تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا بخسارة كثير من الطلاب السوريين لدراستهم في الجامعات الأوكرانية بعد أن تكلفوا آلاف الدولارات للحصول على شهادات جامعية تؤمن لهم مستقبلاً بعد أن دمرت الحرب التي يشنها نظام الأسد بلادهم.
اللاجئ السوري (لؤي. ج) الذي هرب من أوكرانيا الشهر الماضي بعد اندلاع الحرب فيها قال لموقع تلفزيون سوريا: "كنت أعيش في أوكرانيا منذ عام 2016 وكنت أسكن في مدينة أوديسا وأدرس هناك في السنة الخامسة في جامعة أوديسا الطبية".
وكان لؤي يدفع مبلغ 4500 دولار كرسم للسنة الدراسية ويزداد المبلغ مئة يورو كل عام دراسي جديد، بحسب ما قال.
وعن المشكلات التي كان يعاني منها، يقول لؤي إن "من أبرز المشكلات التي عانيت منها هي أني درست اللغة الروسية منذ وصولي إلى أوكرانيا لكن في عام 2019 قررت السلطات استخدام اللغة الأوكرانية كلغة رسمية وحيدة في الدوائر الحكومية في حين واصلت الجامعة تدريسنا باللغة الروسية على أن تدرس الطلاب الجدد باللغة الأوكرانية".
ويضيف لؤي "عندما اندلعت الحرب قررت الهروب من البلد لكني ترددت قليلاً كوني في السنة الخامسة في كلية الطب وكان من المفترض أن أتخرج في الشهر السادس من هذه العام"، مضيفاً "لكني بعد ذلك قررت أن أهرب من البلد بسبب ازدياد سوء الوضع الأمني".
ويقول إنه سيتواصل مع الجامعة عله يستطيع تقديم امتحاناته الأخيرة عن بعد في حال كان ذلك ممكن، مشيراً إلى أنه ينتظر أيضاً قرارات الجامعة بهذا الخصوص.
"لم يكمل الماجستير"
بدوره، الشاب السوري (أحمد. غ) لديه قصة مشابهة ويقول "أنا تخرجت قبل نحو عام من كلية الطيران ولكنني لم أحصل على الشهادة بعد، بسبب أزمة فيروس كورونا خلال العامين الماضين ولهذا لم أستطع الحصول على عمل مأجور أو تدريب عملي".
ويضيف: "عندما اندلعت الحرب كنت أدرس الماجستير في الميكانيك إلى جانب شهادة الطيران التي حصلت عليها".
ويتابع: "دفعت قسط الدراسة عن أول سنة في الماجستير ما يقارب الأربعة آلاف دولار"، مشيراً إلى أن "مدة دراسة الماجستير هي عم ونصف".
ويردف أحمد "لا أعرف إن كنت أستطيع أن أكمل دراستي أم لا خصوصاً أني هربت من أوكرانيا".
وعن المشكلات التي كان يواجهها يقول أحمد "أنهيت دراستي في كلية الطيران باللغة الروسية لكن بعد أن تسلم الرئيس زيلينسكي السلطة أصدر قراراً بجعل اللغة الأوكرانية هي اللغة الرسمية وبالتالي صار التعامل بكل الدوائر الحكومية باللغة الأوكرانية وكان صعبا جداً التواصل مع أي موظف باللغة الروسية رغم أنهم يتكلمون اللغة الروسية"، مشيراَ إلى أن "السلطات بدأت مؤخراً تغير المناهج الدراسية إلى اللغة الأوكرانية بشكل تدريجي".
لم يحصل حتى الآن على شهادته
اللاجئ السوري (عمر. ن) وصل في عام 2013 إلى شبه جزيرة القرم في أوكرانيا بغرض دراسة طب الأسنان ويقول لموقع تلفزيون سوريا "بعد اجتياح القوات الروسية للقرم في عام 2014 طلبت سحب أوراقي من الجامعة لكنهم رفضوا ذلك وطلبوا مني مبلغ 2000 دولار كرسوم ورفضت ذلك لكوني دفعت ذلك سابقاً، وبعد أخذ ورد مع الجامعة استطعت سحبت أوراقي وسافرت إلى أوكرانيا بهدف إكمال دراستي في كلية أوديسا الطبية".
وطلبت إدارة الجامعة من عمر 3500 دولار كي تنقل أوراقه إليها أو يعيد السنة الدراسية التحضيرية لتعلم اللغة مرة أخرى فاختار عمر إعادة السنة الدراسية التحضيرية لكنه تعلم هذه المرة اللغة الأوكرانية بعد أن كان تعلم اللغة الروسية في جامعة القرم، ثم أكمل بعد ذلك دراسته في طب الأسنان.
وفي عام 2020 أنهى عمر دراسته لكنه حتى الآن لم يحصل على الشهادة ويقول إن مسؤول الطلاب الأجانب في الكلية إيراني الجنسية وإنه يرفض إعطاءه الشهادة ويطلب منه مبلغ 3000 دولار لإعطائه الشهادة، واشتكى عمر أكثر من مرة على ذلك المسؤول لكن دون نتيجة تذكر.
وبعد أن أنهى دراسة طب الأسنان أكمل عمر دراسته وتخصص في تجميل الأسنان في كلية أوديسا وعندما اندلعت الحرب كان في السنة الثانية ولم يتبق سوى بضعة أشهر لكي ينهي دراسته لكن الحرب حالت دون ذلك، بحسب ما قال.
وفي الـ 24 من شهر شباط الماضي، بدأت القوات الروسية عملية غزو عسكري لأوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
يشار إلى أنّ آلاف السوريين يعيشون في أوكرانيا، معظمهم هاجر إليها قبل اندلاع الثورة السورية ويحمل جنسيتها، وبعد اندلاع الثورة، كثير من الشبّان السوريين هاجروا إليها للدراسة وهرباً من "الخدمة الإلزامية" في صفوف قوات النظام.