كانت صدمة الزلزال المدمر الذي ضرب مدن الجنوب التركي ومناطق شمال سوريا كبيرة جداً على جميع من عاشها، لكن بعد الاستيقاظ من الصدمة التي استمرت لنحو 65 ثانية فقط كان مهولاً.
وفي مشاهد حصل عليها موقع "تلفزيون سوريا" من مشفى جامعة أنطاكيا (مصطفى كمال)، كانت جثامين الضحايا مكدسة فوق بعضها البعض، بشكل يثير الرعب والصدمة في نفس كل من يراها.
جثامين مكدسة
وتظهر المقاطع المصورة تكدس الجثامين بالمئات بإحدى ممرات المشفى التي نجت بشكل شبه كامل من الزلزال، حيث تبعد نحو 16 كيلومتراً عن مركز أنطاكيا المدينة.
كما أن الفيديو يكشف مئات المصابين مستلقين في ممرات الانتظار وغرف الإسعاف على الأسرة ويفترشون الأرض ويئنون من آلامهم وأوجاعهم.
تسبب الزلزال المدمر بخروج الكثير من المستشفيات عن الخدمة في مدن الجنوب التركي إما لانهيارها أو تهدم أجزاء منها، في واحدة من أصعب التحديات التي واجهت الفرق الطبية المقيمة والمساندة.
وبعد ساعات من الزلزال توجهت الفرق الطبية من الولايات التركية الكبرى إسطنبول وأنقرة وإزمير وبورصة وغيرها باتجاه ما تبقى من مشافٍ ما زالت قيد الخدمة.
وقالت إحدى الطبيبات السوريات التي طلب منها التوجه مباشرة من إسطنبول إلى هاتاي، إن أولى الفرق الطبية من إسطنبول انطلقت بالطائرة من مطار صبيحة جوكشين الدولي بالطرف الآسيوي إلى مطار أضنة بحدود الساعة الواحدة ظهراً، ومنها إلى مستشفى أنطاكيا الجامعي.
مشاهد صادمة لتكدس الضحايا في مستشفى مصطفى كمال بأنطاكية باليوم الثاني من الزلزال @nasseralkadri1#تلفزيون_سوريا #زلزال_تركيا_سوريا #هزة_أرضية #HelpSyria
— تلفزيون سوريا (@syr_television) February 13, 2023
WARNING: This video contains graphic content and may be upsetting to some people pic.twitter.com/EjysrBdTBL
مستشفيات خارج الخدمة
وأضافت الطبيبة لموقع "تلفزيون سوريا" أن العاصفة الثلجية والأحوال الجوية السيئة التي كانت تضرب العديد من الولايات التركية حينها أخّرت وصول طائرات الطواقم الطبية المساندة، حيث تأخرت أكثر من رحلة كانت تحمل مئات الأطباء والممرضين والعاملين الصحيين.
وقال د.مهمت أحد أطباء مستشفى أنطاكيا القديم الناجين من الزلزال، أنا مصدوم جداً، المشفى خرج عن الخدمة ودُمرت أجزاء كثيرة منه، الجثث في كل مكان.
وكما هو معروف الطبيب لا يجد مشكلة برؤية الجثث لكن الواقع المرير الذي أصيبت به هاتاي جعل الأمر على الطواقم الطبية صعباً جداً، بحسب د.مهمت.
وتم إنقاذ عدد من المرضى أصيب الكثير منهم بجروح، في حين قضى عدد منهم في العديد من مستشفيات أنطاكيا الخاصة مثل مشفى دفنة، والمستشفى الأكاديمي الذي خرج عن الخدمة نهائياً.
أطباء بلا نوم لأيام
وقالت الطبيبة السورية أدى خروج المستشفيات الخاصة ومشفى الدولة عن الخدمة إلى زيادة الضغط الكبير على الكادر الطبي في المستشفى الجامعي، خاصة في اليومين الثاني والثالث لحدوث الزلزال.
وأضافت أن عدد المصابين الذين نقلوا للمشفى كان هائلاً بشكل كبير جداً، حيث كان التنقل في ممرات المستشفى صعباً بسبب تكدس جثامين الضحايا والجرحى.
واعتباراً من اليوم الثالث تحسنت الأوضاع بخصوص قدوم عدد جيد من الأطباء والكوادر الصحية بعد أن كان هناك نقص في أول يومين.
وأشارت الطبيبة السورية إلى أن المستشفى الجامعي الذي كان يخدم ولاية هاتاي وما حولها شهد نقصاً واسعاً في المعقمات والقفازات والضمادات، الأمر الذي دفع الأطباء لتعقيم الأدوات باليود يدوياً.
أما بالنسبة لغرفة العمليات الأساسية بالمشفى فقد خرجت عن الخدمة، وتم تأسيس غرفة إسعاف بقسم العاجل من أجل التدخلات الإسعافية السريعة ثم نقلهم إلى المستشفيات المجهزة بشكل أفضل مثل مشافي أضنة وأنقرة وإسطنبول وغيرها.
ولم يحصِ الأطباء العاملون في المستشفى عدد المصابين الذين عالجوهم لكثرتهم.
ولم يستطع مئات الأطباء الخلود إلى النوم والحصول على قسط من الراحة أو حتى الطعام خصوصاً في أول يومين من الزلزال، من حجم الكارثة وأعداد المصابين.
وتمّ تخصيص الطابق الأول من المستشفى الجامعي في أنطاكيا لجثامين الضحايا الذين قضوا بعد إصابتهم.
وكان أكثر الاختصاصات المطلوبة في مستشفيات مناطق الزلزال هي الجراحة العظمية بسبب كثرة الكسور والإصابات من هذا النوع في الجسم، إلى جانب اختصاصات التوليد.