icon
التغطية الحية

بعضهم قاتل في سوريا.. روسيا تنشر مرتزقة شرقي أوكرانيا

2021.12.24 | 12:03 دمشق

d1732fe2-3edf-45d0-97eb-e0547e4692ed_w1200_r1.jpg
أشار أحد المصادر إلى أن الهدف من الانتشار هو أنشطة تخريبية لتقويض الاستقرار في أوكرانيا - EPA
+A
حجم الخط
-A

نقلت وكالة "رويترز" عن أربعة مصادر قولها إنه خلال الأسابيع الأخيرة انتشر مرتزقة روس في شرقي أوكرانيا، وهي المنطقة التي يسيطر عليه الانفصاليون، لتعزيز الدفاعات ضد القوات الحكومية الأوكرانية مع تصاعد التوترات بين موسكو والغرب.

وفي الأسابيع الأخيرة، نقلت روسيا عشرات الآلاف من القوات النظامية إلى نقاط انطلاق أقرب إلى أوكرانيا، وأتبعت ذلك بالمطالبة بضمانات أمنية عاجلة من الغرب، لمنع استخدام أوكرانيا والدول المجاورة الأخرى كقاعدة لمهاجمتها، فيما يتهم الغرب وأوكرانيا روسيا بتدبير هجوم جديد على جارتها الجنوبية في أقرب وقت في الشهر المقبل، وهو ما تنفيه موسكو.

ومن بين المصادر الأربعة لوكالة "رويترز"، وصف ثلاثة عروضهم من المجندين المرتزقة للذهاب إلى دونباس، وقالوا إن المجندين لم يكشفوا عمن يمثلون، وامتنعت المصادر الأربعة عن نشر أسمائها مشيرة إلى مخاوف على سلامتهم.

وقال اثنان من المصادر الثلاثة إنهم وافقوا، فيما قال الثالث إنه رفض العرض.

وأوضح أحد المصدرين اللذين وافقا على عرض المجندين المرتزقة أنه "هناك منزل كامل، إنهم يجمعون كل من لديه خبرة قتالية".

وأضاف أنه قاتل سابقاً في أوكرانيا وسوريا لصالح مجموعة من المتعاقدين الأمنيين الروس، دون أن يحدد هويتهم، ووصفهم بأن "عملياتهم تتوافق بشكل وثيق مع المصالح الاستراتيجية لروسيا".

وقال المقاتل إنه كان يخطط للانضمام إلى زملائه المرتزقة على الجانب الروسي من الحدود مع منطقة لوهانسك، التي يسيطر عليها الانفصاليون شرقي أوكرانيا.

 

روسيا تنفي

من جهته، نفى الكرملين أي علاقة له بالمتعاقدين العسكريين الخاصين الروس، ووصفهم بأنهم عملاء متطوعون لا علاقة لهم بالدولة.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إنها "المرة الأولى التي نسمع فيها عن هذا الأمر، ولا نعرف مدى موثوقية هذه التأكيدات".

وأضاف بيسكوف أنه "لا توجد قوات نظامية روسية أو مستشارون عسكريون روس في شرق أوكرانيا ولم يكونوا موجودين قط"، مؤكداً على أن موسكو "لا تفكر في إرسال أي منهم"، بينما تشكك كييف في ذلك، وتؤكد على أن قوات الجيش الروسي النظامية موجودة.

 

تدريب خاص

من جهة أخرى، قال رئيس جماعة ضباط الأمن الدولي، ألكسندر إيفانوف، وهي مجموعة غير حكومية تمثل المتعاقدين العسكريين الروس في جمهورية إفريقيا الوسطى، إنه "ليس لدينا تأكيد واحد على نشر أي مرتزق روسي في أوكرانيا".

وأوضح ثلاثة من المصادر أنهم ليسوا على علم بأي خطط لشن هجوم روسي جديد على أوكرانيا، أو بأي استعدادات تشير إلى اقتراب هجوم روسي، فيما قال مصدران، أحدهما متعاقد شارك في عمليات روسية في الخارج ووصل بالفعل إلى شرق أوكرانيا، إن "النشر كان لأغراض دفاعية".

وأشار مصدر آخر إلى أنه لم يشارك بشكل مباشر في عملية الانتشار، لكنه كان على اتصال بأشخاص على الأرض يخضعون لتدريب خاص، مشيراً إلى أن "الهدف من الانتشار هو أنشطة تخريبية لتقويض الاستقرار في أوكرانيا".

 

بعضهم سبق أن حارب في سوريا

وقال رئيس اتحاد متطوعي دونباس، ألكسندر بورودي، إن منظمته "لم تشارك في تجنيد أي مرتزقة لشرق أوكرانيا"، وأوضحت "رويترز" أن أعضاء من هذه المنظمة حاربوا في السابق في سوريا وأوكرانيا.

وأوضح بورودي، الذي سبق أن شغل رئيس الوزراء السابق لجمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من طرف واحد، والنائب عن الحزب الحاكم في روسيا، أنه "إذا دعت الحاجة في أي وقت، فسوف نتصل بالناس، لكن لم تكن هناك دعوة في الوقت الحالي".

من جانبه، قال المتحدث باسم الشرطة الشعبية التابعة لجمهورية دونيتسك، إدوارد باسورين، إنه لا يعرف شيئاً عن أي عمليات نشر روسية مؤخراً لمتعاقدين أمنيين في شرق أوكرانيا، فيما امتنع جهاز المخابرات العسكرية الأوكرانية عن التعليق، ولم يرد جهاز أمن الدولة على طلب للتعليق.

يشار إلى أن روسيا ضمت شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في العام 2014، ودعمت الانفصاليين الموالين لروسيا الذين استولوا على مساحات شاسعة من منطقة دونباس الصناعية شرقي أوكرانيا في نفس العام، واستمروا في قتال القوات الحكومية الأوكرانية هناك.

وبدعم من روسيا، أعلنت جمهورية دونيتسك الشعبية استقلالها عن أوكرانيا في نيسان من العام 2014، بعد أن سيطر مقاتلون انفصاليون على جزء من شرق أوكرانيا، فيما لم يتم الاعتراف بوضعها المعلن على المستوى الدولي.