اشتكى مواطنون من أسطوانات الغاز المنزلي بسبب اهتراء قشرها وتسريب الغاز منها ما يعرض حياتهم للخطر وسط تزايد حوادث انفجار الأسطوانات أو تسببها بالحرائق بمناطق شمال شرقي سوريا.
والسبت انفجرت أسطوانة غاز في منزل المواطن "عبدالله جارو" بمدينة المالكية بريف الحسكة ما تسبب بإصابته وزوجته بحروق أسفعوا من جرائها إلى إقليم كردستان العراق.
وخلال العامين الماضيين أصبحت حوادث انفجار أسطوانات الغاز وتسببها بالحرائق تتكرر بشكل كبير في مناطق شمال شرقي سوريا من جراء اهتراء وقدم الأسطوانات المستخدمة لتعبئة الغاز المنزلي.
وقال عبد الباقي حسو من مدينة القامشلي لموقع تلفزيون سوريا: "أفرغت أسطوانتين غاز خلال الشهر الجاري من جراء وجود تسريب للغاز في صمام الأسطوانتين".
وأضاف حسو إلى إنه "في حال لم ألاحظ التسريب بعد فحص الأسطوانة بشكل جيد بعد التركيب لربما كان سيتسبب ذلك بحريق في منزلي مع استخدام الأسطوانة واستمرار التسريب لأيام".
ولا يعترف معتمدو توزيع الغاز والكومينات (لجان الأحياء) التابعة للإدارة الذاتية بأسطوانات الغاز المهترئة أو التي تعاني من تسريب للغاز ويخسر المواطن ثمن الغاز المعبأ في الأسطوانة والذي يبلغ 155 ألف ليرة (10 دولارات أميركية).
أسطوانات قديمة وعملية نقل "تهمل خطورة الأسطوانات".
وقال معتمد أسطوانات غاز في مدينة الحسكة لموقع تلفزيون سوريا إن "أسطوانات الغاز قديمة وتجاوز عمر معظمها 20 عاماً من الاستخدام ونسبة 50% من هذه الأسطوانات لم تعد صالحة للاستخدام ويجب استبعادها من جراء تضرر قشرها وصماماتها لم تعد آمنة".
وأوضح المعتمد الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إنه "في كل دفعة أرفض استقبال العديد من أسطوانات الغاز كونها منفوخة أو صمامها تالف وقشرها أصبح رقيقا جداً، وكذلك تصلنا أسطوانات من المعمل غير صالحة للاستخدام وفيها تهريب حتى من دون فتح الصمام أو القشر يكون رقيقا جدا ومنفوخاً".
وأشار المعتمد إلى أن "عملية التعبئة تتم بشكل غير آمن والنقل يكون عبر شاحنات كبيرة ويتم إسقاط الأسطونات فوق بعضها البعض من دون مراعاة لخطورة التعامل مع أسطوانات الغاز وأيضا تضرر قشرها وهيكلها ومفتاح الصمام من جراء النقل غير الآمن لها".
معمل قيد التجريب منذ عام
أعلنت "الإدارة الذاتية" في حزيران العام الفائت عن تجهيز معمل لتصنيع أسطوانات الغاز المنزلي في مدينة رميلان وقالت إن "المعمل في مرحلة التجريب" حينذاك.
وقال "عكيد عبد المجيد" مدير معمل ومحطة غاز السويدية لإذاعة محلية في حزيران إن "المعمل يصنع 50 أسطوانة يومياً ويتم اختبار الأسطوانات على ثلاثة مراحل قبل اعتمادها للاستخدام".
ولا تتوافر أسطوانات غاز جديدة في مناطق شمال شرقي سوريا على الرغم من مرور نحو عام على إعلان الإدارة الذاتية البدء بإنتاج الأسطوانات الجديدة.
وقال مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا إن "المعمل واجه تحديات عديدة أبرزها صناعة الأسطوانات بجودة عالية تضمن الاستخدام الآمن للأسطوانات ما أدى لتعليق عملية التصنيع مؤقتاً".
"قسد" ترفع سعر أسطوانة الغاز 15 ضعفاً
ومطلع العام الجاري، رفعت لجان الأحياء التابعة "لقسد" سعر أسطوانة الغاز إلى 10 دولارات (150 ألف ليرة) بعد أن كان سعرها 10 آلاف ليرة ( نحو 70 سنتاً) .
وقالت "الإدارة الذاتية" إنها استوردت الغاز من إقليم كردستان العراق بعد توقف معمل السويدية عن الخدمة من جراء الغارات التركية زاعمة أنها توفره لسكان المنطقة بسعر الكلفة.