icon
التغطية الحية

بيرقدارات وصواريخ هيئة تحرير الشام.. استعدادات لمعركة إدلب بسلاحين نوعيين

2021.09.26 | 06:37 دمشق

whatsapp_image_2021-09-26_at_23.52.38.jpeg
إدلب - خاص
+A
حجم الخط
-A

خرقت موسكو وحلفاؤها اتفاق الخامس من آذار عام 2020 وجعلت من جبل الزاوية مسرحاً لتصعيد آثار مخاوف السوريين من معركة جديدة على المنطقة، ولكن الفصائل العسكرية استغلت فترة الهدوء النسبي لالتقاط الأنفاس وتنظيم الصفوف، وترتيب خطط وأنماط دفاعية وهجومية جديدة، بناء على الدروس المستفادة من المعارك الأخيرة.

ومع تصاعد وتيرة القصف في جنوبي إدلب وغربي حلب واقتراب موعد قمة أردوغان وبوتين في سوتشي نهاية الشهر الجاري، والحديث الإعلامي للنظام عن اقتراب السيطرة على الطريق الدولي حلب – اللاذقية M4؛ كشفت مصادر عسكرية من هيئة تحرير الشام عن تحضيرات الجناح العسكري لأي معركة مرتقبة في إدلب.

في اجتماع أبو محمد الجولاني مع عدد من الناشطين والإعلاميين في الشمال السوري نهاية تموز الفائت، تحدث عن التطويرات في التكتيكات التي تجريها هيئته وأنها باتت تمتلك سلاحاً نوعياً لم يفصح عنه.

استمرار مناورات القتال الليلي

منذ توقيع اتفاق الخامس من آذار عام 2020 ودخول جبهات شمال غربي سوريا في حالة من الهدوء النسبي، واستمرار وقف إطلاق النار لأطول مدة خلال الحرب السورية، عملت فصائل المعارضة على إخضاع مقاتليها لدورات وتدريبات عسكرية متتالية بهدف رفع كفاءتهم.

ورغم أن هيئة تحرير الشام أخضعت مقاتليها لتلك الدورات كسائر الفصائل الأخرى لكنها تفردت عنهم بنوعية تلك الدورات والاختصاصات فيها، وهو ما تحدث عنه موقع تلفزيون سوريا سابقاً في تقريره الذي حمل عنوان "تحرير الشام تتخلى عن أقوى أسلحتها وتعيد هيكلة قواتها في 12 لواء".

وتحدث التقرير عن إيقاف الهيئة استخدام العربات الملغمة التي تسميها "الاستشهادية"، وذلك تماشياً مع الضغوطات المترتبة عليها لنفي صفة الإرهاب عنها، وكذلك نظراً لعدم فعالية هذا التكتيك في إيقاف تقدم قوات النظام، وقدرة الأخيرة على التعامل مع العربات الملغمة عبر صواريخ الـ م/د والمدفعية والاستطلاع المستمر في أجواء المعركة.

وأضاف التقرير ضمن فقرة حملت عنوان "النخبة المقاتلة حتى الموت بديلاً عن العربات الملغمة" بأن الهيئة أخضعت عناصرها ممن كانوا على "قوائم الاستشهاديين" لمعسكرات تدريبية على استخدام الأسلحة النوعية وتكتيكات الصمود تحت سياسة الأرض المحروقة واستخدام المناظير الحرارية.

وقال المصدر حينذاك بأن كل عنصر من هؤلاء تم تجهيزه بما يزيد على 7 آلاف دولار ثمن أسلحة خفيفة ونوعية وقناصات ورشاشات مجهزة بمناظير حرارية وليلية للاشتباك مع قوات النظام والقوات الروسية والإيرانية حتى الرمق الأخير، وكذلك شن هجمات تسللية أو كما تسميها هيئة تحرير الشام "انغماسية" لتحقيق ضربات نوعية تسبب خسائر فادحة في صفوف قوات النظام وتدمير أسلحته خلف خطوط النار.

وتحدث التقرير عن نجاعة وفاعلية تكتيك التسللات والاختباء لحين وصول القوات المهاجمة، وآثارها النفسية على جنود الأسد من رعب وخوف.

ومنذ ذلك الحين وحتى الآن تعمل هيئة تحرير الشام على تخريج الدورات التي ترفع مستوى القناصين الحراريين، العاملين ضمن "سرايا الحراري" التي تتكون من قناصين ورماة قاذف "RBG" مزوّد بمنظار ليلي أو حراري.

وتركزت تدريباتهم على التكتيكات الخاصة بالقنص الحراري والليلي من عمليات الهجوم والمباغتة والتسلل في الظلام بالتزامن مع التدريب القاسي على الاقتحام والرصد في النهار.

ونشرت "وكالة أمجاد" التابعة لهيئة تحرير الشام صوراً لآخر التدريبات الليلية، بالرشاشات الفريدة والمتوسطة وقواذف الصواريخ المحمولة على الكتف المزودة بمناظير ليلية من نوع "غوغل" و"ديدال".

