عثر جهاز الأمن الداخلي (أسايش)، التابع لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، عن خندق وشبكة أنفاق تحت الأرض، يستخدمها تنظيم "داعش" في مخيم الهول، شرقي مدينة الحسكة.
وكشفت مصادر أمنية، أن خلايا نائمة موالية لـ"داعش" استخدمت هذه الشبكة لتهريب البشر، وتنفيذ جرائم قتل ومحاولات اغتيال، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم الجمعة.
وبحسب التحقيقات، فإن الخندق يصل أحد قطاعات المخيم بالسور الخارجي، ويستخدم للهروب إلى المناطق المحيطة ببلدة الهول المجاورة.
معظمهم أطفال.. اختبؤوا تحت صندوق الشاحنة
جاءت التحقيقات بعد 24 ساعة على إحباط "أسايش" لآخر محاولة هروب جماعية، ضمت 56 فرداً من عائلات "داعش"، بينهم 39 طفلاً، و17 امرأة، كانوا مختبئين تحت صندوق شاحنة مخصصة لنقل مواد البناء والأخشاب.
وقالت "الشرق الأوسط"، إن الخندق محفور بأدوات بدائية، ومغطى بألواح معدنية وخشبية للتمويه، وسط مجموعة خيام لنازحين سوريين ولاجئين عراقيين.
ويضم مخيم الهول نحو 56 ألف إنسان، 90 بالمئة منهم نساء وأطفال، بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والإدارة الذاتية و"قسد". وغالبية قاطني المخيم بالعموم من السوريين والعراقيين، وفيه قسم خاص بعائلات عناصر داعش، ويقدر عدد نزلاء هذا القسم بـ10 آلاف فرد، ينتمون إلى 54 جنسية غربية وعربية.
دولهم الأصلية ترفض استعادتهم
واعتبرت مديرة مخيم الهول همرين حسن، أن مخيم الهول مشكلة دولية، وأشارت إلى عدم تقديم الحكومات التي يحمل أفراد عائلات "داعش" جنسياتها أي مقترحات، بل على العكس، "ترفض استقبال مواطنيها، بدواعي أنهم يحملون فكراً متطرفاً يشكل خطراً على مجتمعاتها"، وفق ما نقلت عنها "الشرق الأوسط".
وحذرت حسن، أن بقاء عائلات "داعش" بهذا الشكل سيؤدي إلى انتشار وتزايد خطر التنظيم داخل وخارج المخيم، مشددةً على ضرورة اتخاذ إجراءات لإعادتهم إلى دولهم الأصلية، بدل اكتفاء حكوماتهم بتقديم المساعدات الإنسانية فقط.
وسبق أن طالبت الأمم المتحدة بإيجاد حل حاسم وشامل لمخيم الهول، واصفة الوضع فيه بغير المستقر، مشيرة إلى أن إبقاء الناس في هذا الوضع يشكل تهديداً وخطراً كبيراً.
ومنذ شهر آذار عام 2020، سجل المخيم 728 محاولة فرار أخرى، ومنذ بداية العام الجاري وحده، وقع أكثر من 30 جريمة قتل في المخيم.