وجّه ناشطون في ريف دير الزور الغربي، اليوم الثلاثاء، نداء استغاثة عبر موقع تلفزيون سوريا لمنظمة الصحة العالمية، بعد ارتفاع أعداد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا (كوفيد-19)، الذي تفشّى بشكل كبير في المنطقة.
وناشد الناشطون في منطقة "أبو خشب" وبلدتي الكبر والهرموشية التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، جميع المنظمات والجمعيات الخيرية للتحرّك وإغاثتهم، باعتبار مناطقهم باتت "موبوءة" بفيروس كورونا.
وطالب الناشطون باستحداث مشافٍ ميدانية وتجهيز فرق طبيّة لاحتواء الفيروس، داعين "مجلس دير الزور المدني" التابع لـ"الإدارة الذاتية"، إلى تحمّل مسؤولياته على أرض الواقع، لا على الإعلام فقط.
كذلك دعا الناشطون، "الإدارة الذاتية" إلى إعلان حالة طوارئ وفرض حظر تجوّل وعطلة مدرسية في مناطق تفشّي الوباء (خاصةً أبو خشب والهرموشية والكبر)، كما دعوا الأهالي أيضاً إلى إلغاء الزيارات الاجتماعية ومراسيم العزاء.
وسبق أن قالت مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا، قبل أيام، إنّ بلدات وقرى منطقة "الكبر" تشهد انتشار موجة جديدة للمتحور "دلتا" بشكل كبير وملحوظ بين الأهالي، في ظل تردّي القطاع الصحي بالمنطقة.
ويعتمد أهالي المنطقة - وفق المصادر - على الصيدليات والعيادات التمريضية، بسبب عدم وجود مركز صحي أو مستشفى عام مدعوم من قبل "الإدارة الذاتية".
تفشيّ كورونا وإهمال "الإدارة الذاتية"
يأتي نداء الاستغاثة والمناشدة - بحسب الأهالي - على خلفية تقاعس "الإدارة الذاتية" عن تقديم الخدمات الصحيّة اللازمة، رغم تفشّي فيروس كورونا في المنطقة وارتفاع أعداد ضحاياه من الوفيات والإصابات.
وقالت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ معظم مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شمال وغرب دير الزور، تشهد تفشيّاً كبيراً لـ فيروس كورونا (كوفيد-19)، وإنّ الوباء ينتشر بكثافة بين الأهالي.
وهذا الانتشار المتسارع للفيروس، زاد من معاناة الأهالي في محاربة الجوع والفقر والوباء، في ظل تقاعس "الإدارة الذاتية" عن تقديم ما يجب عليها من خدمات، فضلاً عن عدم وجود أسطوانات أوكسجين في المراكز الطبية، وقلة الأدوية التي دفعت بعض الصيدليات إلى إغلاقِ أبوابها.
وخلال اليومين الفائتين، توفي أربعة مصابين هم: (محيسن عواد شحاذة، وأمينة حسين بشار، ومحمد عواد بشار، والطفلة داليا نوري الدوج)، إضافة إلى تسجيل أكثر من 200 إصابة جديدة بفيروس كورونا في المنطقة.
وأكّدت المصادر أنّه خلال الشهرين الفائتين، توفي أكثر من 25 شخصاً بفيروس كورونا، وأصيب المئات، وسط "غياب تام للمنظمات الداعمة للصحة والمتطلبات الصحية من أدوية وأوكسجين وغرف إنعاش وعزل وغيرها".
يشار إلى أنّ هيئة الصحة التابعة لـ"الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا توقّفت، منذ نهاية شهر تشرين الأوّل الماضي، عن إصدار الإحصائية اليومية للوفيات والإصابات بفيروس كورونا في مناطق سيطرتها.