حذر بطريرك الموارنة في لبنان، بشارة الراعي، من أن بقاء اللاجئين السوريين في لبنان سيفرض عليهم "حرباً ثانية"، في ظل تنامي العداء ضدهم من قبل بعض اللبنانيين، مع توسع الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في البلاد.
وقال بشارة الراعي في تصريحات هي الأولى من نوعها تصدر عن مرجعية دينية في لبنان، أمس الأحد، "فرضت عليكم الحرب الأولى، وإن لم تعودوا إلى منازلكم فأنتم تفرضون على أنفسكم الحرب الثانية"، بحسب قناة "الجديد" المحلية.
وأضاف مشددا على ضرورة رحيلهم، قائلاً "لا يمكنكم البقاء على حساب لبنان".
وكشف الراعي أن "البابا كان يريد أن يبقى السوريون في لبنان لكنني قدمت له تقريراً مفصلاً اقتصادياً واجتماعياً عن تأثيرهم على لبنان وتغيير معالمهم وتابع "بكرا شي واحد يطلعلنا بشي مرسوم تجنيس".
وتتناغم هذه التحذيرات مع تصريحات معظم المسؤولين في لبنان، والذين يطالبون بإعادة اللاجئين السوريين في لبنان إلى مناطق سيطرة النظام السوري، معتبرين أن حل الأزمة الاقتصادية في البلاد يبدأ بعودتهم.
الجدير بالذكر أن بشارة الراعي كان على لائحة اغتيالات النظام السوري عام 2012 إلى جانب شخصيات سياسية ودينية لبنانية أخرى، عبر متفجرات نقلها الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة إلى الأراضي اللبنانية، قبل أن يتم الكشف عن المخطط وإلقاء القبض عليه.
الواقع المزري للسوريين في لبنان
وبحسب إحصائيات الحكومة اللبنانية، فقد بلغ عدد اللاجئين السوريين على أراضيها نحو 1.8 مليون، منهم قرابة 880 ألفاً مسجلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. بينما يوجد نحو 200 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان وفق الإحصائيات الحكومية.
ويعيش أولئك السوريون أوضاعاً إنسانية صعبة سواء داخل المخيمات أو خارجها، ويأمل معظمهم بالخروج من لبنان بطرق قانونية عبر مفوضية شؤون اللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي أو بطرق غير قانونية بحثاً عن حياة أفضل بعد معاناتهم في لبنان.