نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر دبلوماسية غربية قولها إن وزراء خارجية مجموعة الدول السبع "سيستغلون محادثاتهم المقررة في اليابان الأسبوع المقبل لتقييم استراتيجيتهم في الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أن "التحولات الاستراتيجية تجاوزت القوى الغربية، مما جعلهم يتدافعون لإنقاذ نفوذهم".
وقالت الوكالة إن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين، فوجئوا حين توسطت الصين في اتفاق بين الخصمين الإقليميين، السعودية وإيران، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بعد سنوات من التنافس الذي أذكى الصراعات في أنحاء الشرق الأوسط".
وأضافت أن السعودية "تمضي قدماً في جهود إعادة العلاقات مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وانضمت إلى دول عربية أخرى لإنهاء العزلة الإقليمية عن النظام السوري على الرغم من مخاوف الغرب".
عملية جارية لإعادة ترتيب الأوراق
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي، كان يقدم إفادة رسمية للصحفيين لكنه طلب عدم نشر اسمه، إن "هناك عملية جارية لإعادة ترتيب الأوراق"، مضيفاً أن "المنطقة تمر باضطراب خطير، سواء فيما يتعلق بالأزمة النووية الإيرانية، أو فيما يتعلق أيضاً بإعادة تشكيل التوازنات الجيوسياسية من خلال الاتفاق بين إيران والسعودية والصين، ويمكننا أن نرى شيئاً ما يحدث في سوريا بعد الزلزال".
وأوضح الدبلوماسي أنه "يتعين على مجموعة السبع أن تكون قادرة على الحفاظ على مصالحها الأمنية، التي تصب أيضاً في مصلحة الأمن الإقليمي والأمن العالمي أيضاً".
ووفق "رويترز"، تحسّر بعض الدبلوماسيين الأوربيين على ما وصفوه بـ"تراجع الاهتمام بالشرق الأوسط" في الغرب، مشيرين إلى أن ذلك "أجبر أطرافاً إقليمية على إعادة النظر في علاقاتها، وترك الباب مفتوحاً أمام آخرين لملء الفراغ".
وذكر دبلوماسي ثانٍ من مجموعة السبع أن "الاتفاق الإيراني السعودي الصيني بمنزلة تشخيص لمشكلاتنا"، مضيفاً أنه "لم يره أحد قادماً، لذا يتعين علينا إعادة تجميع صفوفنا".
وأشار دبلوماسي غربي ثالث إلى أن "الوقت قد حان لمجموعة السبع لتقييم الحراك الجديد في المنطقة"، لافتاً إلى أن "الجهود التي تقودها السعودية لخفض إنتاج أوبك من النفط، على عكس رغبة الغرب، مؤشر آخر".
اجتماع مجموعة السبع
ويجتمع وزراء خارجية مجموعة الدول السبع، التي تضم فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة واليابان، في اليابان من 16 إلى 18 نسيان الجاري.
ويركز وزراء الخارجية، الذين يجرون ترتيبات لقمة رؤساء الدول في هيروشيما في منتصف مايو المقبل، في محادثاتهم على حظر الانتشار النووي ونزع السلاح، مع الأخذ في الاعتبار كوريا الشمالية وإيران وروسيا.
وقال دبلوماسي فرنسي إن "جدول الأعمال سيتضمن أيضاً الحرب في أوكرانيا، وكيفية منع روسيا من التحايل على العقوبات، ومنطقة المحيطين الهندي والهادي، وكيفية مواجهة التحديات التي تواجه النظام الدولي"، مؤكداً أنه "لن تبقى مصداقية لمجموعة السبع إلا إذا كانت قادرة على معالجة مشكلات العالم".