أعرب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عن اعتقاده بأن الإفراج عن الصحفي أوستن تايس، الذي فُقد الاتصال به إثر توقيفه عند حاجز قرب دمشق في آب من عام 2012، يقع من ضمن صلاحيات رئيس النظام بشار الأسد.
وقال بلينكن في بيان له أمس الأربعاء، إنه "يصادف هذا الأسبوع الذكرى التاسعة لاختطاف أوستن تايس في سوريا، وتم اعتقاله على حاجز قريب من دمشق بعد أن سافر إلى سوريا لتغطية الحرب الأهلية خلال عطلة الصيف".
وأضاف أنه "يصبح عمر تايس هذا الأسبوع 40 عاماً، وقد أمضى نحو ربع حياته في المعتقل".
وأوضح بلينكن "أنا ملتزم شخصياً بإعادة كل الأميركيين المعتقلين كرهائن أو المعتقلين في الخارج بشكل تعسفي"، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية "تعتقد أن بشار الأسد قادر على تحرير أوستن، وسنواصل متابعة جميع السبل لإعادته إلى وطنه".
وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن، روجر كارستنز، وفريقه "يعملون بجدية وعلى مدار الساعة لإعادة أوستن إلى عائلته".
وشدد بلينكن على أنه "ينبغي أن يحظى أوستن تايس بفرصة العودة إلى أحبائه الذين يفتقدونه كثيراً، وإلى الوطن الذي ينتظره بفارغ الصبر".
American journalist Austin Tice has spent nine years in captivity in Syria. It has been far too long. We will continue to pursue all avenues to secure the return of Austin and other U.S. hostages in Syria.
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) August 11, 2021
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن بلاده كانت تسعى للحصول على مساعدة المسؤولين السوريين للعثور على تايس وأميركيين آخرين مفقودين في سوريا.
Today, on Austin Tice's 40th birthday, we ask Syrian officials for help releasing Austin and all Americans held captive in Syria. Their return home is long overdue. https://t.co/27UFc1OXOh https://t.co/wvvmBYLp63
— Ned Price (@StateDeptSpox) August 11, 2021
من هو أوستن تايس
وكان تايس يعمل مصوراً صحفياً لحساب وكالة "فرانس برس" و"ماكالاتشي نيوز" و"واشنطن بوست" و"سي بي إس"، وغيرها من المؤسسات الإعلامية، عندما تم اعتقاله عند حاجز لقوات النظام قرب دمشق في آب من عام 2012.
وفي أيلول من العام نفسه، ظهر تايس في تسجيل فيديو وهو معصوب العينين محتجزاً لدى جماعة مسلحة غير معروفة، ومنذ ذلك الحين لم ترد أي معلومات رسمية عما إذا كان حياً أو ميتاً، وأعلنت السلطات الأميركية في عام 2018 عن مكافأة قدرها مليون دولار لمن يقدم أية معلومات يمكن أن تقود إلى تحرير تايس.
وفي عام 2018 أعلنت السلطات الأميركية عن مكافأة قدرها مليونا دولار لمن يقدم أية معلومات يمكن أن تقود إلى تحرير تايس.
ودعت العديد من المنظمات الدولية، مثل "مراسلون بلا حدود"، و"اللجنة الدولية لحماية الصحفيين" إلى بذل الجهود للإفراج عن تايس والتدوين لأجل ذلك.
مفاوضات واشنطن مع نظام الأسد بخصوص الرهائن
يشار إلى أن مفاوضات سرية جرت بين نظام الأسد والولايات المتحدة الأميركية في صيف العام الماضي، والتي أقرّت بها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وقالت إنها عُقدت لمناقشة مصير الرهائن الأميركيين المحتجزين لدى النظام، من دون أن تقول الكثير بشأن هذه المفاوضات.
واجتمع كبير مساعدي البيت الأبيض، كاش باتيل، والضابط السابق في الجيش الأميركي، روجر كارستينز، مع رئيس جهاز استخبارات نظام الأسد، علي مملوك، في دمشق، لمناقشة مصير الرهائن الأميركيين المحتجزين لدى نظام الأسد، بمن فيهم الصحفي أوستن تايس، الذي اختفى في آب من عام 2012، والطبيب مجد كمالماز الذي اختفى عام 2017.
وفي حين لم يقدّم نظام الأسد أي معلومات ذات قيمة عن مصير ومكان الرهائن الأميركيين، إلا أنه أثار خلال الاجتماع مجموعة من المطالب من شأنها أن تعيد تشكيل سياسة واشنطن تجاه سوريا بشكل أساسي، بما في ذلك رفع العقوبات، وانسحاب القوات الأميركية من سوريا، واستعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل طبيعي.
ومع ذلك، أظهر حينها دونالد ترامب استعداد بلاده لسحب قواتها من سوريا وأماكن أخرى من الشرق الأوسط، في مقابل استعادة الرهائن، معتبراً "ذلك أولوية قصوى للسياسة الخارجية للولايات المتحدة".
وتعهّدت إدارة بايدن أيضاً بجعل استعادة الرهائن أولوية، لكنها دعت حكومة النظام إلى وقف انتهاكات حقوق الإنسان، ما يجعل من غير المرجح أن تكون واشنطن أكثر تقبلاً للشروط التي أثارها النظام من أجل مواصلة الحوار.