نشرت منظمة "مراقبو حقوق الإنسان" (Human Rights Observers) مقطعاً مصوراً، التقطه شاب سوري، يظهر فيه عناصر من الشرطة الفرنسية وهم يوجهون إساءات لطالبي لجوء، في مدينة كاليه شمالي البلاد.
إهانة واستهزاء
إهانات لفظية وتعامل مهين وإذلال يظهر في مقطع فيديو يدوم لمدة دقيقة ونصف، ويوثق لحظة إيقاف دورية من الشرطة الفرنسية طالبي لجوء قرب خيامهم، يوم 12 تموز الجاري، وفقاً لموقع "مهاجر نيوز".
وبلهجة ساخرة يوجه أحد عناصر الشرطة أوامر لأحد اللاجئين قائلاً: "أغلق هاتفك"، ثم يقول له "أدر وجهك"، فيما نسمع حديث يدور بين شرطيين، يقول أحدهما للآخر "ألا تريد وضعهم على الأرض؟". ومن ثم بناء على أوامر الشرطة يجلس طالبو اللجوء جميعهم على الأرض، في حين نسمع الشرطي يقول "هذه أفضل فكرة تقولها طوال اليوم"، فيضحك الآخر ساخراً من وضع اللاجئين، بحسب ما ترجم الموقع.
Vidéo d'une personne exilée à #Calais. Elle nous a rapporté que des CRS ont fait mine de les écraser avec leur van avant de frapper deux personnes.
— Human Rights Observers (@HumanRightsObs) July 22, 2022
Voilà le traitement inhumain et dégradant infligé par la police aux personnes exilées ; absence de traduction, humiliation, violence pic.twitter.com/VkT25HZ3Rz
تستمر المعاملة المهينة من قبل العناصر الذين يبتسمون ويضحكون باستمرار، فيقول أحدهم "ألا تريد جعلهم يضعون أيديهم على رؤوسهم؟"، ليجيبه شرطي آخر باستهزاء "لا، تلك حركة استعمارية، سوف نتجنب ذلك".
وبعدها، يسأل أحد العناصر إذا كان هناك أحد من بين المهاجرين يجيد اللغة الإنكليزية، لكن اللاجئين يقولون "لا"، وهنا يقول أحد عناصر الشرطة وهو يأمر اللاجئين باللغة العربية "سكّر فمك" (أغلق فمك). ومن ثم يضحك مستهزئاً منهم "هذه ليست اللغة الإنكليزية، لكنهم يفهمونها".
ينتهي الفيديو باهتزاز الصورة وكأن أحد العناصر بدأ يضرب الشاب السوري الذي كان يصوّر المشهد.
دعوات للتحقيق في الحادثة
بعد أيام على تصويره الحادثة، أرسل الشاب الفيديو إلى منظمة "مراقبي حقوق الإنسان" موضحاً أنه قبل أن يبدأ التصوير، كانت سيارة لقوات حفظ النظام تسير باتجاههم وكانوا يخشون من أن يتعرضوا للدهس. لذلك بدأ الشاب بتصوير ما يحدث بشكل سري، بعدما توقفت سيارة الشرطة ونزلت منها الشرطة التي بدأت بالتعامل العنيف مع طالبي اللجوء.
واستنادا إلى إفادة الشاب وهذا الفيديو، قررت المنظمة التوجه إلى مؤسسة "المدافع عن الحقوق"، ونبّهت محافظة كاليه والنائب العام مما حدث، وطالبت باتخاذ إجراءات تأديبية، "على الأقل" ضد عناصر الشرطة الذين يسهل التعرف على وجوههم التي تبدو واضحة في المقطع المصور.
لكن يبدو أن الأمور لن تفضي إلى اتخاذ خطوات فعلية من جانب السلطات، حسبما تشير المنظمة.
العنف يحدث طوال الوقت
لور سابورو، محامية وعضوة في منظمة "مراقبي حقوق الإنسان"، قالت لموقع "مهاجر نيوز"، إن "نائب المحافظ في إجازة ولسنا متأكدين من أن المدعي العام سيفعل أي شيء، رغم أننا نعتقد أن الطريقة التي تتحدث بها الشرطة إلى المنفيين وجعلهم يجلسون مثل الكلاب عناصر كافية لاتخاذ إجراءات"، بحسب وصفها.
وأضافت أن "عنف الشرطة من هذا النوع يحدث طوال الوقت. والفارق الوحيد فيما حدث مؤخراً هو أن ذلك كان مصوّراً".
وسبق أن وجهت منظمة العفو الدولية انتقاداً شديداً لفرنسا بسبب سياساتها المتعلقة باستقبال اللاجئين التي تختلف باختلاف الجنسيات، حسب المنظمة. وشددت على أن باريس "بعيدة جداً عن النموذجية" في ما يتعلق باحترام الحريات العامة وحقوق الإنسان.