برأت محكمة ألمانية شاباً سورياً يبلغ من العمر 29 عاماً متهماً بارتكاب عدة جرائم، منها إضرام النار في مركز الرعاية الطبية في بلدة إسني بولاية بادن - فورتمبيرغ جنوب غربي ألمانيا نهاية نيسان الفائت.
وقالت صحيفة (allgäuer) الألمانية إن "المحاكمة استمرت عدة أيام وأدخل بعدها المتهم إلى مستشفى للأمراض النفسية، حيث كانت المحكمة برئاسة القاضي دانيال شولز، مقتنعة بأن جميع الجرائم التي ارتكبت، كان خلالها المتهم يمر في حالة مرضية نفسية، وبالتالي فهو بريء".
وفي تبرير الحكم، قال رئيس المحكمة إن "المتهم يعاني من صدمة شديدة في الدماغ بسبب حادث مروري في سوريا عام 2011، والتي لم يتم علاجها بشكل كافٍ، ولا يزال الشاب الذي قدم إلى بلدة إسني عام 2015، لا يزال يعاني اليوم من العواقب التي تسببت بارتكاب الجرائم".
وأضاف أنه "بسبب المرض، كان المتهم بالكاد قادراً على العمل، وقضى معظم فترة وجوده في ألمانيا من دون عمل وكان يتلقى المساعدات من مركز اللاجئين الذي كان يعيش فيه بالبلدة، ومنذ نيسان الفائت يعيش في مركز الطب النفسي من أجل العلاج".
"عندما ارتكب الجرائم كان لا يعي ما يفعل"
القاضي أشار إلى أن المتهم عندما ارتكب الجرائم كان في حالة لا يعي فيها ما يفعل، فعلى سبيل المثال، عندما مر في بلدة إسني متنكراً على شكل "عميل سري" وعندما حرق نقطة الاتصال في مركز اللاجئين، وأتلف سيارة المدير كان يمر في مراحل وهمية وفي حالة ذهان عقلي.
كما أشهر المتهم مسدساً فارغاً في الأماكن العامة، حيث دخل إلى سوبر ماركت، وتصرف مع الآخرين بشكل عدواني، وتمدد على الأرض ليأكل الحلوى، وألقى كوباً من عصير التفاح على الأرض أمام السوق قبل أن توقفه الشرطة.
وأفاد القاضي شولتز بأن "الشاب البالغ من العمر 29 عاماً كان مهووسا بالنيران والأسلحة، حيث التقط صوراً لنفسه مرتدياً ملابس نسائية ويحمل مسدساً وسكيناً ونشر الصور على الإنترنت".
وقال الشاب السوري خلال المحاكمة إنه "في عام 2020 سمع أصواتاً في الليل، كما لو أن شخصاً آخر يتحدث إليه". مضيفاً أن "المحكمة لم تستطع أن تفهم ذكرياته عن طفولته وشبابه، أو أن لديه ابناً يعيش مع جدته في تركيا، أو أن لديه تجربة زواج فاشل، أو حول انتقاله للعمل في لبنان عندما كان طفلاً".