أعلنت مديرية الأمن العام الأردني عن إحباط عمليات تهريب واتجار بالمخدرات، وإلقاء القبض على تسعة تجار في ست قضايا نوعية، بما فيها ضبط كميات من مادة "الكريستال" القاتلة.
وفي بيان لها، قالت المديرية إنها ألقت القبض، خلال الـ 48 ساعة الماضية، على تسعة أشخاص، في مناطق مختلفة من المملكة، وضبطت بحوزتهم كميات كبيرة من المواد المخدرة والأسلحة النارية، مشيرة إلى أنه "جرى التحقيق في كافة القضايا وإحالة المتورطين لمدعي عام محكمة أمن الدولة".
مكافحة المخدرات تحبط عمليات تهريب واتجار مخدرات وتلقي القبض على تسعة تجار في ست قضايا نوعية .
— مديرية الأمن العام (@Police_Jo) January 25, 2023
للتفاصيل || https://t.co/rMvyUUpkIQ#الأمن_العام #الأردن pic.twitter.com/WnwcBCO6FG
ست قضايا تهريب للمخدرات
وأوضحت المديرية أنه "فيما يتعلق بقضايا التهريب، فقد تم التعامل مع قضيتين في إحدى المعابر الحدودية الشمالية، وبالتنسيق مع الجمارك الأردنية والأجهزة الأمنية جرى في الأولى إلقاء القبض على أحد السائقين الذين وردت معلومات عن قيامه بمغادرة البلاد من أجل إخفاء كميات كبيرة من الحبوب المخدرة داخل مركبته لتهريبها داخل المملكة".
وأضافت أنه "جرى إيقاف السائق فور وصوله للمعبر الحدودي، وبتفتيش المركبة عُثر على 3 كيلوغرامات من مادة الكريستال القاتلة، و30 ألف حبة مخدرة، أخفيت بمخبأ سري بجسم المركبة".
وأشارت مديرية الأمن الأردني إلى أنه "وقع الاشتباه بأحد الأشخاص في القضية الثانية أثناء قدومه عبر ذات المعبر الحدودي، إذ جرى تفتيشه وضُبط بحوزته كميات من مادة الكريستال القاتلة، وكمية من الحبوب المخدرة، أخفيت داخل علب التبغ".
وذكر البيان أنه "في البادية الشمالية، وبعد مراقبة وجمع المعلومات عن شخص من جنسية عربية، والتأكد من قيامه بالاتجاه بالمواد المخدرة وتوزيع كميات كبيرة منها على مروجي المخدرات، جرت مداهمته وإلقاء القبض عليه وبحوزته 1 كغ من مادة الكريستال المخدرة".
أما القضية الرابعة، فقال بيان مديرية الأمن الأردني إنه "دوهم شخصان من مروجي المخدرات في لواء الرمثا، أحدهما من جنسية عربية، وألقي القبض عليهما، وضبط بحوزتهما 8 كفوف من الحشيش و5 آلاف حبة مخدرة".
وفي العاصمة عمان، أوضحت المديرية أنه "تم التعامل مع قضيتين، ألقي القبض في الأولى على ثلاثة مروجين بعد مداهمة مكان وجودهم، وضبط بحوزتهم كمية من الماريجوانا وأسلحة نارية ثلاثة منها أوتوماتيكية، وألقي القبض، في شرقي العاصمة، على أحد المروجين، وفي حوزته 6 كفوف من الحشيش".
"الكريستال" على خط التهريب إلى الأردن
وخلال الأسابيع الماضية، تزايد إعلان السلطات الأردنية عن إحباط تهريب مادة "الكريستال" المخدرة، أو إلقاء القبض على مهربين بحوزتهم تلك المادة، وبشكل خاص في محافظة الرمثا الحدودية مع سوريا.
وأعلنت السلطات الأردنية، في تشرين الثاني الماضي، عن إلقاء القبض على شخصان في مدينة الرمثا قاما باستيراد كميات كبيرة من مادة "الكريستال"، وصلت إلى 6 كيلوغرامات، وقيام أحدهما بمباشرة بيعها وترويجها، في حين ضبطت الكمية من المخدر بحوزة الثاني قبل توزيعها.
وسبق ذلك أن أعلنت دائرة الجمارك الأردنية عن إحباط محاولة تهريب 10 كيلوغرامات من مادة "الكريستال"، كانت مخبأة بطريقة فنية متقنة في تصفيحات حديدية لإحدى المركبات القادمة من دولة مجاورة.
وعلى الرغم من أن السلطات الأردنية نادراً ما تعلن عن مصدر المخدرات التي تضبطها، أو جنسية الأشخاص الذين تلقي القبض عليهم، وتكتفي بالقول "إحدى الدول المجاورة"، فإن المصدر الأساسي لهذه المواد المخدرة هو الجنوب السوري، حيث تنشط حركة تهريب المخدرات إلى الأراضي الأردنية بصورة شبه يومية، قادمة من مناطق سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية، وبشكل خاص "حزب الله" اللبناني، في الجنوب السوري.
