icon
التغطية الحية

بعد استئناف تحقيقه.. إفراج عن المتهمين بانفجار بيروت وتوجيه اتهامات للقاضي بيطار

2023.01.26 | 08:29 دمشق

انفجار بيروت
انفجار بيروت (أ ف ب)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

وجه النائب العام اللبناني غسان عويدات اتهامات إلى القاضي طارق البيطار الذي يحقق في انفجار مرفأ بيروت، وأمر بالإفراج عن جميع من جرى اعتقالهم بخصوص الانفجار، مما يعرقل مساعي استئناف التحقيق في الحادث المدمر.

ويشير قرار عويدات إلى تصاعد معارضة المؤسسة الحاكمة في لبنان لجهود القاضي طارق البيطار لاستئناف التحقيق في الانفجار الذي وقع في الرابع من آب 2020 وأودى بحياة أكثر من 220 شخصاً، بحسب وكالة "رويترز".

النائب العام متهم بالأساس

ونقلت الوكالة عن البيطار قوله: إن عويدات "ليس له الحق" في توجيه اتهامات أو الإفراج عن المعتقلين لأن عويدات نفسه ضمن المتهمين بخصوص الانفجار، مضيفاً أنه سيواصل التحقيق إلى أن يُصدر لائحة اتهام.

من جانبه، قال عويدات إنه استدعى البيطار للاستجواب لكنه لم يذكر ما إذا كان قد وجه إليه اتهامات. وذكر مصدر قضائي أن البيطار متهم بسوء إدارة التحقيق، بحسب الوكالة.

وأصدر عويدات أمراً بمنع سفر البيطار بالإضافة إلى قرار يقول إن القاضي لا يملك صلاحية استئناف التحقيق.

وقال عضو في البرلمان من جماعة حزب الله إن قرارات عويدات "خطوة في الطريق الصحيح".

وشن حزب الله حملة على البيطار بسبب مسعاه لاستجواب حلفاء للحزب فيما يتعلق بالتحقيق. وقال الأمين العام للحزب حسن نصر الله عام 2021 إنه يتعين استبعاد البيطار.

وفي عام 2022 تم تعليق التحقيق بعد تدخل سياسي وشكاوى قانونية ضد القاضي.

استئناف التحقيق

واستأنف البيطار يوم الإثنين الماضي، بشكل غير متوقع تحقيقه في الانفجار استناداً إلى رأي قانوني.

وقال مصدر قضائي إن البيطار وجه اتهامات لمسؤولين كبار، حاليين وسابقين، من بينهم عويدات، لكن المصدر لم يحدد طبيعة الاتهامات الموجهة إلى النائب العام.

وكان عويدات قد نأى بنفسه عن أي ضلوع في التحقيق الذي تضمن إصدار البيطار مذكرة اعتقال بحق صهره وزير الأشغال العامة السابق غازي زعيتر.

وتسببت تطورات اليوم في حدوث حالة من الشد والجذب في القضاء اللبناني الذي يخضع للنفوذ السياسي حيث يحدد الساسة الكثير من التعيينات القضائية.

وقال عويدات للوكالة في رسالة نصية إن البيطار هو من سيمثل أمامه.

في حين أكّد البيطار أنه تم إبلاغه شفهياً بالاتهامات الموجهة إليه من عويدات لكنه أوضح أنه لن يحضر جلسة الاستجواب غداً الخميس دون استدعاء كتابي.

وبالنسبة للبنانيين الذين استبد بهم اليأس في إمكانية مساءلة المسؤولين عن الانفجار، فإن البيطار يرمز إلى الأمل في أن تتحقق العدالة يوماً ما في بلد لطالما كان الإفلات من العقاب هو القاعدة.

والتقى البيطار مع محققين فرنسيين زاروا بيروت الأسبوع الماضي في إطار تحقيق فرنسي في الانفجار الذي كان من بين ضحاياه مواطنان فرنسيان. ولم يتمكن من تبادل المستندات معهم في ذلك الوقت بسبب توقف التحقيق.

وقال بول نجار الذي فقد ابنته الصغيرة ألكسندرا في الانفجار "عندما سمعنا أن البيطار استأنف التحقيق أخذتنا الدهشة إلى أبعد حد لكننا ما زلنا حذرين بالنظر إلى السرعة التي يمكن أن يوقفوه بها وأعتقد أننا كنا على حق".

وكانت ابنته ستبلغ من العمر ستة أعوام اليوم الخميس.

إفراج عن جميع المتهمين

وأمر عويدات أيضاً بالإفراج عن جميع من تم اعتقالهم فيما يتعلق بالتحقيق "دون استثناء"، لكنه قال إنه سيتم منعهم من السفر.

وقالت منظمة العفو الدولية إن 17 شخصاً على الأقل اعتقلوا منذ عام 2020 فيما يتعلق بالقضية، في ظروف قالت إنها قد تشكل انتهاكاً لحقوقهم في الإجراءات القانونية الواجبة.

وقالت شقيقة بدري ضاهر الذي كان يتولى منصب مدير الجمارك اللبنانية وقت الانفجار إن السلطات أفرجت عن شقيقها الذي كان أكبر مسؤول يتم اعتقاله في أعقاب الانفجار.

والانفجار هو أحد أكبر الانفجارات غير النووية المسجلة ونجم عن تخزين مئات الأطنان من نترات الأمونيوم داخل المرفأ منذ عام 2013 من دون إجراءات وقائية.

وبالنسبة لكثير من اللبنانيين، فإن الكارثة ترمز إلى الفساد الأوسع نطاقاً وسوء إدارة النخبة الحاكمة الذي دفع لبنان أيضاً إلى انهيار مالي مدمر.