أقر الاتحاد الأوروبي إجراءات جديدة أكثر صرامة للتصدي للمهاجرين غير القانونيين، وسط مخاوف من أن الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا قد يؤدي إلى موجات جديدة من الهجرة.
وفي اجتماع المجلس الأوروبي، أول أمس الخميس، اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على سلسلة من الإجراءات، بما فيها حزمة متكاملة من البنية التحتية المتنقلة والثابتة، للحماية على الحدود بين بلغاريا وتركيا، بما في ذلك السيارات وكاميرات المراقبة والأبراج الإلكترونية.
كما سيطلق الاتحاد الأوروبي مشاريع تجريبية تركز على الإجراءات الحدودية لعرض أفضل الممارسات والتسجيل وإجراءات اللجوء السريعة والعادلة، وكيفية التعامل مع حالات العودة، في حين ستدعم هذه المشاريع وكالة الحدود الأوروبية "فرونتكس"، ووكالة اللجوء، والشرطة الأوروبية "اليوروبول".
تعزيز الحدود وإعادة اللاجئين
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورزولا فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبي سيعمل على تعزيز حدوده الخارجية ومنع الهجرة غير الشرعية، مضيفة أن الدول الأوروبية تريد أيضاً تعزيز سياسة الاتحاد بشأن إعادة اللاجئين والعمل على ميثاق الهجرة واللجوء، بما في ذلك الاعتراف بقرارات الترحيل الصادرة عن الحكومات الأوروبية، وزيادة وتيرتها.
On migration, the lesson is clear: we need to act together.
— Ursula von der Leyen (@vonderleyen) February 10, 2023
We agreed on concrete and operational steps forward along two tracks:
First, keeping the pace on the Pact on Migration and Asylum. I count on the 🇸🇪🇪🇸 presidencies.
And 4 types of priority measures we can take now ↓ pic.twitter.com/j4hFqUUTpO
من جانبه، قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، إنه "من المهم أن تعمل دول التكتل معاً بشأن الهجرة، سواء تعلق الأمر بالسيطرة على الحدود الخارجية، أو تحسين البنية التحتية أو التعاون مع دول المنشأ والعبور".
كما دعا المستشار النمساوي، كارل نيهامر، إلى تخصيص ملياري يورو من ميزانية الاتحاد الأوروبي لتمويل بناء سياج حدودي على حدود بلغاريا مع تركيا، وهو أمر لم يذكر بشكل صريح في الإعلان الأوروبي الصادر عقب اجتماع الخميس.
وسجلت إدارة الحدود الأوروبية "فرونتكس" زيادة في عبور المهاجرين غير القانونيين بنسبة 64 % مقارنة بالعام السابق، في حين ارتفعت طلبات اللجوء بنسبة تقارب 50 %، فضلاً عن لجوء نحو 4 ملايين أوكراني إلى دول الاتحاد الأوروبي هرباً من الحرب.
تناقض ومعضلة كبيرة
ونقلت "شبكة البلقان الاستقصائية" عن الباحث في العلاقات الدولية في جامعة "قادر هاس" في إسطنبول، ديميتريس تريانتافيلو، قوله إن "الكارثة الجديدة قد تخلق موجة جديدة من اللاجئين"، مشيراً إلى أنه "حتى الآن، كان الأتراك الذين يحاولون الفرار من البلاد هم في الأساس من اللاجئين السياسيين".
وأضاف تريانتافيلو أنه "لا أعرف ما إذا كان جزء من الشعب التركي سيقرر القدوم إلى الاتحاد الأوروبي"، موضحاً أن "الأزمة المستمرة منذ عقد من الزمن، وحرب أوكرانيا، والآن في تركيا، كل هذا مزيج متفجر للهجرة".
وأشار الباحث إلى أنه "من الغريب الحديث عن تشديد الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي من ناحية، والتضامن مع سوريا وتركيا والإعلان عن اجتماع للمانحين في آذار المقبل"، مضيفاً أن ذلك "متناقض بعض الشيء، لكنه يظهر أيضاً معضلة كبيرة".
وسبق أن أعلن المجلس الأوروبي عن مبادرة من رئاسة الاتحاد والمفوضية السويدية عن مؤتمر للمانحين، لحشد الأموال لدعم الشعبين التركي والسوري بعد كارثة الزلزال المدمر، في العاصمة البلجيكية بروكسل، في آذار المقبل".
الزلزال المدمر في سوريا وتركيا
والإثنين الفائت، ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمال غربي سوريا، بلغت قوته 7.7 درجات، وأعقبه زلزال آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات، بالإضافة إلى مئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
وحتى صباح اليوم السبت، وصلت حصيلة ضحايا الزلزال في عموم سوريا لأكثر من 4487 وفاة، في حين وصل عدد الضحايا في تركيا إلى أكثر من 20 ألفاً و665 وفاة.