قال رأس النظام، بشار الأسد، إن قضية اللاجئين في سوريا هي "قضية مفتعلة من قبل الولايات المتحدة الأميركية والدول التابعة لها في جوارنا، لتبرير التدخل في الشؤون السورية ولاحقاً تفتيت الدولة وتحويلها تابعة تعمل لمصالحهم بدلاً من مصالح شعبها".
وأضاف الأسد، في حفل افتتاح "مؤتمر اللاجئين"، الذي يعقد في العاصمة دمشق اليوم، أن "قضية اللاجئين بالنسبة للعالم هي قضية إنسانية، أما بالنسبة لنا فهي قضية وطنية".
وأوضح أن "قيام عدد من الدول باحتضان اللاجئين انطلاقاً من مبادئ إنسانية أخلاقية قابله قيام البعض الآخر من الدول في الغرب وفي منطقتنا أيضاً باستغلالهم أبشع استغلال، من خلال تحويل قضيتهم الإنسانية إلى ورقة سياسية للمساومة".
وأكد الأسد أنه "بالإضافة للضغوط التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في الخارج لمنعهم من العودة، فإن العقوبات الاقتصادية اللاشرعية، والحصار المفروض من قبل النظام الأميركي وحلفائه تعيق جهود مؤسسات النظام التي تهدف لإعادة تأهيل البنية التحتية للمناطق التي دمرها الإرهاب، بحيث يمكن للاجئ العودة والعيش حياة كريمة بظروف طبيعية".
وأشار الأسد إلى أن "الأغلبية الساحقة من السوريين في الخارج باتوا اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، راغبين بالعودة إلى وطنهم، لأنهم يرفضون أن يكونوا رقماً على لوائح الاستثمار السياسي، وورقة بيد الأنظمة الداعمة للإرهاب ضد وطنهم".
اقرأ أيضاً: "القانونيون السوريون": مؤتمر اللاجئين محاولة روسية لتعويم الأسد
وانطلق صباح اليوم في قصر المؤتمرات بالعاصمة دمشق "المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين"، الذي تنظمه حكومة الأسد بدعم ومشاركة من وزارة الدفاع الروسية.
وأكد أمس معاون وزير الخارجية في حكومة النظام، أيمن سوسان، أنه تم توجيه الدعوة إلى كل البلدان للمشاركة في المؤتمر باستثناء تركيا، مشيراً إلى تأكيد مشاركة كل من روسيا والصين وإيران والهند ولبنان والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان وفنزويلا، في حين تشارك الأمم المتحدة بصفة مراقب، موضحاً أن بعض الدول تعرضت لضغوطات لثنيها عن المشاركة في المؤتمر.
وبحسب وسائل إعلام النظام، تتضمن أجندة المؤتمر، الذي يستمر إلى يومين، ورشات عمل، وطاولات مستديرة تناقش مجموعة من القضايا المتعلقة بتسهيل عودة اللاجئين السوريين، في حين يتضمن اليوم الثاني زيارات ميدانية لمراكز إيواء ومراكز طبية ومراكز اجتماعية تُعنى بقضايا النازحين.
ومن المقرر أن يلقي المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف كلمة بالنيابة عن وزير الخارجية الروسي، كما يلقي كلمات كل من الوزيرين اللبنانيين وزير الخارجية شربل وهبة والشؤون الاجتماعية رمزي مشرفية، وكبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني علي أكبر خاجي، والسفير الصيني في دمشق فنغ بياو، وشخصيات أخرى.
اقرأ أيضاً: روسيا: مؤتمر اللاجئين يشكل خرقاً للحصار الدعائي الغربي ضد الأسد
وفي وقت سابق، قال المتحدث الرسمي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، إن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه لن يحضروا "مؤتمر اللاجئين"، مضيفاً أن الاتحاد "يرى أن الأولوية في الوقت الحاضر هي اتخاذ إجراءات حقيقية لتهيئة الظروف الملائمة لعودة آمنة وطوعية وكريمة ومستدامة للاجئين والمشردين داخلياً على مناطقهم الأصلية، بما يتماشى مع القانون الدولي ومعايير الحماية.
وأشار ستانو إلى أنه من أجل عودة اللاجئين إلى سوريا، وكما أصدرت الأمم المتحدة في شباط 2018، يجب أن تتمتع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالوصول الكامل ودون عوائق إلى جميع أنحاء سوريا، ولذلك فإن "المؤتمر سابق لآنه".
كما قالت الحكومة الكندية إنها لن تشارك في المؤتمر، مؤكدة أن كندا "تدعم عودة اللاجئين الآمنة والطوعية والكريمة، إلا أن شروط مثل هذه العودة في سوريا غير موجودة".
اقرأ أيضاً: مؤتمر روسيا للاجئين في دمشق.. قفزة جديدة فوق المجتمع الدولي