تواصل روسيا من خلال شركاتها الأمنية، عمليات تجنيد وإرسال مقاتلين سوريين إلى ليبيا بالإضافة إلى خط جديد افتتحته مؤخرا إلى فنزويلا مقابل مرتبات شهرية تدفع بالدولار الأميركي، وذلك عبر استقطاب شبان المصالحات والمتخلفين عن الخدمة العسكرية مستغلة بذلك أوضاعهم الأمنية والاجتماعية.
مصادر محلية في مدينة سلمية شرقي حماة قالت لتلفزيون سوريا إن أكثر من 120 شابا من أبناء المدينة وريفها غادروا الأسبوع الماضي باتجاه قاعدة حميميم الروسية في مدينة اللاذقية، والتي تعتبر المركز الأول لتجميع الشبان المجندين حديثا قبل نقلهم إلى مواقع القتال في ليبيا.
العدد المذكور وبحسب المصدر ذاته، يتفاوت بين رحلة وأخرى حيث كان في السابق قليلا جداً مقارنة بالوقت الحالي بسبب الغموض حول فكرة السفر في البدايات، بينما لوحظ زيادة في الإقبال في الآونة الأخيرة خاصةً بعد عودة عدد من الذين كانوا هناك منذ أشهر وتشجيعهم للراغبين بالفكرة وإغرائهم بالأجر الشهري الذي يتقاضاه المقاتل.
ويضيف المصدر، يجري تجنيد الشبان من خلال توقيعهم عقود عبر وسطاء وشركات أمنية مثل "شركة الصياد" وشركة "صائدو الدواعش" المرخصتين تحت بند خدمات الحراسة والحماية لدى سلطات نظام الأسد، والتي تملك عملاء ومراكز عديدة باتت موجودة في المحافظات السورية كافة لهذا الغرض، مثل مدرسة "الصايد" في ريف حمص الشرقي، ومكتب "الأصدقاء العقاري" لصاحبه "عاصم الحاج" الذي يستقطب الشباب في السلمية مقابل 50 ألف ليرة سورية عن كل فرد.
يشير المصدر أيضا إلى أن تجنيد الشبان يجري دون الالتفات إلى وضعهم الأمني أو الاجتماعي، حيث معظم الملتحقين هم من المتخلفين عن الخدمة العسكرية أو الفارّين منها أو الممنوعين من السفر أو المدانين بقضايا جنائية، دون ممانعة من نظام الأسد الذي يسهل عمل تلك الشركات.
"سهيل. ع" عسكري منشق عن جيش الأسد هرب مؤخرا من الخدمة الإلزامية بهدف الانضمام إلى إحدى هذه الشركات والسفر إلى ليبيا طمعا بالمردود المادي يقول لتلفزيون سوريا "هنا أقاتل وهناك سأقاتل أيضاً، لكن الفرق أنه هنا بـ30 دولار وما "شبعانين الأكل" وهناك بـ1000 دولار لكن خارج بلدنا، وبالحالتين نحن مذلولين".
وعند سؤاله عن وضعه الأمني بعد الفرار من الجيش، يضيف قائلاً: "لو لم أكن متأكداً من أن الروس سيسوون وضعي لما كنت قد انشققت عن الجيش".
وفي السياق ذاته تمكن مصدر خاص لتلفزيون سوريا من لقاء أحد المقاتلين العائدين من ليبيا يدعى (غازي. م) بعد أن كان مع أخيه هناك لمدة ستة أشهر، وقد أكد وجود مئات السوريين ومعظمهم من ثلاثة مناطق /"السويداء، والسلمية والسقيلبية " وهم إما يقاتلون إلى جانب قوات خليفة حفتر وهؤلاء يتقاضون عن كل شهر $2000، وإما حراس لآبار النفط التي تستولي عليها روسيا وهؤلاء يتقاضون 1000$، ناهيك عن حوافز إضافية قد تصل إلى $400.
وأضاف المقاتل أن هذه الأجور هي أقل من قيمتها الحقيقة بـ$1000 حيث يُقتُطع من راتب المقاتل الواحد قبل أن يتقاضاه $1000 لصالح نظام الأسد، في حين يأخذ باقي المرتب أحد أفراد عائلته في سوريا يكون قد وكّله المقاتل قبل السفر.
وفي سياق الحديث يؤكد غازي أنه لن يعود إلى ليبيا حالياً فهو بانتظار السفر إلى فنزويلا كما وعده رؤساؤه، حيث سيتقاضى مرتبا شهرياً يصل إلى $5000 دولار أميركي يقتطع منها على غرار العقود الليبية 1500 لحكومة النظام، إلا أن التعاقد حالياً فقط يجري مع شبان من السويداء وفي القريب العاجل سيتم افتتاح مركز للاستقطاب في مدينة السلمية حسب قوله.
وبحسب المعلومات التي تمكن غازي من الاطلاع عليها عن ظروف العمل وطبيعته، يقول "العمل في فنزويلا مختلف بعض الشيء، فالأماكن التي من المقرر حراستها ليست آبار نفط في الصحراء كما في ليبيا، بل هي مناجم ذهب في مواقع حدودية مع كولومبيا والتي هي مناطق نزاع نفوذ بين روسيا وفنزويلا من جهة وبين المافيا العالمية الفنزويلية والكولومبية من جهة أخرى، وذلك من أجل السيطرة على الذهب هنالك".
وكانت روسيا خلال السنوات الماضية وعبر شركاتها الأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد قد جندت أعدادا كبيرة من الشبان السوريين من أبناء الجنوب السوري ومن حمص وحماة للقتال لصالحها في ليبيا.