توقّع السوريون قبل أيام ارتفاع سعر الخبز، وأعلنت حكومة النظام في سوريا فعلاً يوم الخميس الفائت مضاعفة سعره ليصل إلى 100 ليرة سورية للربطة الواحدة، إلا أن مضاعفته مجدداً من قبل المعتمدين ومراكز التوزيع، لم تكن في الحسبان.
ورغم وعود حكومة النظام بتأمين الخبز بدون مشاهد الطوابير والازدحام اليومي، إلا أنه مع بدء التنفيذ يوم أمس الجمعة للتسعيرة الجديدة، فوجئ المواطنون بأنها غير حقيقية، إذ طلب المعتمدون بشكل مزاجي ما بين 150-200 ليرة ثمن ربطة الخبز.
ففي حي كفرسوسة تم توزيع الربطة بـ 200 ليرة على المواطنين من قبل معتمد شارع اللوان، ونفدت على الفور الكميات التي تم رصدها له، وقال معتصم وهو أحد سكان الحي لموقع تلفزيون سوريا: "ذهبت إلى المعتمد وعدت بدون خبز.. طلب 150 ليرة سعر الربطة وبعض المعتمدين باعوا الربطة بـ 200 ليرة".
اقرأ أيضاً: حكومة النظام في سوريا تحدد أسعاراً جديدة للخبز والطحين
أما على الأفران فما زالت الطوابير كما هي، بل تبدو الحال أسوأ من قبل، كما يقول مصطفى من سكان البرامكة: "الأزمة تزيد واليوم في فرن الإطفائية وصل الدور إلى دوار البرامكة لأن الناس تأتي من الأرياف بسبب عدم توافر الخبز، والكميات التي تعجن لا تكفي بالرغم من كل التصريحات الحكومية".
وكانت اللجنة الاقتصادية قد بررت الزيادة بسبب الضغوطات الخارجية: "ونظراً للظروف الصعبة والحصار المفروض على سوريا من قبل الولايات المتحدة الأميركية وشركائها وما يسببه من صعوبات في توفير المواد الأساسية للمواطن السوري وشحنها وتسدد قيمتها وارتفاع تكاليفها".
وشملت الزيادات حسب اللجنة المذكورة، "تعديل سعر مبيع طن الطحين المدعوم ليصبح 40 ألف ليرة سورية، وتعديل سعر مبيع الكيلو غرام الواحد من مادة الخبز المرقد العربي المدعوم ليصبح بمبلغ 75 ليرة سورية فقط بدون عبوة عند بيعها للمستهلك، وتحديد سعر الربطة بـ 100 ليرة سورية معبأة بكيس نايلون وذلك عند البيع للمعتمدين والمستهلكين من منفذ البيع بالمخبز".
وبرّر زياد هزاع المدير العام للمؤسسة السورية في حديثه لصحيفة "الوطن" الموالية ارتفاع السعر بسبب "صعوبة تأمين مادة القمح وارتفاع تكاليف نقله ومستلزمات إنتاج رغيف الخبز وأسعار أكياس النايلون المخصصة للخبز والصيانة للمخابز".
اقرأ أيضاً: بالأرقام.. سبب أزمة الخبز في سوريا
كما أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك الخميس، قرارا ينص على تعديل سعر مبيع طن الطحين المدعوم ليصبح بـ 40 ألف ليرة سورية.
وفي وقت سابق نقلت صحيفة "الوطن"عن حسين عرنوس رئيس الوزراء في حكومة النظام، قوله إنه تم خلال العام الحالي شراء 690 ألف طن من القمح، منها 300 ألف طن في الحسكة، مشيرا إلى أنه يتم شراء القمح اليوم بـ 280 دولارا للطن الواحد.
اقرأ أيضاً: بعد رفع سعره.. كم طناً من الخبز يستهلك السوريون يومياً؟
وأضاف عرنوس أن كمية القمح المشتراة من البلاد لا تكفي سوى لشهر ونصف الشهر لإنتاج الخبز.
وقال مدير المؤسسة السورية للمخابز التابعة للنظام، زياد هزاع، إن الإنتاج اليومي من الخبز في مناطق سيطرة النظام، يصل حوالي 5500 طنٍّ يوميا.
وأوضح هزاع أن "مخابز القطاع الخاص تشكل جزءاً كبيراً من العملية الإنتاجية بنسبة تصل إلى 45% من عدد المخابز الإجمالي في القطر، فعدد مخابز القطاع الخاص أكثر من 1700 مخبز في جميع المحافظات، وفي بعض المحافظات تصل نسبة المخابز الخاصة لأكثر من 60%، بينما في دمشق فقط تشكل مخابز القطاع العام 80%".