 

 

مسيرات الهيئة تربك النظام وتستدعي تدخل الروس

أيضاً جاء في تقرير موقع تلفزيون سوريا السابق بأن هيئة تحرير الشام بدأت بتدريب جيش من قائدي الطيارات المسيرة بلا طيار، والملغمة بمواد شديدة الانفجار، لتكون قادرة على استهداف تجمعات النظام وأسلحته الثقيلة وغرف عملياته، عبر الانقضاض السريع على هذه الأهداف.

وأشاد التقرير في فقرته التي حملت عنوان "بيرقدارات هيئة تحرير الشام" بإعجاب الهيئة بالتجربة التركية باستخدام طائرات بيرقدار في المواجهات مع قوات النظام قبل توقيع اتفاق آذار 2020.

إلا أن المصادر العسكرية في هيئة تحرير الشام أكدت لموقع تلفزيون سوريا امتلاك هيئة تحرير الشام حالياً طائرات مسيرة من دون طيار، لكنها مطورة عما سبق نشره في تقريرنا السابق، فالطائرات الحالية ليست درونات انتحارية، بل طائرات مسيرة تنفذ الضربات ضد الأهداف المعادية وتعود أدراجها دون خسارتها.

وأكد ذات المصدر عن دخول مسيرات الهيئة مرحلة العمل وأنها أنجزت أولى مهامها الناجحة في 27 من حزيران الفائت، عندما استهدفت مسيرة تابعة لهيئة تحرير الشام تجمعات قوات النظام في محيط بلدة خان السبل شرقي إدلب، وتسببت بمقتل العديد من جنود النظام وفق تسجيلات صوتية حصل عليها أحد المراصد العسكرية واستمع إليها موقع تلفزيون سوريا، لكنه طلب عدم نشرها بناء على طلب المرصد العسكري.

وأظهرت التسجيلات الصوتية غضب الضابط في قوات النظام المسؤول عن المحور، وتوبيخه لمجموعات الرصد التي فشلت في رصد المسيرة التي ضربت النقطة نهاراً، واستمر تحليق المسيرة بعد الاستهداف لفترة من الزمن، منع ضباط النظام خلالها عناصرهم من القيام بأي حركة خشية رصدهم وتعرضهم للقصف مجدداً.

صواريخ "إيغلا" المضادة للطائرات والمحولة على الكتف التي يمتلكها النظام فشلت في التصدي لمسيرات هيئة تحرير الشام، ما دفع القوات الروسية لاستقدام منظومة دفاع جوي متطورة إلى المنطقة يرجح أنها من طراز "بانتسير"، وبالفعل استطاعت إسقاط مسيرتين للهيئة إحداهما في ريف حلب الغربي في الثاني من آب الماضي والأخرى على تخوم جبل الزاوية.

صواريخ مضادة للطائرات.. مساع لخرق التفوق الجوي للنظام وروسيا

ليست الطائرات المسيرة وحدها هي السلاح النوعي الذي باتت هيئة تحرير الشام تمتلكه، بل أضافت مصادر موقع تلفزيون سوريا بأن الهيئة تعمل على تطوير صواريخ أرض جو محمولة على الكتف مضادة للطائرات.

وتداولت صفحات إخبارية محلية على فيس بوك مطلع حزيران الفائت أنباء عن استهداف طائرة الاستطلاع والعمليات الروسية من طراز اليوشن 20، بصاروخ حراري. تحقق موقع تلفزيون سوريا من المعلومة وتوصل إلى أنها كانت عملية اختبار لصاروخ دفاع جوي محلي الصنع تعمل هيئة تحرير الشام على تطويره.

وأطلقت هيئة تحرير الشام حينذاك 3 صواريخ منه لاستهداف طائرة العمليات الروسية، لم تحقق إصابة حينذاك، لكن المصدر العسكري أكد لموقع تلفزيون سوريا أنه ما زال قيد التجربة والتطوير، وأن الصاروخ يقترب من تحقيق الإصابة في كل مرة.

وتم اختيار الصاروخ على طائرة الاستطلاع والعمليات نظراً لحجمها الكبير وسرعتها المحدودة جداً مقارنة بالطائرات الحربية الروسية، بحسب ما أوضحه المصدر.

وامتنع المصدر من الإفصاح عن مزيد من التفاصيل، "بسبب تكتم الهيئة الشديد على موضوع الصاروخ" بحسب تعبيره.

وتأتي محاولات الهيئة هذه لامتلاك أسلحة نوعية تساهم في تغيير موازين القوى على الأرض في المعارك بعد عجز الأساليب التقليدية في التصدي للحملات العسكرية التي تتعرض لها إدلب.

وسبق أن كشف تنظيم "أنصار التوحيد" في حزيران الفائت عن صاروخه زلزال الذي يزن 1500 كغ، حيث استهدف موقعاً لقوات النظام قرب قرية حزارين جنوبي إدلب، ما أسفر عن تدمير أربع كتل سكنية، ومقتل وجرح عدد من العناصر.