وافقت مدينة نيويورك على دفع مبلغ 17.5 مليون دولار لتسوية دعوى قضائية رفعتها سيدتان مسلمتان قالتا إنّ الشرطة الأميركية انتهكت حقوقهما عقب اعتقالهما، وأجبرتهما على خلع حجابهما.
وبحسب صحيفة "The Guardian" البريطانية، يوم الجمعة الفائت، أقامت المسلمتان (جميلة كلارك وأروى عزيز)، دعوى قضائية على مدينة نيويورك، عام 2018، بعد أن أجبرهما أفراد من الشرطة الأميركية على خلع حجابهما الديني أمام عشرات الرجال وتصويرهما.
ووفق الدعوى فقد "بكت جميلة كلارك وتوسلت لإعادة حجابها" عندما طُلب منها خلعه بعد إلقاء القبض عليها بسبب انتهاك أمر الحماية في منطقة مانهاتن، عام 2017، كما بكت أروى عزيز، التي قبض عليها أيضاً بسبب انتهاك أمر الحماية في بروكلين.
ووافقت مدينة نيويورك على دفع 17.5 مليون دولار، بعد تعرّض "كلارك وعزيز" للانتهاك عندما أُجبرتا على خلع حجابهما لالتقاط صور لهما.
وبعد الاتفاق على التسويّة، قالت كلارك: "عندما أجبروني على خلع حجابي، شعرت وكأنني عارية، لست متأكدة مما إذا كانت الكلمات يمكن أن تعبر عن مدى شعوري بالتعرض للانتهاك"، مردفةً: "أنا فخورة جداً اليوم، لأنني لعبت دوراً في تحقيق العدالة لآلاف من سكان نيويورك".
من جانبه، أشار ألبرت فوكس -محامي كلارك وعزيز- إلى أنّ "التسوية تبعث برسالة قوية مفادها أن شرطة نيويورك لا يمكنها انتهاك حقوق التعديل الأوّل للسكان دون دفع ثمن".
المشمولون بالتعويض
وأشارت "The Guardian" إلى أنّ المبلغ الناجم عن التسوية، الذي يبلغ مجموعه ما يزيد قليلاً عن 13 مليون دولار بعد خصم التكاليف الإدارية وأتعاب المحامين، سيُقسّم بين آلاف الأشخاص، الذين من المتوقّع أن يقدموا طلبات تعويض مرتبطة بحوادث مماثلة.
وعلى ما يبدو، فإن الأشخاص الذين أجبروا على إزالة أغطية الرأس في الفترة الممتدة بين الـ16 مارس-/ آذار 2014 والـ23 أغسطس/ آب 2021، مؤهلون للحصول على التعويض.
وردّاً على الدعوى القضائية التي رفعتها "كلاك وعزيز"، عام 2018، وافقت إدارة شرطة نيويورك، عام 2020، على السماح للرجال والنساء بارتداء أغطية الرأس الدينية خلال التقاط صور الاعتقال، طالما بالإمكان رؤية وجوههم.
وامتدت السياسة الجديدة لشرطة نيويورك إلى أغطية الرأس الدينية الأخرى، بما في ذلك الشعر المستعار والقبعات اليهودية التي يرتديها اليهود والعمائم التي يرتديها السيخ، حيث يُمكن للشرطة إزالة أغطية الرأس مؤقتاً للبحث عن أسلحة أو بضائع مهربة، لكن في أماكن خاصة ومن قبل شرطة من نفس الجنس.