افتتحت "الأمانة السورية للتنمية"، التي ترأسها زوجة رئيس النظام أسماء الأسد، ورشة عمل في الجناح السوري في معرض "إكسبو 2020" في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة، حضرها شخصيات أوروبية ومسؤولون في الأمم المتحدة.
وأقيمت الورشة تحت عنوان "استعادة التراث السوري وإحياء المجتمعات المحلية"، بهدف "وضع الحلول والمقترحات والموارد اللازمة لتطوير طريق نحو استعادة التراث العالمي المتميز لسوريا"، وفق ما نقل موقع "الخليج اليوم".
وناقشت ورشة العمل، في ثلاث جلسات، تفاصيل الوضع الحالي لمواقع التراث الثقافي السوري والمجتمعات التي تعيش حولها، مع التركيز بشكل خاص على المواقع السورية الستة المدرجة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
وشارك في الجلسات ممثلون عن "صندوق الآغا خان للثقافة والفنون"، و"مركز التراث العالمي" التابع لمنظمة "اليونيسكو"، و"برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا"، ومتحف التراث الحكومي الروسي، وشخصيات أخرى بارزة متخصصة في التراث والآثار من إيطاليا والبوسنة وأفغانستان.
كما شارك الفنان والرسام الإيطالي المعروف، مايكل أنجلو بيستوليتو، عبر تقنية الفيديو، وأعلن عن مشروع لترميم مواقع تراثية في مدينة حلب القديمة.
"الأمانة السورية للتنمية".. بوابة نفوذ أسماء الأسد في سوريا
وحصلت "الأمانة السورية للتنمية"، في نيسان من العام 2007، على الترخيص القانوني من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ودمجت عدة منظمات أهلية ومجتمعية ضمنها، لتصبح الأمانة، التي تشغل زوجة رئيس النظام أسماء الأسد رئيسة إداراتها، أحد أكثر مشاريع العلاقات العامة قيمة لدى النظام تجاه الغرب والمجتمع الدولي، وصوّرت نفسها كحاضنة لجميع قطاعات المجتمع المدني.
وفي السنوات اللاحقة، تنامى دور “الأمانة السورية للتنمية” بشكل لافت على مختلف الأصعدة، وبعد العام 2011، أصبحت الأمانة المتحكم الفعلي بالمنظمات التنموية والمجتمعية ومنظمات المجتمع المدني في مناطق سيطرة النظام.
وتوسعت مهام الأمانة لاحقاً، وباتت تركز على دعم المرأة والعناية بجرحى جيش النظام وذوي القتلى، كما تم إنشاء "منظمة العرين" التي كان لها دور مهم في وقف تمدّد رامي مخلوف من جهة، وكسب الحاضنة الشعبية من جهةٍ أخرى.
وتُظهر بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن الأمم المتحدة تبرعت للأمانة على الأقل بأكثر من 750 ألف دولار في عام 2016، وأكثر من 732 ألف دولار في عام 2017، إضافةً إلى 4.3 ملايين دولار في عام 2018، وفق دراسة أجراها مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، بعنوان "دور العمل الخيري في الحرب السورية".
كما يعتبر ناشطون أن "الأمانة السورية للتنمية" هي بوابة النظام الناعمة للسيطرة على الآثار السورية، واستثمار أملاك الدولة، من خلال مصادرة بعض الأراضي المهمة كمعرض دمشق الدولي القديم، ومنازل في دمشق القديمة، بحجة حماية الآثار، فضلاً عن احتكار كل ما يتعلق بالآثار السورية، وبشكل خاص منها الذي يلقى اهتماماً دولياً، أو المدرج على قائمة التراث العالمي.
يشار إلى أن المواقع السورية الستة المدرجة في قائمة "اليونيسكو" للتراث العالمي هي: مدينة تدمر، قلعة صلاح الدين في الساحل السوري، قلعة الحصن بريف حمص، مدرج بصرى بريف درعا، مدينة حلب القديمة، مدينة دمشق القديمة، ومجموعة القرى القديمة في شمالي سوريا، المعروفة باسم "المدن المنسية" في حماة وإدلب وحلب.