انطلقت فعاليات "معرض الكتاب"، في مدينة إدلب، بمشاركة نحو 15 مكتبة ودار نشر من داخل سوريا وخارجها، بعد تجهيزات دامت لأكثر من شهرين.
ويتضمن المعرض، عدة فعاليات رئيسية إلى جانب عرض الكتب، أبرزها معارض الموزاييك والمجسّمات والرسم، وندوات ومحاضرات برعاية "مديرية الثقافة في إدلب وإدارة الشؤون السياسية للمناطق المحررة".
ويستمر المعرض الذي انطلقت فعالياته، اليوم الخميس لمدة 8 أيام، قابلة للتمديد، بحسب القائمين عليه، وهو مرتبط بالإقبال المجتمعي والشعبي على الفكرة.
9 آلاف عنوان
قال عبيدة الأرناؤوط أمين معرض الكتاب، لموقع تلفزيون سوريا، إن المعرض يضم نحو 9 آلاف عنوان، وأكثر من 50 ألف نسخة، وبمشاركة 15 مكتبة ودار نشر، 3 منها من خارج سوريا، وباقي الدور تنشط في ريفي إدلب وحلب.
وأشار الأرناؤوط إلى أن الكتب المشاركة في المعرض خضعت للجنة تدقيق المطبوعات، مؤلفة من 7 أشخاص من مختلف الفنون والاختصاصات "حرصاً على مراعاتها للذوق العام للمجتمع السوري، وتناسبها مع الهوية الثقافية السورية".
وأضاف: "معرض الكتاب بات معرضاً ثورياً، وليس معرض كتاب فحسب، فضلاً عن تنوّع نشاطاته التي تضمنت "الرسم والمجسمات والموزاييك والخط العربي والندوات وأمسيات الشعر".
مشاركات من خارج سوريا
تفكّر دور نشر عربية شاركت في معرض الكتاب، بافتتاح فروع لها في الداخل السوري، على ضوء مشاركتها في المعرض، كما هو الحال لدى دار "نجيبويه المعرفية" - مقرها دولة مصر العربية - التي شاركت بـ 450 عنواناً.
هيثم نجيب، وهو مدير فرع تركيا، في دار "نجيبويه"، يرى أن "الإقبال على المعرض اليوم، يعكس تعطشاً شعبياً للثقافة والكتاب الورقي، رغم العقبات والتحديات التي يعيشها الأهالي، وهو الأمر الذي دفعنا للتفكير بافتتاح فرع في الداخل".
ويعتبر "نجيب" الذي يشرف على جناح الدار ضمن المعرض، أنّ "حالة عدم الاستقرار والواقع المعيشي الصعب لدى الأهالي وغلاء الأسعار، إلى جانب غزو الكتاب الإلكتروني، أبرز العقبات أمام نشاط الكتاب الورقي، في هذه الأيام، لكن مع ذلك أصداء المعرض إيجابية، ويجب أن يكون لهذه المشاركة، وما بعدها من محاولات قادمة أثرها".
فرصة لاقتناء الكتاب
يقول عبد القادر الطويل، طالب جامعي وأحد زوّار المعرض، لموقع تلفزيون سوريا، إن "المعرض فرصة حقيقية لطالب العلم، لمعاينة أمّهات الكتب الأصلية والمنقّحة والاطلاع عليها، فضلاً عمّا وفره من كمّ كبير من الكتب المنوّعة ولمختلف الاختصاصات مثل الكتب الإسلامية بفروعها المختلفة، والأدب والفكر والسياسة والصحّة".
ويجد "الطويل" أن "المعرض فرصة لاقتناء الكتب غير المتوفرة في المنطقة، وبأسعار مشجّعة، وخاصةً أنه استقطب كتباً من مكتبات ودور نشر من خارج سوريا أو من مناطق بعيدة مثل اعزاز شمالي حلب".
تكاليف الشحن مرتفعة
على هامش المعرض، كان لا بدّ من الإضاءة على تجارب النشر وتوزيع الكتب المحليّة في إدلب، وأبرز التحديات التي تواجه المكتبات الناشطة في مجال طباعة الكتب وشحنها وبيعها.
خليل أمين، وهو مدير مكتب "الفكر"، إحدى المكتبات المشاركة في المعرض، يجد أنّ "المشاركة كانت جيدة جداً، نظراً للإقبال الملحوظ مع الساعات الأولى لافتتاحه، فضلًا عن دوره ـ أي المعرض ـ في تأمين دخول كمّ واسع من الكتب من خارج سوريا إلى المنطقة عبر دور النشر العربية المشاركة".
وحول التجربة المحلية لـ "مكتبة الفكر" التي تتخذ من مدينة إدلب مقراً لها، أوضح لموقع تلفزيون سوريا، أنّ "الدور والمكاتب تعاني من شحن الكتب من خارج سوريا إلى المنطقة، لأنها تمرّ بعدة دول ومحطّات، ما يرتّب عليها تكاليف كبيرة، و بالتالي التأثير المباشر على سعر الكتاب".
وتعمل مكتبة "فكر"، بحسب "أمين"، على تأمين الكتب عبر نسخ غير أصلية تتولى المكتبة طباعتها، ويلفت حول ذلك إلى أنّ "طباعة النسخ توفر تكاليف النسخ الأصلية، وتتناسب مع دخل الفرد والحالة المعيشية المتردية في المنطقة".