تعرض قائد "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي، لضغوطات كبيرة من قبل "حزب العمال الكردستاني" لتحسين علاقته بتنظيم "الشبيبة الثورية" بعد أن وصفهم في وقت سابق بـ "المخربين".
وفي 17 كانون الأول الفائت وصف عبدي في تغريدة، "الشبيبة الثورية" ممن هاجموا مقر المجلس الوطني الكردي وأحرقوه في مدينة الدرباسية شمالي الحسكة بـ "مجموعة من المخربين المخالفين للقانون".
وأضاف أن "قوى الأمن الداخلي تلاحق متسببي الهجوم ليصار إلى اعتقالهم وتقديمهم للعدالة" في حين أشارت مصادر محلية إلى اعتقال الأسايش لعضوين من "الشبيبة الثورية" على خلفية الحادثة.
مظلوم عبدي يثير غضب قيادات PKK
وجاءت تغريدة عبدي بحسب مصدر مطلع بضغط من الخارجية الأميركية التي تعمل على تهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية بقيادة (PYD) والمجلس الوطني الكردي المعارض.
وأوضح المصدر أن "تغريدة عبدي حول الشبيبة الثورية أثارت غضب قيادة حزب العمال الكردستاني التي تعتبر تنظيم الشبيبة الثورية، الركيزة الأساسية لنشر أيديولوجيا الحزب في المجتمع المحلي وتحظى بالدعم الكامل من قبل الحزب".
وأشار إلى أن "العمال الكردستاني يعتبر تجنيد الأطفال والشباب ضمن صفوف الشبيبة الثورية خطوة أولى لإخضاعهم لتدريبات عسكرية ودورات فكرية وأيديولوجية تمتد لسنوات قبل توليهم مناصب قيادية ومهمة في الحزب".
عبدي يجتمع مع الشبيبة الثورية بضغط من PKK
وفي خطوة غريبة، وبالرغم من قلة تحركات قائد قسد خارج مقره بريف الحسكة شارك مظلوم عبدي خلال الأربعة أسابيع الماضية في ثلاثة اجتماعات منفصلة لتنظيم "الشبيبة الثورية" في مدن الحسكة والرقة ومنبج.
وأشار المصدر إلى أن "العمال الكردستاني مارس ضغوطات كبيرة على عبدي لتحسين علاقته بالشبيبة الثورية وألزمه بالمشاركة في اجتماعات التنظيم وإبداء دعمه للشبيبة".
وقال عبدي خلال مشاركته في الاجتماع الشهري "للشبيبة الثورية" في 9 كانون الثاني الفائت إن "الشبيبة الثورية لعبت دوراً ريادياً في كل جوانب هذه الثورة وارتقت إلى مهمة القيادة والطليعة" بحسب ما نقله موقع "الشبيبة الثورية".
وأبدى عبدي دعمه الكامل لـ "الشبيبة الثورية" خلال كلمات ألقاها في اجتماعاته الأخيرة في حين أظهرت صور ومقاطع فيديو متداولة وجود أطفال وقصر ضمن الاجتماعات التي حضرها عبدي.
وذكرت عدة مصادر لموقع تلفزيون سوريا أن "العلاقة بين قائد قسد وقادة الشبيبة الثورية شهدت حالة احتقان كبيرة خلال الفترة الماضية لا سيما مع ازدياد الضغط على عبدي من جراء خطف وتجنيد عشرات الأطفال من قبل التنظيم".
وانتقد ناشطون مشاركة عبدي في اجتماعات الشبيبة الثورية، معتبرين أن ظهوره في اجتماعات التنظيم وسط وجود الأطفال دليل على زيف ادعائه بمكافحة "تجنيد الأطفال" في صفوف قسد.
وتداول ناشطون ومنصات إعلامية صوراً لعبدي مع عضو من الشبيبة الثورية شارك في الهجوم على معبر فيشخابور/ سيمالكا، إذ تسبب الهجوم بإغلاق المعبر لأكثر من شهر وتوتر العلاقة بين إقليم كردستان العراق و"الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا، ما دفع الخارجية الأميركية للتوسط لإعادة فتح المعبر.
مَن هي "الشبيبة الثورية"؟
و"الشبيبة الثورية" أو ما يعرف كردياً بـ "جوانن شورشكر- Ciwanên Şoreşger"، هي مجموعة تتألف من شبان وشابات - معظمهم قاصرون - لا يتبعون فعلياً لأي من مؤسسات "الإدارة الذاتية"، ويُقادون من قبل كوادر (قادة عسكريين) ينتمون لـ "حزب العمال الكردستاني - PKK".
وتُتهم "الشبيبة الثورية" بالوقوف خلف عمليات تجنيد الأطفال والقاصرين وحرق مقار الأحزاب المعارضة لـ "لإدارة الذاتية" إلى جانب تهديد وخطف الناشطين السياسيين والمعارضين في المنطقة.
ومن أبرز معسكرات "الشبيبة الثورية" معسكر (تل موزان) في منطقة عامودا ومعسكر (كبكا) في ريف القامشلي الجنوبي، ومعسكر (مشتى النور) جنوبي عين العرب (كوباني) إضافة إلى معسكر آخر في المالكية شرقي الحسكة.