icon
التغطية الحية

بـ 95 بالمئة من الأصوات.. الجزائر تعلن فوز تبون بفترة رئاسية ثانية

2024.09.08 | 23:42 دمشق

524
الرئيس عبد المجيد تبون يفوز في الانتخابات الرئاسية لفترة ثانية
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • فوز الرئيس عبد المجيد تبون: أعلنت السلطة الوطنية للانتخابات في الجزائر فوز تبون في الانتخابات الرئاسية بنسبة 95%، وسط تشكيك من منافسين في نزاهة عملية فرز الأصوات.

  • نسبة المشاركة وتحديات اقتصادية: بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 48%، في حين تظل التحديات الاقتصادية مثل ارتفاع البطالة والتضخم عوامل رئيسية قد تكون أثرت على إقبال الناخبين.

  • السياسة الخارجية غير المكتملة: رغم دور الجزائر كمصدر رئيسي للغاز لأوروبا، تواجه تحديات في السياسة الخارجية، مثل عدم النجاح في الانضمام إلى مجموعة بريكس وفشل مساعي تحقيق الاستقرار في منطقة الساحل الإفريقي.


أفادت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر، اليوم الأحد، بفوز الرئيس عبد المجيد تبون في الانتخابات الرئاسية التي أُجريت أمس. في المقابل، شكك أحد المرشحين المنافسين في نزاهة عملية فرز الأصوات، زاعماً وجود مخالفات.

النتائج الأولية أظهرت أن تبون حصل على 95% من الأصوات، مما جنبه خوض جولة إعادة، بينما حصل حساني شريف عبد العالي، المرشح ذو التوجه الإسلامي المعتدل، على 3%، ونال العلماني المعتدل يوسف أوشيش 2%. نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 48%، وفقا لما أوردته وكالة رويترز.

تبون، الذي يحظى بدعم الجيش، لم يواجه منافسة حقيقية من المرشحين الآخرين، حيث أيد أصحاب النفوذ في الجزائر ترشح كل من حساني شريف وأوشيش.

من جانبها، أعربت حملة حساني شريف عن تسجيلها ما وصفتها بـ"ممارسات إدارية غير مقبولة" من قبل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، متهمة إياها بممارسة ضغوط على مسؤولي مكاتب التصويت لتضخيم النتائج، وحرمان ممثلي المرشحين من الحصول على محاضر الفرز، إضافة إلى التصويت الجماعي بالوكالات.

وصف أحمد صادوق، المتحدث باسم حساني شريف، هذه الممارسات بأنها "مهزلة"، مؤكدًا أن مرشحه حصل على أصوات أكثر بكثير مما أعلن عنه رسميًا، مستشهداً بإحصاءات الحملة الانتخابية في المناطق.

ولم تتمكن "رويترز" حتى الآن من التحقق من صحة هذه الإحصاءات أو التواصل مع حملات تبون وأوشيش للحصول على تعليق.

في المقابل، أكد محمد شرفي، رئيس السلطة الوطنية للانتخابات، أن العملية الانتخابية تمت بشفافية وعدالة بين جميع المرشحين.

فوز تبون يعني استمرار الجزائر في تطبيق سياسة إنفاق سخي على المشاريع الاجتماعية بفضل ارتفاع إيرادات الطاقة، وهو ما بدأه منذ توليه منصبه عام 2019. وقد تعهد بمواصلة رفع إعانات البطالة وزيادة معاشات التقاعد وبرامج الإسكان الاجتماعي، وهو ما سبق أن نفذه خلال فترة ولايته الأولى.

في هذا السياق، قال أحد المواطنين، علي، الذي فضل عدم ذكر اسم عائلته، من مقهى في العاصمة الجزائرية: "طالما استمر تبون في رفع الأجور والمعاشات، فهو الخيار الأفضل بالنسبة لي".

تم انتخاب تبون لأول مرة في عام 2019 خلال احتجاجات "الحراك" التي أطاحت بسلفه عبد العزيز بوتفليقة بعد حكم دام 20 عاما. وقد تبنى تبون سياسة أمنية صارمة أدت إلى سجن معارضين بارزين.

في الانتخابات التي جرت في 2019، بلغت نسبة المشاركة 40%، مما يعكس حالة الاستياء من حكم بوتفليقة آنذاك، وهي نسبة أقل من الإقبال في الانتخابات الحالية.

من جهة أخرى، عبر سليمان (24 عاما) عن عدم ثقته في العملية الانتخابية، قائلاً إنه لم يشارك في الانتخابات لأنه لا يثق في الساسة.

انخفاض البطالة وتحديات اقتصادية

أسهم الطلب الأوروبي المتزايد على الغاز الجزائري عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022 في رفع أسعار الطاقة، ما سمح للجزائر بإطلاق مشاريع جديدة في قطاع النفط والغاز وزيادة إيرادات الدولة.

ورغم زيادة الإنفاق الحكومي على المزايا الاجتماعية، تسعى حكومة تبون إلى إجراء إصلاحات اقتصادية لتعزيز القطاع الخاص وخلق فرص عمل.

ورغم انخفاض البطالة من 14% خلال جائحة كوفيد-19 إلى 12% العام الماضي، إلا أن معدلات التضخم ما تزال مرتفعة. وتشير بعض التحليلات إلى أن التحديات الاقتصادية التي تواجه الجزائريين قد تكون السبب وراء انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات.

المحلل السياسي فريد فراري أشار إلى أن نسبة المشاركة التي بلغت 48% مقارنة بـ40% في 2019 تعكس استمرار الفجوة بين الحكومة والشعب.

السياسة الخارجية

على الصعيد الخارجي، ما يزال سجل تبون غير مكتمل. ورغم دور الجزائر الرئيسي كمصدر للغاز لأوروبا، تمكن المغرب من حشد تأييد إسبانيا وفرنسا لسيادته على الصحراء الغربية، التي تدعم الجزائر فيها جبهة البوليساريو.

كما فشلت الجزائر في الانضمام إلى مجموعة بريكس عندما توسعت في يناير، حيث تمت دعوة دول مثل مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات للانضمام، وانضمت الجزائر بدلاً من ذلك إلى بنك التنمية التابع للمجموعة.

في منطقة الساحل الإفريقي، لم تحرز الجزائر تقدمًا يُذكر في مساعيها لتحقيق الاستقرار، لا سيما في وساطتها بين القوى المتنافسة في النيجر بعد الانقلاب الأخير.

ورغم هذه التحديات، تظل الجزائر قوة عسكرية إقليمية رئيسية، وتواصل نهجها التقليدي القائم على تحقيق توازن في العلاقات مع القوى الغربية وروسيا.