يواصل رئيس النظام السوري بشار الأسد تصعيده اللفظي ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك في سلسلة اللقاءات الصحفية التي أجراها من موسكو في زيارته الأخيرة.
وقال بشار الأسد في لقاء مع قناة "روسيا 1"، رداً على سؤال مذيع برنامج "المساء مع سولوفيوف" حول علاقة الصداقة العائلية السابقة بينه وبين الرئيس التركي: "أردوغان هو شخص إخواني ينتمي للإخوان المسلمين بشكل عميق وبشكل معلن وهو لا يخفي هذه الحقيقة، والشخصية الإخوانية أو الإخوان المسلمين بشكل عام يسعون لشيء وحيد هو الوصول إلى السلطة ويستخدمون الدين من أجل الوصول إلى السلطة".
وأضاف أن الأخوان المسلمين "لا يستخدمون الدين من أجل إصلاح المجتمع أو نشر المحبة بين الناس أبداً، لا تعنيهم هذه الأمور. المصلحة الإخوانية هي أولاً.
"إخواني" "انتهازي"
— تلفزيون سوريا (@syr_television) March 18, 2023
بشار #الأسد يتحدث عن علاقته بالرئيس التركي ويضع شروط لقائه#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/ZXUCYQiBRM
وحول وقوف أردوغان إلى جانب الثورة السورية، زعم الأسد أن هناك توجهاً أميركياً خلال حكومة الرئيس السابق باراك أوباما لاستلام الإخوان المسلمين للقيادة في العالم العربي، باعتبار أن الدول العلمانية لم تحقق ما تريده أميركا، حيث لم تتمكن من السيطرة على الشعوب في موضوع التنازل عن الحقوق.
وتابع الأسد في رده: "الحكومة الإخوانية هي حكومة تحكم باسم الدين، وبالتالي هي أقدر على السيطرة على الشعوب بحسب التصور الأميركي، طبعاً كانت النتيجة فشل هذا الموضوع لأن الشعوب العربية لا تفكر بهذه الطريقة، هي تميز بين الدين بمعانيه الحقيقية وبين الطريقة الانتهازية التي يطرحها الإخوان المسلمون".
وأضاف أنه "بالنسبة لشخص إخواني سيذهب باتجاه المصلحة الإخوانية. الوفاء، الصداقة هي أشياء ليس لها قيمة ولا يفكر للحظة بها. فكل تلك العلاقة كانت قيمتها صفراً بالنسبة لهذا الشخص مقابل مصلحة التوجه الإخواني الانتهازي، فلكي تكون إخوانياً لابد أن تكون انتهازياً، لا يمكن أن تكون إخوانياً وتكون صادقاً".
الحوار مع أردوغان
وقال بشار الأسد في رده على سؤال ما إذا كان مستعداً للحوار مع أردوغان: "بدأنا المفاوضات على المستوى الأمني وعلى مستوى وزراء الدفاع، والآن نناقش اللقاء على مستوى معاوني وزراء الخارجية، وربما نصل لوزراء الخارجية وهذا يعتمد على تفاصيل الحوار بيننا وبينهم".
وتابع: "في هذه الحالة لابد من الفصل بين المشاعر الشخصية والمصلحة الوطنية. المصلحة الوطنية هي الأهم فإذا كان هناك أي لقاء مع أي طرف هو أو غيره يحقق مصلحة سورية وينهي الحرب ويوقف نزيف الدماء فمن الطبيعي أن نسير في اتجاهه، هذا الشيء غير قابل للنقاش، لا يجوز أن ننطلق من الغضب أو من غير ذلك من المشاعر هذا خطأ".
شرط الأسد للقاء أردوغان
وخلال لقاء آخر أجرته معه وكالة "سبوتنيك" الروسية، يوم أمس الخميس، اعتبر الأسد اللقاء مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مرتبطاً بالوصول إلى مرحلة تكون تركيا فيها جاهزة بشكل واضح وبدون أي التباس للخروج الكامل من الأراضي السورية، والتوقف عن دعم "الإرهاب"، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل بدء الحرب في سوريا".
وأضاف الأسد أن "هذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن عندها أن يكون هناك لقاء بيني وبين أردوغان"، مشيراً إلى أنه "عدا ذلك، ما قيمة هذا اللقاء، ولماذا نقوم به إن لم يكن سيحقق نتائج نهائية بالنسبة للحرب في سوريا؟".