وحوّلت الميليشيات الإيرانية مناطق سيطرتها في سوريا، خاصّة قرب الحدود مع العراق والأردن، إلى مركز لترويج المخدرات وتهريبها من المعابر الحدودية التي تسيطر عليها قوات نظام الأسد، إلى الأردن كبلد استهلاك وعبور إلى الخليج العربي ودول أخرى.
ما مخدر "الكريستال"؟
يعرف مخدر "الكريستال"، واسمه العلمي "ميثامفيتامين" وهو من أصناف أدوية الأمفيتامين، بأسماء عدة، أشهره "الشبو" أو "الثلج" أو "الكريستال ميث"، وهو مخدر خطير جداً يسبب الإدمان، ويرتبط بمشكلات صحية وجسدية وعقلية مزمنة.
ويكون مخدر "الكريستال" على شكل بلورات صغيرة تشبه الجليد، أو مسحوق أبيض يشبه الكريستال، له رائحة قوية وطعم مر، يمكن حقنه أو تدخينه أو شمه أو ابتلاعه، ويتسبب في إطلاق مستويات عالية من الدوبامين في الدماغ.
وينتج عن تعاطي مخدر "الكريستال" شعور شديد بالاندفاع، يمكن أن يجعل الشخص يشعر بالثقة والحيوية، فضلًا عن زيادة الدافع الجنسي، وحك وخدش الجسم، وسرعة ضربات القلب أو جفاف الفم والتعرق المفرط، ويمكن أن تستمر التأثيرات لمدة تصل إلى 12 ساعة.
حقائق حول الِمیثامفیتامین ✍🏼
— السموم والعلوم الجنائية (@ForensicToxi) February 13, 2020
📍المیثامفیتامین ھو مخدر خطیر للغایة. یمكن أن ُیسمى میثامفیتامین بأسماء عدیدة مختلفة تشمل ما یلي:
سبید، كریستال، كریستال میث، كرنك، تویك، جو-فاست، آیس، جلاس، أبارز . pic.twitter.com/n4EMkxQs1I
ويعاني مدمنو "الكريستال" من صعوبة في النوم والصداع، فضلاً عن أعراض مثل جنون العظمة أو الهلوسة أو الشعور بالضيق الشديد والحزن، في حين قد تتسبب الجرعات العالية المتكررة في نوبات من الذهان، تشمل السلوكيات غير العادية أو العدوانية أو العنيفة التي يمكن أن تستمر أياماً، بالإضافة إلى أنها قد تسبب السكتات القلبية أو فقدان الوعي أو الوفاة.
ويصاب مدمنو "الكريستال" بمشكلات جسدية كبيرة، بما في ذلك فقدان الوزن الشديد، ومشكلات الأسنان، وتيبس العضلات، ومشكلات القلب والكلى، ونزلات البرد، وتيبس العضلات، وقلة النوم، وصعوبة التركيز والاكتئاب، والسكتات الدماغية، في حين يتسبب التعاطي عن طريق الاستنشاق في حدوث نزيف بالأنف ومشكلات في الجيوب الأنفية أو تلف الأنف في بعض الحالات.
النظام السوري والمخدرات
يشار إلى أن العديد من دول العالم ضبطت، خلال السنوات الماضية، مئات شحنات المخدّرات القادمة مِن مناطق سيطرة نظام الأسد في سوريا، حيث يعدّ النظام وميليشيات إيران المساندة له، وعلى رأسها "حزب الله" اللبناني، مُصدّراً رئيسياً لحبوب "الكبتاغون" المخدّرة، والتي تعدّ مِن أهم مصادر تمويلهم.
وفي كانون الأول الماضي، كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" أن أنشطة النظام السوري في تصنيع المخدرات والاتّجار بها، أسهمت في مضاعفة كمية المخدرات المضبوطة عالمياً عشرات المرات، إذ ضُبط أكثر من 250 مليون حبة "كبتاغون" في جميع أرجاء العالم حتى الآن، أي أكثر من 18 ضعفاً للكمية التي تم الاستيلاء عليها قبل أربع سنوات فقط.
وتجاوزت قيمة تجارة النظام السوري من مخدر الكبتاغون في منطقة الشرق الأوسط خلال العام 2021 أكثر من 5.7 مليارات دولار أميركي، وفق تقرير لمعهد "نيو لاينز".
وسبق أن أعد موقع "تلفزيون سوريا" تقريراً مفصلاً عن عمليات صناعة المخدرات وتهريب مختلف أنواعها عبر نظام الأسد و"حزب الله" من مناطق سيطرتهما داخل سوريا إلى مختلف دول العالم.