ذكرت صحيفة "هآرتس" أن البيان الأميركي، الذي يصدره الكونغرس مرة كل خمس سنوات، بمناسبة احتفال إسرائيل بذكرى "التأسيس" لم يتضمن الدعوة إلى مبدأ "حل الدولتين" الذي طالما تعلن واشنطن تمسكها به كأساس لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة، في خطوة غير عادية لم يتضمن البيان الأميركي الداعم لإسرائيل إشارة صريحة إلى الفلسطينيين وتحقيق حل الدولتين.
وبحسب الصحيفة، من المقرر أن يقدم مشرعون أميركيون، من الجمهوريين والديمقراطيين، مسودة لإعلان سيتم إصداره تكريماً لعيد "استقلال إسرائيل" الخامس والسبعين.
تحتفل إسرائيل، اليوم الأربعاء، بالذكرى الـ 75 لـ "قيام إسرائيل"، في 26 نيسان/أبريل من كل عام، التي أقامتها على الأرض الفلسطينية في عام 1948، وهي ما يطلق عليه فلسطينياً وعربياً ذكرى "النكبة".
وجرت العادة كل خمس سنوات أن يصدر المشرعون في الكونغرس من كلا الحزبين في الولايات المتحدة، بياناً بالتزامن مع الاحتفالات الإسرائيلية لتجديد التأكيد على دعم إسرائيل.
بيان مثير للجدل
ونقلت "هآرتس" عن مسؤول سياسي إسرائيلي، وصفته بأنه كان ضالعاً، في الأيام الأخيرة، في صياغة البيان الأميركي الحالي، أن الصياغة المختارة للبيان تشكل أهمية لموقف واشنطن من إسرائيل.
وأشارت "هآرتس" إلى أن حقيقة غياب "حل الدولتين" عن الوثيقة لفتت انتباه القيادة الديمقراطية والجماعات الموالية لإسرائيل والسفارة الإسرائيلية في واشنطن، الأمر الذي يعد خطوة لصالح إسرائيل.
وتضمن البيان التأكيد على التشجيع لتوسيع وتعزيز اتفاقيات أبراهام من أجل تحفيز الدول الأخرى على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأهمية التطبيع بالنسبة لدول المنطقة.
في المقابل، يتعارض هذا البيان مع الجهود التي تبذلها إدارة بايدن حالياً، والتي تركز على تعزيز عملية سياسية مع الفلسطينيين في الوقت نفسه الذي يتم فيه دمج إسرائيل في الشرق الأوسط، وفقاً لـ "هآرتس".
كما يمثل هذا النص موقفاً مثيراً للجدل بين المشرعين الديمقراطيين التقدميين الذين دعوا في الأشهر الأخيرة إلى إعادة التفكير في المساعدة العسكرية لإسرائيل، لضمان عدم استخدامها لانتهاك حقوق الإنسان.
تعتبر المساعدات الأميركية الخارجية لإسرائيل أحد أهم ركائز العلاقات بين البلدين، ويتجاوز الدعم العسكرية سنوياً 3 مليارات دولار تقدمها واشنطن لتل أبيب.
بايدن فخور بدعم إسرائيل
بدوره، أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان نشره البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، بمناسبة الاحتفالات الإسرائيلية يعبر عن دعمه لإسرائيل.
وقال بايدن، إن الولايات المتحدة "فخورة بكونها من أوائل أصدقاء وحلفاء إسرائيل".
وأضاف بايدن، بصفتي صديقاً دائماً وداعماً لدولة إسرائيل، فقد عملت طوال مسيرتي المهنية لتعميق وتقوية شراكتنا، ورأيت بنفسي الفوائد التي تعود على بلدينا.
يشار إلى أن علاقة الإدارة الأميركية الحالية مع الحكومة الإسرائيلية يسودها التوتر، وقد انتقدت واشنطن أخيراً التعديلات القضائية التي اقترحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.