أعلنت وزارة النقل التابعة لحكومة النظام السوري، اليوم الخميس، وصول أوّل رحلة جويّة من الجزائر إلى سوريا، وذلك بعد استئناف الطرفين الرحلات الجويّة بينهما، عقب انقطاع استمر لنحو 12 عاماً.
وذكرت على صفحتها الرسمية في "فيس بوك": "وصول الرحلة الأولى للخطوط الجوية الجزائرية إلى مطار اللاذقية الدوليـ إيذاناً باستئناف حركة النقل الجوي بين سوريا والجزائر".
وكانت وزارة النقل قد أعلنت في بيانٍ، أمس الأربعاء، استئناف حركة الطيران مع الجزائر بعد توقّف لأكثر من 10 سنوات، قائلةً: "الرحلة الأوّلى للخطوط الجزائرية ستصل الخميس إلى مطار اللاذقية الدولي".
وجاء في البيان: "نثّمن هذه الخطوة المهمة، ونتطلع لتقديم كل التسهيلات والإجراءات اللازمة لتخديم الرحلات الجويّة مع الجزائر، وتوفير كل ما يسهم في استمرارية التشغيل بل والسعي لزيادته مستقبلاً".
وبيّنت الوزارة في بيانها أنّ "المؤسسة العامة للطيران المدني السوري منحت الأذونات لمصلحة الخطوط الجوية الجزائرية لاستخدام المطارات المدنيّة، وستقدم التسهيلات المطلوبة لاستقبال الرحلات الجوية في سياق اتفاقية النقل الجوي الموقعة بين البلدين".
وقبل أسبوعين، أعلنت وزارة النقل الجزائرية بناءً على توجيهات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون، استئناف الرحلات الجوية إلى كل من سوريا ولبنان، بعد توقّف دام عدة سنوات.
وجاء في بيان للوزارة الجزائرية، أنّ "تفعيل الرحلات الجوية من الجزائر نحو بيروت ودمشق ثم إلى الجزائر مرةً أخرى، سيكون بمعدل رحلة كل أسبوع، ابتداءً من 21 كانون الأول الحالي".
العلاقات بين الجزائر والنظام السوري
كانت الجزائر من الدول العربية التي رفضت قرار وزراء الخارجية العربية، شهر تشرين الثاني 2012، القاضي بتعليق عضوية النظام السوري في الجامعة العربية، ولم تقطع علاقاتها مع النظام، كما لم تغلق سفارتها أو تسحب سفيرها.
وفي أيار 2017، تعهد سفير الجزائر لدى النظام السوري، صالح بوشة، بأن "تكون خطوط طيران بلاده أوّل شركة أجنبية تعود إلى تشغيل الرحلات الجوية نحو سوريا، خاصة مع وجود جالية سورية كبيرة في الجزائر".
ومنذ مطلع العام 2020، تحاول الجزائر تعويم النظام السوري وإعادة مقعده في جامعة الدول العربية، بتنسيق كامل مع روسيا، وقادت جهوداً لدعوة رئيس النظام بشار الأسد، إلى القمة التي عُقدت في الجزائر، شهر تشرين الثاني 2022، فضلاً عن اتصالات وزيارات متبادلة بين الجانبين.
ورغم استمرار العلاقات الدبلوماسية بين النظام السوري والجزائر، توقّفت الخطوط الجوية الجزائرية وأغلب شركات الطيران في العالم عن التوجّه إلى سوريا، وذلك بسبب الحرب التي تشهدها البلاد، منذ آذار 2011.
واستمر انقطاع الرحلات الجويّة إلى سوريا، بعد التصعيد العسكري في محيط العاصمة دمشق، الذي صعّب مهمة هبوط الطائرات في مطارها الدولي، فضلاً عن توقّف مطار حلب الدولي، ثم تكرار خروج المطارين لاحقاً عن الخدمة، بسبب الضربات الإسرائيلية.
يشار إلى أنّ إسرائيل تستهدف -باستمرار- مطاري دمشق وحلب الدوليين، اللذين تسيطر عليهما قوات النظام السوري وتتمركز فيهما الميليشيات الإيرانية، ما أدّى إلى خروجهما المتكرّر عن الخدمة، ما دفع الرحلات الجويّة، مؤخّراً، للتوجّه إلى مطار اللاذقية الدولي.