عادت عمليات استخراج المحروقات من مادة البلاستيك من جديد إلى الغوطة الشرقية في ريف دمشق بعد سيطرة قوات النظام عليها عام 2018.
وأفاد مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا بأن "أحد المزارعين في غوطة دمشق الشرقية قام بإنشاء ورشة خاصة لاستخراج مادتي المازوت والبنزين من مخلفات البلاستيك".
وأضاف أن "السبب الرئيسي لاستخراج هذه المواد رغم خطورة عمليات الاستخراج هو غلاء المحروقات وفقدانها، وخصوصاً بعد رفع حكومة النظام لأسعار البنزين والمازوت اللازم لري المساحات المزروعة".
وقال المزارع أبو حسام (اسم مستعار) "إن الهدف الأساسي من إنشائه مصفاة صغيرة لاستخراج الوقود وخصوصاً المازوت هو من أجل تزويد موتورات المياه الزراعية (اللستر) وتشغيلها لسقاية المزروعات".
وأضاف أن "المادة المستخدمة في عملية الإنتاج والتكرير هي أنابيب المياه المستخدمة في مد شبكات المياه (البوري الأخضر) وأنابيب الصرف الصحي التالفة في الأبنية المدمرة ومخلفات الأقفاص والأواني المنزلية".
وأوضح أن المواد التي يستعملها في عملية الحرق هي نفايات من مخلفات الألبسة والكرتون والورق وأكياس النايلون"، مشيراً إلى أنه يقوم بعملية التكرير ليلاً بأحد الأقبية وبالسر، كي يتجنب التعرض للمساءلة أو الاعتقال من قبل قوات النظام.
ولفت إلى أن كلفة الليتر الواحد من مادة الوقود التي يستخرجها تتراوح بين الـ 400 والـ 500 ليرة سورية، بحسب نوع المادة البلاستيكية التي يشتريها ويستخدمها في عملية التكرير، وأما كمية الإنتاج فتقدر بين 20 و30 ليتراً كل 48 ساعة.
وبحسب خريطة نشرها برنامج "الغذاء العالمي" في 24 تموز الجاري فإن سعر المازوت بالسوق السوداء في مناطق سيطرة النظام وصل في دمشق إلى 2107 ليرات سورية وفي ريف دمشق 2090 ليرة.
وأصدرت حكومة نظام الأسد في السابع من الشهر ذاته قراراً رفعت بموجبه سعر مادة المازوت أكثر من الضعفين لكل القطاعات العامة والخاصة بما فيها المؤسسة السورية للمخابز ومخابز القطاع الخاص ليصبح بـ 500 ليرة سورية لليتر الواحد.
ويعاني السكان في مناطق سيطرة النظام من شح المحروقات، حيث تصطف السيارات على محطات الوقود لساعات ولأيام في بعض المناطق لملء خزاناتها بالوقود، بالإضافة إلى ندرة وسائل النقل العامة منها والخاصة بسبب شح المحروقات.
ومنذ 2014 بدأ أهالي مدينة دوما في ريف دمشق التي كانت تحاصرها قوات الأسد آنذاك، باستخراج الوقود من مادة البلاستيك بعد معالجتها من أجل تشغيل مولداتهم الكهربائية والآليات الضرورية، بعد أن تسبب النقص الحاد في الوقود خلال الحصار بتعطيل الزراعة والنقل وغيرها.