أسفرت ظاهرة "الجزر الأعظمي" التي يشهدها الشاطئ السوري وبعض شواطئ البحر الأبيض المتوسط، منذ 20 يوماً، عن نفوق أعداد كبيرة من الأحياء القاعية التي تعيش في المنطقة الشاطئية.
ونقل موقع "أثر برس" عن الأستاذة في قسم البيولوجيا البحرية في المعهد العالي للبحوث البحرية بجامعة تشرين، ازدهار عمار قولها إنه "تم توثيق نفوق أعداد كبيرة من الرخويات مثل "بلح البحر"، "البطليموس" بأنواعه، البرونق بنوعيه، بالإضافة إلى نفوق أفراد من السرطانات البحرية، أنواع من القريدس، الأسماك الصغيرة، الديدان الحلقية، الطحالب التي تعيش في هذا الحزام المتكشّف".
وأكدت أن أسباب نفوق هذه الكائنات في المناطق الخاضعة للجزر يعود إلى "انحسار المياه لمدة 20 يوماً، وهي المدة التي فاقت قدرة هذه الكائنات على التحمّل، حيث انخفض مستوى مياه البحر في بعض المناطق إلى نحو 70 سم، ما أدى إلى تكشّف الكائنات البحرية الموجودة في المنطقة الشاطئية، وتعرّضها لأشعة الشمس والهواء وعدم تمكنها من تنفس الأوكسجين المنحل بالماء ما يتسبب بنفوقها".
وأشارت عمار إلى أنه "على الرغم من توثيق نفوق أعداد كبيرة من الكائنات البحرية في المنطقة الشاطئية، فإن هناك كائنات لا تزال حيّة، ولا يمكن القيام بأي عمل في هذا الموضوع سوى انتظار عودة حالة الجزر إلى طبيعتها".
وأوضحت عمار أن "ظاهرة الجزر التي يشهدها الشاطئ السوري وبعض شواطئ البحر الأبيض المتوسط، تصنف كجزر أكبر من المعتاد (higher than usual tide) وهي مرتبطة بمجموعة من العوامل أهمها الشمس والقمر وشكل الشاطئ وزاوية التقاء قاع البحر مع اليابسة والتيارات البحرية والرياح السائدة، إذ إن مراكز علمية عالمية كانت توقعت حدوثها، قبل تشرين الثاني عام 2022".