، غير أن ذلك الوضع لم يستمر، إذ في عام 2005، وعقب انتهاء الحرب الأهلية الثانية في ليبيريا، أعلن ويا عن ترشحه للرئاسة، وفاز فيها ليصبح رئيساً للبلاد في عام 2017.
4. رئيس الغابون علي بونغو أونديمبا أطلق ألبوماً غنائياً صاخباً
أمضى أونديمبا، وهو نجل رئيس سابق، معظم حياته العملية في مجال السياسة، ولكن في عام 1977، استعان باسمه الذي أطلقوه عليه يوم ولد وهو آلان بونغو، ليتعاون مع المنتج تشارلز بوبيت ويطلقا معا ألبوماً غنائياً صاخباً حمل عنوان: " A Brand New Man".
تعود جذور أونديمبا الموسيقية لوالدته، السيدة الأولى السابقة جوزيفين بونغو، التي عملت في مجال الغناء باسم حركي هو بيشنس داباني بعد زواجها من الرئيس عمر بونغو.
بعدما شغل أونديمبا عدة مناصب خلال حكم أبيه الفاسد الذي امتد لأربعين سنة، اعتمد على شهرته الموسيقية في حملته الانتخابية لعام 2009، وقدم نفسه مرشحاً عن الشباب، وأخذ يغني لهم الراب على المسرح.
3. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كان ممثلاً لعب دور الرئيس قبل أن ينقلب التمثيل إلى واقع وحقيقة
لعل تغير مهنة الرئيس زيلينسكي من ممثل هزلي إلى سياسي أشهر مثال معروف في هذه القائمة، وأكثرها شاعرية.
قدم زيلينسكي أدواراً متنوعة في مجال صناعة الترفيه منذ أن كان في السابعة عشرة من عمره، وذلك عندما اشترك بمسابقة للكوميديا وبعدها أسس مع أصدقائه في المدرسة شركة إنتاج فني حققت نجاحات باهرة.
لعب زيلينسكي دور البطولة في عدد من الأعمال الكوميدية الرومانسية كما اشتغل في التعليق الصوتي في بعض الأعمال، إلا أن دوراً واحداً من أعماله يظهر كيف يحاكي الفن الحياة، وهو الدور الذي مثل فيه زيلينسكي دور رئيس البلاد في مسلسل "خادم الشعب".
في هذا المسلسل نرى زيلينسكي وهو يمثل دور أستاذ للتاريخ أصبح بالمصادفة رئيساً لأوكرانيا، وفيما بعد أطلق زيلينسكي اسم مسلسله على حزبه السياسي الجديد، وبحلول عام 2019 أصبح زيلينسكي رئيساً لبلده، فتعامل مع تعقيدات إدارة ترامب، ومن بعدها الغزو الروسي لبلده في شباط 2022.
2. رئيسة سلوفينيا المحامية ناتاشا بيرك موسار حمت ميلانيا ترامب من المزاعم الباطلة
قبل ترشحها للرئاسة بسنين طويلة، عملت ناتاشا بيرك موسار في مهنة محفوفة بالمخاطر، وكانت محامية ميلانيا ترامب عند اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2016.
ألفت هذه السيدة التي سبق أن عملت في مجال الصحافة وشغلت منصب رئيس الصليب الأحمر، والمفوضة الإعلامية في سلوفينيا، نفسها وهي تتحدث هاتفياً مع ميلانيا في آب من ذلك العام مع وصول الحملة الانتخابية في أميركا لذروتها.
فبما أن أصول السيدة الأولى السابقة لأميركا تعود لسلوفينيا، فقد راجت هناك بضائع تحمل علامة ميلانيا المزورة، والأسوأ من ذلك تم تداول تلك الأخبار القذرة التي تدور عنها، وحول ذلك تحدثنا فتقول: "كل ما أرادته مني هو أن أضع حدوداً لما هو مسموح وغير مسموح".
كانت بيرك موسار محامية لميلانيا عندما نشرت صحيفة الديلي ميل مقالاً مسيئاً تم سحبه فيما بعد، ويدور حول عمل ميلانيا سابقاً كعارضة أزياء.
بحلول عام 2021، حل اسم بيرك موسار بين أسماء أشد المحامين تأثيراً في سلوفينيا، وفي العام التالي أعلنت عن ترشحها للرئاسة بصورة مستقلة، فأصبحت أول رئيسة امرأة لبلدها في كانون الأول عام 2022.
-
البابا فرانسيس كان حارسا
يشرف البابا فرانسيس اليوم على المسارات الروحية لمليار ونصف كاثوليكي من دولته، الفاتيكان.
إلا أنه في خمسينيات القرن الماضي، أي عندما كان اسمه خورخي ماريو بيرجوليو، كان شاباً يعشق رقص التانغو في بيونس آيرس، وكلف حينذاك بمهمة إبعاد مثيري الشغب عن إحدى الحانات في المدينة.
يصف حياته في ذلك الوقت، ويحكي عن المهن الأولى المتواضعة والكثيرة التي عمل بها، إلى أن صار يجمع المصلين في كنيسة بروما بعد فترة قصيرة من توليه البابوية في عام 2013.
فإلى جانب عمله في مجال الحراسة، عمل بواباً يكنس الأرضيات، وفنياً في مخبر للأطعمة، قبل أن يسير على هذا الدرب ويصبح رئيس أساقفة بيونس آيرس، ومن ثم بابا الروم الكاثوليك.
المصدر: Business Insider