توفي رجل الأعمال والصناعي الموالي للنظام هشام دهمان، وذلك بعد فترة قصيرة من مطالبته بدفع مبالغ بمليارات الليرات السورية كضرائب.
وقالت وسائل إعلام موالية إنّ الصناعي هشام اسماعيل دهمان، مدير شركة دهمان لصناعة المنتجات البلاستيكية في حلب، توفي نتيجة أزمة قلبية تعرض لها مساء أمس السبت.
وكان دهمان قد أعلن في شهر حزيران الماضي عن إغلاق معمله بالمدينة الصناعية في الشيخ النجار بعد أن طالبته لجنة من مالية النظام بدفع عدة مليارات كضرائب.
وقال دهمان في منشور على حسابه الرسمي في فيس بوك: "تفاجأنا بالأمس بدخول لجنة التكليف الضريبي إلى معملي في الشيخ نجار وتكليفها لي بمبلغ كبير من المال لا يستوعبه البنك المركزي مليارات الليرات السورية"، وتابع: "ومن صفحتي أعلن إغلاق هذه المنشأة الصناعية حتى نهاية هذه السنة ليقضي الله أمرا كان مفعولا".
كنان ياغي يطالب دهمان بالدفع
بدوره، رد وزير المالية في حكومة النظام كنان ياغي على الصناعي هشام دهمان بأنه كان قد صرّح للمالية بأن حجم أعماله 40 مليون ليرة سورية، عن أعوام 2018، 2019، 2020، لكن بعد التدقيق بالوثائق تبيّن أن أعماله بلغت 5.5 مليارات ليرة.
وأصدرت غرفة صناعة حلب بياناً طالبت فيه التجار بدفع الالتزامات المالية المترتبة عليهم، وقالت: "تجدد غرفة الصناعة دعوتها للإخوة الصناعيين بضرورة مراجعتها لمساعدتهم بتنظيم دفاترهم المالية وحل مشكلاتهم العالقة لدى الدوائر المالية وتسهيل تعاملهم مع الاستعلام الضريبي إحقاقاً لحقوق الخزينة و حقوقهم كمنتجين وطنيين".
هشام دهمان يكذّب مالية النظام
دافع دهمان عن موقفه بمنشور على حسابه بموقع فيس بوك قائلاً: "الضرائب واجب علينا لأنها تدخل في خزينة الدولة ونحن من واجبنا أن نساهم لدعم تلك الخزينة".
وأضاف: "أنا لم أُدخل أي حبيبة بلاستيك إلى معملي غير مصرح عنها جمركيا ولست مستورداً أنا فقط أشتري من الإخوة التجار المحليين كمية من المواد الخام الموجودة لديهم والتي تحمل بيانا جمركيا، وإن البيان الجمركي يسجل فيه الكمية المدخلة بالكامل عبر المنافذ الحدودية".
النظام يطلق حملة لملاحقة المتهربين من الضرائب
وكانت وزارة المالية في حكومة النظام قد أطلقت، بعد مسرحية الانتخابات الرئاسية، حملة واسعة لملاحقة المتهربين من الضرائب؛ حيث نفّذت لجنة التكليف الضريبي جولة على المنشآت الصناعية في الشيخ نجار بمدينة حلب، وسجّلت العديد من الضبوط بمبالغ مالية تُقدّر بالمليارات لاستيفائها ضمن مهلة محدّدة، ومن بين الصناعيين الذي طالتهم الحملة هشام دهمان الذي رد على القرار بإغلاق منشأته.
يشار إلى أن وزارة الصناعة في حكومة النظام قدّرت، في آذار الماضي، حجم الخسائر التي طالت القطاع الصناعي العام والخاص منذ العام 2011 بأكثر من 600 تريليون ليرة سورية.
ومنذ العام 2011 غادر مئات الصناعيين السوريين بلدهم، وأسس معظمهم معامل أو شركات في بلدان اللجوء، ولا سيما في مصر وتركيا والأردن، ما يضع في الاعتبار أن الإمكانات البشرية "أهم ما خسره القطاع الصناعي في سوريا من جراء الحرب التي تشهدها البلاد"، وفق الوزارة.
من هو هشام دهمان؟
هشام دهمان رجل أعمال وصناعي عرف بمواقفه الموالية لنظام الأسد، تولد 11 آذار عام 1976، وهو مالك ومدير شركة دهمان بلاست للمنتجات البلاستيكية، وعضو قيادة فرع "الحزب الديمقراطي السوري" في محافظة حلب.
ورشح دهمان نفسه لانتخابات مجلس الشعب التابع للنظام لعام 2020، إلا أنه لم ينجح، متهماً البعض بشراء الأصوات بشكل علني.