icon
التغطية الحية

بيلاروسيا ترحّل سوريين مطلوبين للنظام فشلوا في العبور إلى بولندا

2021.12.25 | 14:42 دمشق

20211118_2_50939216_70789985.jpg
طالبو لجوء على الحدود البيلاروسية البولندية ـ الأناضول
ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

كشف تقرير نشره موقع إذاعة (WYPR) الوطنية الأميركية، عن ترحيل السلطات البيلاروسية طالبي اللجوء السوريين الواصلين إلى أراضيها وإعادتهم إلى سوريا، وذلك بحجة فشلهم في العبور إلى الأراضي البولندية أو بقية دول الاتحاد الأوروبي.

ونقل التقرير عن طالبي لجوء سوريين أن السلطات البيلاروسية داهمت مكان إقامتهم في العاصمة مينسك، وألقت القبض عليهم وسحبت منهم جوازات السفر، وتمكّن 7 منهم من الفرار عبر النوافذ.

ويضيف التقرير: كانوا من بين آلاف المهاجرين الذين تم استدراجهم إلى البلاد بتأشيرات سفر، على أمل وصولهم إلى دول الاتحاد الأوروبي. لكنهم الآن يواجهون إنذاراً من السلطات البيلاروسية: "إما حجز رحلة طيران من بيلاروسيا إلى أي دولة أخرى، أو اعتقالنا وترحيلنا قسراً إلى سوريا" وفق حديث هاتفي لأحد المرحّلين بعد وصوله دمشق".

أزمة الحدود البيلاروسية البولندية

بعد التخطيط لأزمة اللجوء على حدود الاتحاد الأوروبي، تسعى بيلاروسيا الآن إلى إعادة أولئك الذين فشلوا في العبور إلى بولندا أو دول الاتحاد الأوروبي الأخرى إلى الدول التي قدموا منها "من دون حساب لسلامتهم وأمنهم" بحسب طالبي اللجوء وجماعات حقوق الإنسان.

وفي أزمة استمرت لأشهر بين النظام في بيلاروسيا وجيرانها في الاتحاد الأوروبي، اجتذبت بيلاروسيا الناس من الحرب أو البلدان المنكوبة والفقيرة، مع تخفيف قيود التأشيرات، وشجعتهم على العبور بأعداد كبيرة عبر حدود الاتحاد الأوروبي. ويقول طالبو لجوء إنهم شاهدوا جنودًا بيلاروسيين يقطعون الأسلاك الشائكة ونظموا مئات الأشخاص لاقتحام الحدود.

وتتهم الولايات المتحدة والمسؤولون الأوروبيون والمدافعون عن اللاجئين، نظام الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو باستخدام المهاجرين كـ "سلاح سياسي" رداً على العقوبات. كانت بولندا وليتوانيا جارتا الاتحاد الأوروبي تدفعان المهاجرين إلى التراجع، تاركين العديد منهم -بما في ذلك الأطفال والنساء الحوامل- محاصرين في غابات حدودية متجمدة. كما أفاد كثيرون بتعرضهم للضرب والتهديد بكلاب الأمن أو الإساءة بطريقة أخرى من قبل قوات الأمن البولندية والبيلاروسية. في حين نفى لوكاشينكو تدبير أزمة الحدود لكنه حذر من أنه لن يوقف المهاجرين.

الآن، غالبا ما يغادر مئات طالبي اللجوء المفلسين والمنهكين والضعفاء. وبعضهم عادوا من العاصمة البيلاروسية مينسك إلى العراق وسوريا. ونقل التقرير عن بعضهم أن السلطات البيلاروسية أعادتهم قسراً إلى بلدانهم الأصلية، حتى بعد إخبارهم تلك السلطات بأنهم يفرون من ظروف تهدد حياتهم.

تم تجاهل مناشداتهم وطلبات لجوئهم

يوم الـ8 من كانون الأول الجاري، غادرت إحدى رحلات العودة إلى سوريا عن طريق "أجنحة الشام" للطيران مينسك متجهة إلى دمشق وعلى متنها نحو 97 سورياً، وفقا لتقارير إخبارية.

وذكر سوريان كانا على متن الطائرة بالتفصيل كيف أمرهما المسؤولون البيلاروسيون، مع آخرين، باستقلال الطائرة على الرغم من مناشداتهم بأن العودة إلى سوريا قد تعرّض حياتهم للخطر. وقال واحد منهما إن طلبه للجوء في بيلاروسيا تم تجاهله.

السوريان تم ربطهما بمعدّي التقرير من قبل لاجئ سوري آخر وصل إلى الاتحاد الأوروبي من بيلاروسيا وهو الآن في مركز لجوء في ألمانيا. وطلب الاثنان في دمشق عدم ذكر اسميهما في هذه القصة خشية من الاعتقال.

وقال الاثنان إن الرجال الذين دهموا مكان الإقامة في مينسك (نُزل) عرّفوا عن أنفسهم بأنهم مسؤولون في الحكومة البيلاروسية؛ دون معرفة الجهة التي يمثلونها في الحكومة.

وأضافا أنه بعد عدة محاولات فاشلة للعبور إلى بولندا، انتهت صلاحية تأشيرات سفر السوريين في بيلاروسيا. وقال لهم المداهمون البيلاروسيون إن أمامهم ثلاثة أيام لمغادرة البلاد، وصادروا جوازات سفرهم وأبلغوهم إنهم سيحصلون عليها فقط في مطار مينسك في أثناء صعودهم الطائرة التي ستغادر بيلاروسيا.

بعد يومين، عاد المسؤولون إلى (النُزل) وحذروا مرة أخرى أن السوريين أمامهم أقل من 24 ساعة لحجز رحلة خارج بيلاروسيا أو سيتم ترحيلهم في اليوم التالي على متن طائرة أجنحة الشام إلى دمشق.

أنفق العديد من طالبي اللجوء كل مدخراتهم للحصول على تأشيرات دخول إلى بيلاروسيا والوعد بحياة أفضل في الغرب، إذ لم يكن لديهم وسائل أخرى للخروج السريع من البلاد. جميع الأشخاص الذين تم ذكر إفاداتهم في التقرير أكدوا أنهم توسلوا للمسؤولين لمنحهم مزيدا من الوقت ولكن دون جدوى.

وقال أحدهم، وهو أب لطفلين: "قلنا لهم إن كثيرا منا لا يستطيع العودة إلى سوريا لأننا مطلوبون من قبل النظام السوري، لكنهم لم يستمعوا". ويضيف أن أمامه أسابيع فقط لإيجاد وسيلة للخروج من البلاد مرة أخرى أو مواجهة احتمال السجن أو التجنيد العسكري من قبل النظام.

وأوضح أنه ناشط سابق ضد رئيس النظام "المستبد" بشار الأسد، وكان مطلوبا من قبل أجهزة المخابرات إلى أن وقع اتفاق مصالحة شمل عفوا مؤقتا على الناشطين. ويقول: "إن الصفقة تنتهي في أقل من شهرين، وعند هذه النقطة لا أعرف ما إذا كان بإمكاني البقاء بأمان في سوريا".

أما الشخص الثاني، فقال إنه طلب من المسؤولين البيلاروسيين خلال وجودهم في النُزل، اللجوء في بيلاروسيا، فرفضوا الطلب. ولم ترد أي من وزارتي الخارجية والداخلية في بيلاروسيا على طلبات الإذاعة معدّة التقرير للتعليق حول ذلك.