أرسلت "الإدارة الذاتية" شاحنات محملة بالقمح إلى العراق عبر تجار محليين كعينة قبل إرسال كمية أكبر من محصول مناطق شمال شرقي سوريا لبيعها في الأسواق العراقية.
وقال مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا إن "ثلاث شاحنات على الأقل نقلت عينات من أنواع ودرجات مختلفة للقمح المنتج في مناطق شمال شرقي سوريا إلى داخل الأراضي العراقية لعرضها على تجار عبر معبر الوليد وكميات أخرى هُرّبت عبر الحدود".
وأوضح المصدر أن "قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أوكلت مهمة التصدير إلى تجار مقربين منها يملكون علاقات مع تجار العراق وإقليم كردستان بهدف إبرام صفقة لنقل عشرات آلاف الأطنان من محصول القمح بعد الاتفاق على السعر وفق نوعية ودرجة القمح المعروض".
وأكد المصدر أنها ليست المرة الأولى التي تبيع قيها "الإدارة الذاتية" كميات من القمح السوري لتجار عراقيين وغالبا ما كان يهرب بشاحنات متوسطة عبر الحدود العراقية.
وحددت "الإدارة الذاتية" قبل نحو شهر سعر شراء القمح من الفلاحين في مناطق شمال شرقي سوريا، بـ31 سنتاً أميركياً مقابل الكيلوغرام الواحد، والسعر الجديد أقل من العام الفائت، الذي كان بـ43 سنتاً أميركياً في حين حدد النظام سعر شراء القمح بـ 5500 ليرة سورية (36 سنتاً أميركياً).
مخزون فائض من القمح
مصدر من الإدارة الذاتية قال لموقع تلفزيون سوريا إن مخزون القمح في مراكز وصوامع الإدارة الذاتية يتجاوز مليوني طن من القمح في الوقت الحالي في حين تستمر عملية استلام القمح للموسم الحالي.
وأوضح المصدر أن حاجة مناطق شمال شرقي سوريا سنوياً تصل إلى قرابة 600 ألف طن من القمح وهذا يعني وجود فائض كبير من القمح في مخازن وصوامع المنطقة.
وأشار إلى أن "تحديد الإدارة الذاتية سعر شراء القمح هذا العام بـ31 سنتاً أميركياً كان الهدف منه بيع كل محصول المنطقة للنظام وتهريبه عبر تجار إلى دول الجوار بهدف تحقيق أرباح مادية كون الإدارة كانت تناقش أمام عدم شراء القمح أو الاستفادة منه كونها ليست بحاجة للقمح للعام الحالي والقادم".
ولفت المصدر إلى أن "العراق على سبيل المثال حدد سعر الطن الواحد من القمح بأكثر من 560 دولاراً أميركياً وفي أسوأ الأحوال يمكن للإدارة الذاتية كسب أكثر من 100 دولار مربحاً في حال بيعها للطن الواحد بسعر 410 دولارات لتجار عراقيين".
وتسعى "الإدارة الذاتية" إلى بيع نحو مليون طن من القمح تصل حصة النظام إلى أكثر من 500 ألف طن وبيع باقي الكمية إلى تجار وتهريب قسم آخر إلى العراق وبيعه عبر تجار متنفذين على جانبي الحدود بحسب المصدر.
"قسد" أرسلت 2500 طن من القمح للنظام
بدأت "قسد" الإثنين الفائت، بتوريد الدفعة الأولى من القمح الذي تسلمته من مزارعي مناطق شمال شرقي سوريا إلى مراكز استلام الحبوب التابعة للنظام في جنوب مدينة القامشلي.
وأفاد مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا بإدخال "قسد" نحو 100 شاحنة قاطرة خلال الـ24 ساعة من حاجز لقوات النظام في قرية الدمخية إلى مناطق سيطرة الأخير في جنوب مدينة القامشلي".
وبحسب المصدر فإن الشاحنات "نقلت أكثر من 2500 طن من القمح نقلتها من مركز استلام الحبوب في قرية قسرك شمالي الحسكة إلى مراكز استلام الحبوب التابعة للنظام بريف القامشلي".
وعبرت قافلة الشاحنات المحملة بالقمح برفقة دورية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية عبر حاجز "كري سبي" لقوات الأسايش على الطريق الدولي (M4) شمالي الحسكة وصولاً إلى مناطق سيطرة النظام جنوبي القامشلي.
وكشف مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا أيار الفائت عن عقد النظام السوري و"قسد" صفقة تُلزم الأخيرة بتوريد ما مجموعه نصف مليون طن من القمح بسعر 36 سنتاً للنظام على عدة دفعات.
وأوضح المصدر لموقع تلفزيون سوريا أن "لقاءات مكثفة بين مسؤولي مالية الإدارة الذاتية من كوادر "حزب العمال الكردستاني" (PKK) ومسؤولين من النظام خلال الأيام الماضية أفضت إلى اتفاق بتوريد كمية 500 ألف طن من القمح للنظام على دفاع وبسعر 36 سنتاً".
وأضاف المصدر: "أعلمت كوادر (PKK) قبل أيام مسؤولي الإدارة الذاتية السوريين في المجلس التنفيذي وهيئتي الاقتصاد والزراعة بأنهم لن يشتروا القمح بسعر أعلى من 32 سنتاً أميركياً بذريعة عدم توفر ميزانية مالية وبسبب امتلاء غالبية الصوامع بمخزون العام الفائت" بحسب المصدر.
وأشار المصدر حينها إلى أن "النظام سوف يسلم الإدارة الذاتية ثمن القمح بالليرة السورية على دفعات بشرط توريد الأخيرة القمح بأكياس الخيش لتسهيل عملية تخزين ونقل القمح من مناطق سيطرة قسد إلى مناطق النظام في بقية المحافظات".
وحددت "الإدارة الذاتية" سعر شراء القمح من الفلاحين في مناطق شمال شرقي سوريا، بـ31 سنتاً أميركياً مقابل الكيلوغرام الواحد، والسعر الجديد أقل من العام الفائت، الذي كان بـ43 سنتاً أميركياً في حين حدد النظام سعر شراء القمح بـ 5500 ل .س. (36 سنتاً أميركياً).
أقل من سعر العام الفائت
وقبل إعلان "قسد" عن التسعيرة أفاد مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا بنية "الإدارة الذاتية" شمال شرقي سوريا، تحديد سعر شراء القمح بمبلغ أقل من السعر الذي حددته في العام الفائت، رغم ارتفاع تكاليف الإنتاج أضعافاً في الموسم الحالي.
والعام الفائت حددت "الإدارة الذاتية" تسعيرة شراء محصول القمح بـ 43 سنتا من الدولار الأميركي لكل كيلوغرام واحد، في حين حددت سعر الشعير بـ 35 سنتا لكل كيلوغرام (من دون أن تشتريه).
وكانت "الإدارة الذاتية" قد رفعت أسعار المحروقات عدة مرات خلال الأشهر الستة الماضية ومن بينها المازوت المخصص للزراعة والذي ارتفع سعره عشرة أضعاف مقارنة بالموسم الزراعي الفائت
.وجهزت الإدارة الذاتية 30 مركزاً لاستلام القمح خلال الموسم الحالي، بقدرة استيعابية تفوق المليون ونصف المليون طن، وهو الإنتاج المتوقع في مناطق شمال شرقي سوريا بحسب مسؤولي الزراعة.