icon
التغطية الحية

بعد سيطرة النظام السوري عليها.. ما مصير بحيرة الجبول الملحية؟

2023.10.05 | 18:02 دمشق

بحيرة الجبول الملحية
بحيرة الجبول الملحية ـ إنترنت
تلفزيون سوريا ـ بثنية الخليل
+A
حجم الخط
-A

بحيرة الجبول واحدة من الكنوز الطبيعية الخفية التي تقع جنوب شرقي مدينة حلب، هي بحيرة ملحية فريدة ذات تنوع حيوي وبيئي ومستعمرة كبيرة للطيور النادرة والأسماك المتنوعة، وهي مصدر إعجاب للسياح والباحثين والمهتمين بالموارد الطبيعية.

أهمية اقتصادية وجمالية لبحيرة الجبول

في نهاية فصل الصيف من كل عام ترى العمال يتجمعون بأدواتهم البسيطة على ضفافها ليستخرجوا منها الملح الممتد والمتراكم على مساحة واسعة كما الثلج، حيث يجمعونه بصور متعددة ثم يتركونه ليجف تحت أشعة الشمس ومن ثم ينقلونه ليصرفوه بالأسواق.

تقع هذه البحيرة على بعد 40 كم شرقي حلب، وهي أكبر البحيرات الملحية في المنطقة، أما الجزء الشرقي منها فهو ضحل ويستخدم كمملحة في آخر الصيف بعد جفاف مياهها، وتعد موردا اقتصاديا هاما لسكان المنطقة.

يبلغ طول البحيرة 40 كم من الجبول شمالاً وحتى قرية رسم النفل جنوباً، وعرض البحيرة يتراوح بين 3-10 كم بمساحة تعادل 260 كم² تقريباً كما يبلغ عمق الماء ما بين 20 سم – 160 سم، وتنعزل عنها من الشرق بحيرة عميقة (تدعى بحيرة الحمرات).

بحيرة الجبول

وتسمى هذه البحيرة بسبخة "الجبول" لوقوعها ضمن منطقة غنية بملح كلوريد الصوديوم، وبفضل ماتحتويه البحيرة من ملح ونمو أكثر من خمسين نوعا من الأعشاب البرية والنباتات الملحية على شاطئها وداخل الجزر، أدرجتها قائمة الأراضي الخصبة الرطبة ضمن اتفاقية "رامسار" الدولية لعام 1971 والتي انضمت إليها سوريا عام 1998 لأهميتها الاقتصادية.

ولسبخة الجبول أهمية خاصة اقتصاديا حيث كانت تنتج كميات كبيرة من ملح كلور الصوديوم، ويقال إن، إنتاجها يصل إلى أكثر من 100 ألف طن سنويا في العقود الأخيرة. وكانت مصدرا رئيسيا للملح لمنطقة بلاد الشام خلال الحكم العثماني.

وفي حديث مع د.محمد الفلاحة وهو من أهالي المنطقة، يقول: "إن البحيرة كانت من أجمل المناطق الطبيعية السياحية في سوريا".

وأشار إلى أنها البحيرة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تتميز بطبيعتها الخلابة، ودرجات حرارتها تتميز بالتفاوت الشديد ما بين الصيف والشتاء. وهي تمتلك تنوعا حيويا نادرا لكونها منخفضا كانت تغذيه العديد من الأنهار الموسمية منها "الذهب والملح وأبو العز"مع مياه وديان مقبلة من الجنوب الغربي من جبال الحص في فصل الشتاء.

ويقول "الفلاحة" في قصيدة عن البحيرة:

حَمْدًا لمن جبَلَ  الجبُّولَ  إِحسانا

وشقَّ  في  أرضِها  نَهرًا و بُستانا

ثمَّ الصلاةُ على المُختارِ من مُضَرَ

ما ابيضَّ ملحٌ بها  أو صارَ مَرجانا

ما هو مصير ملح الجبول؟

أعلنت وزارة الإدارة المحلية والبيئة التابعة للنظام في أيار عام 2022، بحيرة الجبول محمية طبيعية، وتحدثت عن الجذب السياحي وفرص الاستثمار ودعم المجتمع المحلي.

وكان ما يميز هذه السبخة علاوة على إنتاجها لمادة الملح، أنها مستعمرات لطيور الفلامينغو والبجع والبط والإوز و البلشون و"أبوملعقة" و"طيور الماء" ذوات اللون الأسود، ونوع نادر أيضا اسمه "القطاط" وآخر يدعى "الزقزاق" يقال إنه من الأنواع التي تمت مشاهدته للمرة الأولى في هذه المنطقة، وطائر أبو منجل الذي نال شهرة إعلامية كبيرة في السنوات الماضية، بعد "هلع" أسماء الأسد خوفا من انقراضه.

أبو منجل الأصلع الشمالي
أبو منجل الأصلع الشمالي

ذلك، إضافة لوجود عدة أنواع نادرة انقرضت بسبب الصيد الجائر والإهمال من الجهات المعنية التي تعاقبت على المنطقة، ويقول أحد أبناء المنطقة (طلب عدم ذكر اسمه)، لكونها تحت سيطرة النظام السوري، "إن حكومة النظام أهملت هذه البحيرة بشكل متعمد، حيث خططت لإقامة مشروع سياحي فيها لدعمها عام 2006 إلا أنه كان مجرد كلام ولم ينفذ منه أي شيء".

ويضيف أن هذه البحيرة فقدت أهميتها وجمالها أكثر بعد سيطرة قوات النظام السوري عليها عام 2015، حيث أصبح الملح المنتج منها غير قابل للاستخدام بسبب تلوثها بمادة الفيول ومياه الصرف الصحي وضخه باتجاه السبخة وخاصة من مدينتي الباب وتادف، إضافة لفتح المعامل والمصانع فضلاتها على مجاري المياه لتصب في السبخة. واقتصر استخدامه على المجال الصناعي.

ويختم حديثه، بأن حكومة النظام السوري استخرجت الملح من السبخة آخر مرة صيف 2011 حيث كانت الكمية أكثر من 30 ألف طن، وهو غير صالح للاستخدام البشري، لكن النظام عتّم على ذلك وظهر بتقارير إعلامية أنه عاد إلى استخراج الملح الطبيعي منها.