أصدرت المبعوثة الخاصة لـمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والممثلة العالمية (أنجلينا جولي) بياناً بمناسبة الذكرى الثامنة للثورة السورية، داعيةً خلاله إلى تلبية الاحتياجات العاجلة للسوريين وتخفيف المعاناة عنهم لحين تمكّنهم مِن العودة إلى ديارهم.
وقالت "جولي" في بيانها الذي نشرته المفوضية على موقعها الرسمي، إن ملايين السوريين يعيشون عواقب الحرب الرهيبة دون أن تكون لهم أي علاقة بها، مضيفةً أن الفجوة تزداد كل يوم بين مايحتاجه اللاجئون والنازحون وبين المساعدات الإنسانية المتاحة لهم، حيث تعيش ملايين العائلات تحت خط الفقر.
وأضافت "جولي" في بيانها، "أفكر في الشعب السوري ونحن نعيش عاماً آخر من الصراع المدمر، وعلى وجه الخصوص، أفكر بملايين السوريين الذين يصارعون كلاجئين في المنطقة وخارجها، وجميع العائلات النازحة داخل البلاد، وجميع الذين عانوا من الإصابات والصدمات والجوع وفقدان أفراد الأسرة".
ولفتت "جولي"، أن النساء في سوريا يواجهن صعوبات إضافية، بما في ذلك فرص العمل المحدودة للغاية والعنف الجنسي أو القائم على أساس الجنس، كـ الزواج القسري والمبكر والاعتداءات الجنسية والاستغلال، والعنف المنزلي.
وذكرت "جولي" في بيانها، أن البلدان التي تستضيف اللاجئين السوريين (تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر) قدّمت الكثير مِن المساعدة، لكنها بحاجة ماسة إلى التمويل لتمكينهم من مواصلة دعم ملايين اللاجئين، ومساعدة السكان المحليين في التعامل مع الظروف الاقتصادية والضغوط الاجتماعية.
وحذّرت "جولي" مِن أن استمرار العنف والتدمير في سوريا يتسبب بمعاناة الملايين من السوريين، لافتةً أن نصف سكان سوريا نزحوا قسراً منذ آذار 2011. ويعيش أكثر مِن (5.6) مليون سوري كـ لاجئين في جميع أنحاء المنطقة، بينما هناك الملايين مِن النازحين داخلياً.
إلى ذلك، أكّدت "جولي"، أن أقل ما يمكن فعله ريثما يتمكن السوريون من العودة إلى ديارهم، هو محاولة تلبية هذه الاحتياجات العاجلة، والتخفيف من بعض الأضرار الناجمة عن هذه السنوات مِن الصراع الذي وصفته بـ"اللاعقلاني"، قائلة إن السوريين يستحقون العيش بسلام وأمان وكرامة في بلدهم.
وتزامن بيان "جولي"، مع تعهد المانحين الدوليين في "مؤتمر بروكسل" (الذي ضم أكثر مِن 50 دولة، و 300 منظمة إنسانية مهتمة بالشأن السوري)، يوم الخميس الفائت، بتقديم مبلغ (6.9 مليار دولار أميركي) للمساعدات الإنسانية ودعم المحتاجين في سوريا والدول المضيفة للاجئين السوريين.
وسبق أن انتقدت الممثلة الأميركية (أنجلينا جولي)، عدم إيجاد حل لـ مشكلة نحو (75 ألف سوري) عالقين على الحدود السورية ــ الأردنية في مخيم الركبان، كما طالبت المجتمع الدولي بالتحرك وإيجاد حل لما يحصل في سوريا، داعية دول العالم إلى زيارة مخيمات اللاجئين ورؤية معاناتهم هناك.
يشار إلى أن الممثلة العالمية (أنجلينا جولي) التي تشغل منصب المبعوثة الخاصة لمفوضية اللاجئين، زارت العديد مِن المخيمات التي يقطنها اللاجئون السوريون في دول الجوار وخاصة "مخيم الزعتري" في الأردن، وطالبت المجتمع الدولي أكثر مِن مرة بتخفيف معاناة اللاجئين السوريين، والتحرّك لإيجاد حل لما يجري في سوريا.