أعلنت كوريا الشمالية أنها ستعلّق إجراء أي تجارب نووية أو صاروخية، وستغلق موقعاً للتجارب النووية سعياً لتحقيق النمو الاقتصادي وإحلال السلام وذلك قبيل قمتين مزمعتين مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية عن الرئيس الكوري الشمالي كيم جونج أون قوله إن بلاده لم تعد بحاجة إلى إجراء تجارب نووية أو تجارب إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات لأنها استكملت هدف تطوير أسلحة نووية.
وقالت كوريا الشمالية إنها "ستسهل الاتصال الوثيق والحوار النشط" مع دول الجوار والمجتمع الدولي من أجل تهيئة "بيئة دولية مواتية" لاقتصادها.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن "كيم" عقد جلسة للجنة المركزية لحزب العمال الحاكم يوم أمس الجمعة، وسيتم تفكيك موقع "بونجي ري" في شمال كوريا الشمالية التي تحوي موقعاً للتجارب النووية.
وقالت الوكالة "سنركز كل الجهود على بناء اقتصاد اشتراكي قوي، وتحسين مستوى معيشة الشعب بشكل كبير، من خلال تعبئة جميع الموارد البشرية والمادية للبلاد".
وتعتبر تصريحات "كيم" الأولى من نوعها، التي يتحدث فيها عن موقفه من برنامج الأسلحة النووية لبلاده قبل القمتين المزمعتين مع رئيس كوريا الجنوبية "مون جيه-إن" هذا الأسبوع، ومع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في أواخر أيار أو أوائل حزيران القادم.
وكان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "مايك بومبيو"، قد زار العاصمة الكورية الشمالية "بيونغ يانغ" الأسبوع الماضي، واجتمع مع الرئيس الكوري "كيم جونج أون" لتهيئة علاقات جيدة قبل القمة المقررة بين البلدين.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأسبوع الماضي، إن "مايك بومبيو" مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية زار بيونغ يانغ واجتمع مع الرئيس الكوري "كيم جونج أون" وأقام علاقة جيدة معه قبل القمة المقررة في مايو أيار أو يونيو حزيران.
ورحّب ترمب في تغريدة على "تويتر" بتعليق كوريا الشمالية لكل تجاربها النووية وإغلاق موقع تجارب رئيسي، حيث قال "هذا نبأ جيد جداً لكوريا الشمالية وللعالم وتقدم كبير! أتطلع لقمتنا".
وقالت كوريا الجنوبية إن قرار جارتها الشمالية يمثل تقدماً مهماً إزاء نزع السلاح النووي على شبه الجزيرة الكورية وسيعمل على تهيئة ظروف مواتية لاجتماعات ناجحة معها ومع الولايات المتحدة.
كما رحبت كل من اليابان والاتحاد الأوروبي وبريطانيا واستراليا بالخطوة، في حين أشارت اليابان إلى ضرورة نزع السلاح النووي بطريقة يمكن التحقق منها.
في حين طالب وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، في بيان مقتضب نشرته وزارة الخارجية الألمانية عبر صفحتها الرسمية على موقع "تويتر"، كوريا الشمالية بالكشف الكامل عن تفاصيل تجاربها النووية والصاروخية، واتخاذ مزيد من الخطوات من أجل الدخول في عملية سياسية جادة، ولإطلاق مفاوضات رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها"
وفي شباط الماضي صرحت وزارة الخارجية الأمريكية، بأن تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية يجب أن يكون الهدف النهائي لأي حوار معها، فيما يبدو أن الخطوات التي ستتخذها كوريا الشمالية غير كافية بالنسبة لواشنطن التي تؤكد على شروطها في تفكيك كل الأسلحة النووية والصواريخ التي تملكها كوريا الشمالية.
لكن خبراء يقولون إن الإعلان عن تنازلات كوريا الآن يظهر أن جدّية كوريا الشمالية بشأن محادثات نزع السلاح النووي.
يذكر أن جد كيم قد بدأ في تطوير برنامج للأسلحة النووية وواصل والده وحفيده "كيم" البالغ من العمر 34 عاماً العمل في ذلك.
وتعتبر كوريا الشمالية أن برامجها النووية والصاروخية ضرورية لردع عداء الولايات المتحدة لها.
وأثارت التجارب الكورية والحرب الكلامية بين ترمب وكيم المخاوف من نشوب حرب إلى أن دعا "كيم" في كلمة بمناسبة العام الجديد إلى تخفيف التوترات العسكرية.
وأرسل كيم وفداً لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في كوريا الجنوبية في شباط الماضي مما أدى إلى تحسن العلاقات مع الجنوب.
وقال "نام سونغ ووك" أستاذ دراسات كوريا الشمالية في الجامعة الكورية الجنوبية "لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا يعني أن كوريا الشمالية لن تسعى إلى مزيد من تطوير برامجها النووية في المستقبل أو ما إذا كانت ستغلق كل المنشآت النووية، وماذا سيفعلون بأسلحتهم النووية الموجودة؟"