استقال عشرات من سائقي مسؤولي "الإدارة الذاتية" و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) من وظيفتهم، على خلفية تزايد استهداف المسيّرات التركية لمواقع "قسد" وتحركات قادتها في شمال شرقي سوريا.
وأفاد مصدر من "قسد" - طلب عدم الكشف عن اسمه - لـ موقع تلفزيون سوريا، بأنّ "العشرات من سائقي مسؤولي قسد والإدارة الذاتية في محافظة الحسكة استقالوا، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، من جراء تزايد هجمات المسيّرات التركية في المنطقة".
وأوضح المصدر أنّ "غالبية المسؤولين يقودون سياراتهم بأنفسهم حالياً، كما أنّهم يتجنّبون الخروج من المدن والبلدات التي يقيمون فيها بشكل دائم".
"مراكز قيادية وإدارية مؤقّتة"
وبحسب المصدر فإنّ "قسد أسّست مراكز قيادية وإدارية مؤقّتة في المدن والبلدات على الشريط الحدودي مع تركيا من شمالي الحسكة إلى شمالي مدينة عين العرب (كوباني) شمال شرقي حلب".
ويشير المصدر إلى أنّ "المسؤولين العسكريين والمدنيين أصبحوا يداومون في المراكز المؤقّتة، بدلاً من التنقّل بين مدن وبلدات المنطقة التي توجد فيها المراكز الرئيسية لـ قيادة قسد ومؤسسات الإدارة الذاتية".
وتتخذ "الإدارة الذاتية" من مدينة عامودا مركزاً للمجلس التنفيذي لإقليم الجزيرة (محافظة الحسكة)، وتوجد فيها غالبية هيئات ومكاتب الإقليم، في حين تتمركز الهيئات والمكاتب الأخرى في مدينتي القامشلي والحسكة.
وتقضي الإجراءات الجديدة بمنع تنقّل المسؤولين بين المدن والبلدات، مع الدوام في مراكز إدارية وعسكرية مؤقتة داخل المدن التي يقطنون بها، والتنقّل بسيارات لا تثير الشبهة وبشكل فردي".
وذكر المصدر أنّ العديد من المسؤولين في "الإدارة الذاتية" عمَدوا إلى تسليم سياراتهم الحديثة واستخدام سيارات صغيرة، بعضها ملكية خاصة، في حين يعمل بعضهم على تبديل سياراتهم بشكل شبه يومي، تفادياً للضربات الجويّة للمسيّرات التركية".
ومنذ مطلع العام الجاري، زادت نسبة الاستقالات في صفوف القوات العسكرية والأمنية التابعة لـ"قسد"، بسبب الاستهدافات التركية المستمرة، وسط تبادل الاتهامات بـ"الخيانة" بين عناصر ومسؤولي هذه القوات.
وذكر المصدر أنّ "العديد من سائقي ومرافقي قادة قسد، تعرّضوا للاعتقال بتهمة تزويد تركيا بإحداثيات المواقع العسكرية وتحرّكات القادة في المنطقة".
تركيا تكثّف استهدافها لـ"قسد" في الحسكة
يوم الخميس الفائت، قُتل أربعة عناصر من "قسد" وأصيب آخر بغارة نفّذتها طائرة مسيّرة تركية في مدينة القامشلي شمالي الحسكة.
وفي أواخر تموز الفائت، استهدفت طائرة مُسيّرة تركية معسكراً لـ"قسد" شمالي الحسكة، ما أسفر عن مقتل وجرح أكثر من 10 عناصر.
وقبلها، قُتل 3 عناصر من "قسد" - أحدهم قيادي - وأصيب 4 آخرون، إثر استهداف مسيّرة تركية لسيارتين عسكريتين على الطريق الواصل بين قريتي تل معروف وخزنة شرقي القامشلي.
اقرأ أيضاً.. تركيا تنشر مشاهد عن استهداف مسيّراتها لـ"قسد" في ريف حلب
يشار إلى أنّ الاستهدافات التركيّة في عموم مناطق سيطرة "قسد" شمالي سوريا، تزايدت بعد قصف "قسد" منطقة حدودية في ولاية كلّس جنوبي تركيا، منتصف حزيران الماضي، ما أدّى إلى وقوع قتلى وجرحى.