عزلت قوات النظام السوري قائد ميليشيا "الدفاع الوطني" التابع لها في محافظة الحسكة، اليوم الأربعاء، كما سيطرت على كامل مقار الميليشيا في المنطقة.
وكشفت مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا بأنّ النظام السوري أرسل بناء على ضغط روسي، الأسبوع الفائت، لجنة أمنية من دمشق بصلاحيات واسعة للتحقيق في أحداث التوتر التي شهدتها الحسكة، الشهر الفائت، بين قبيلة الجبور وقائد ميليشيا الدفاع الوطني عبد القادر حمو".
عزل قائد ميليشيا "الدفاع الوطني" عبد القادر حمو
وقرّرت اللجنة عزل "حمو" ووضعه تحت الإقامة الجبرية وإعادة هيكلة ميليشيا "الدفاع الوطني" وتقويض نفوذها في محافظة الحسكة، وجعلها تابعة ومرتبطة بشكل مباشر بقوات النظام وتحت إشراف قائدها العسكري اللواء منذر سعد إبراهيم.
ووفق المصادر، عَيّن النظام العقيد سمير إسماعيل مسؤولاً عن ميليشيا "الدفاع الوطني" في محافظة الحسكة، بعد أن كان مسؤولاً للميليشيا ذاتها في مدينة القامشلي، بالتزامن مع استمرار اللجنة بدراسة اتخاذ الإجراءات المناسبة بحق "حمو".
وسبق أن أعلن محافظ الحسكة التابع للنظام لؤي صيوح، في وقتٍ سابق، عزل "حمو" - المدعوم من ميليشيات إيران - من منصبه، وتداولت صفحات مقرّبة من النظام خبر تعيين المدعو يوسف حماد، خلفاً له.
لكن مصادر قالت حينذاك، إنّ "حمو" ما يزال في منصبه، وقد ظهر بعد أيام من إعلان عزله في مقطع فيديو وهو يتجوّل برفقة ابنه وأحد مرافقيه محاطاً بعشرات المسلّحين وسيارات الدفع الرباعي.
وبعد تهديد "حمو" بتحويل المربّع الأمني إلى منطقة مواجهة عسكرية مفتوحة في حال تصعيد النظام ضده، عقب التوتر الأخير مع قبيلة الجبور، فوجئ بانشقاق معظم عناصره وتسليم أنفسهم لأجهزة أمن النظام، خشية تعرّضهم للمحاسبة.
ومنذ أيام، بدأت قوات النظام بفتح العديد من الطرق المغلقة وإزالة الحواجز الإسمنتية داخل منطقة المربع الأمني في مدينة الحسكة لـ"تسهيل حركة المرور"، بتوجيهات من اللجنة الأمنية.
ضغوط روسية تدفع النظام للتخلّي عن "الدفاع الوطني" مجدداً
كشف مصدر مطلع لـ موقع تلفزيون سوريا عن أنّ "اللجنة الأمنية أُرسلت من دمشق بتوجيهات من القصر الجمهوري بعد ضغط روسي يطالب بتحسين الوضع الأمني في مناطق سيطرة النظام شرقي سوريا، وتقويض نفوذ الميليشيات الإيرانية".
ومطلع شهر آب الفائت، كشفت مصادر عن "مشاركة قادة من القوات الروسية في اجتماع مغلق مع القائد العسكري وقائد الشرطة ومحافظ الحسكة لمناقشة سبل حل الخلافات وخفض التوتر مع قبيلة الجبور".
وزار وفد عسكري روسي، منتصف آب، منزل الشيخ عبد العزيز المسلط - أحد شيوخ قبيلة الجبور في مدينة الحسكة - عقب تعرضه للاعتداء من قبل قائد ميليشيا "الدفاع الوطني"، ووعدوا القبيلة بنقل مطالبهم إلى قيادة النظام في دمشق.
وبحسب المصدر جاءت التحركات الروسية خشية استغلال "قوات سوريا الديمقراطية - قسد" بدعم أميركي للتوتر بين قبيلة الجبور وميليشيا "الدفاع الوطني"، بهدف تصعيد الوضع وإخراج النظام من مناطق جديدة داخل الحسكة.
وسبق أن ضغطت القوات الروسية على النظام السوري لوقف الدعم عن ميليشيا "الدفاع الوطني" في مدينة القامشلي، عقب نشوب معارك بين الميليشيا و"قسد"، عام 2021، أفضت إلى طرد الميليشيا من حي طي جنوبي القامشلي وفرض "قسد" سيطرتها عليه.
"قسد" تتمدد في القامشلي
طردت "قوات سوريا الديمقراطية - قسد"، خلال الأيام الماضية، النظام السوري وموظفيه من عدة مؤسسات ومراكز في المربّع الأمني بمدينة القامشلي، كما سيطرت على المركز الثقافي ورابطة الشبيبة ومعهد الثقافة الشعبية.
وجاءت تحركات "قسد" الأخيرة في إطار الإجراءات الأمنية المشدّدة وحالة الاستنفار لعناصرها في محافظة الحسكة، إثر اندلاع مواجهات عسكرية لنحو أسبوعين بين عناصرها ومقاتلي العشائر العربية في دير الزور.
يشار إلى أنّ "قسد" ما تزال تشدّد من إجراءاتها الأمنية في محيط المربع الأمني بالقامشلي، وتنشر عناصرها في مداخل ومخارج المدينة، في ظل عملها المستمر على توسيع مناطق نفوذها في المدينة.