البث المباشر
أعلنت السلطات البولندية عزمها بناء جدار حدودي تبلغ كلفته أكثر من 335 مليون يورو لمنع دخول طالبي اللجوء من بيلاروسا.
وأقر مجلس النواب البولندي، الخميس الماضي، مشروع قانون لبناء الجدار الحدودي الجديد، ووافق 274 نائباً على الإجراءات مقابل رفض 174 نائباً، وفقاً لصحيفة "بليد" الألمانية.
ونشرت الحكومة البولندية تحذيرات للاجئين على موقعها على الإنترنت، قالت فيه: "عبور الحدود البولندية لن يساعدك في الوصول إلى ألمانيا"، و"عد إلى بيلاروسيا. ارجع إلى البيت. أنقذ حياتك وصحتك"، وورد التحذير باللغتين الإنجليزية والعربية.
ومنذ آب الماضي، بدأت بولندا بتأمين حدودها التي يبلغ طولها 400 كيلومتر مع بيلاروسيا بسلك شائك ارتفاعه 2.5 متر، إلا أنها ستستبدله الآن، لكن منظمات إنسانية اعتبرت هذا الإجراء غير إنساني واتهمت بولندا بطرد طالبي اللجوء بشكل غير قانوني إلى بيلاروسا.
ولم تذكر بولندا مزيداً من التفاصيل حول ارتفاع وعرض وسماكة الجدار وكذلك المواد المستخدمة في البناء، وبحسب وسائل الإعلام البولندية، سيكون الجدار على الحدود البرية بين اليونان وتركيا نموذجاً لبولندا لبناء الجدار.
ووفقاً لصحيفة بليد الألمانية، فإن ارتفاع الجدار سيكون 5.30 أمتار فوق الأرض ويمتد 6 أمتار أخرى تحت الأرض، ومصنوع من الفولاذ ومملوء بالإسمنت حتى ارتفاع 2.50 متر، وعلى امتداد 27 كيلومتراً.
وستقوم بولندا أيضاً بتركيب أجهزة كشف حركة الأشخاص على الحدود البيلاروسية، وطبقاً لمشروع القانون، سيمنع أي شخص من الاقتراب من مسافة 200 متر من الجدار الحدودي.
وذكرت الحكومة البولندية، يوم الأربعاء، أن عدد محاولات عبور الحدود آخذ في الازدياد، حيث منع حرس الحدود أكثر من 19 ألف محاولة لعبور الحدود بشكل غير قانوني من بيلاروسيا منذ بداية آب.
وبحسب معلومات رسمية، لقي سبعة أشخاص حتفهم في المنطقة الحدودية خلال الفترة الماضية، وكان آخرهم شاباً سورياً توفي منذ نحو شهر، وذكرت صحيفة "غازيتا ويبوركزا" البولندية، أن الشرطة تعتقد أن الشاب السوري كان في بيلاروسيا لأنه كان يحمل تأشيرة بيلاروسية صدرت في منتصف أيلول الفائت.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية البولندية "كل حالة وفاة مأساة كبيرة ومسؤولية هؤلاء الناس تقع حصرياً على رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينك"، حيث يتهم الاتحاد الأوروبي لوكاشينك بتدبير تدفق اللاجئين عمداً انتقاماً من العقوبات التي فرضها الاتحاد على نظامه.
وبداية الشهر الجاري، اتّهمت منظمة العفو الدولية، بولندا بإعادة اللاجئين بشكل غير قانوني نحو بيلاروسا، وتقول إنّ بحوزتها أدلة استقتها بناء على تحريات أجرتها المنظمة تثبت إعادة 32 طلب لجوء "قسراً" نحو بيلاروسا، واصفة الإجراءات التي نسبت إلى السلطات البولندية بأنها "تتعارض مع القواعد الأوروبية".
