أعلن 11 عضواً من مؤسسي حزب "المستقبل" (Gelecek) التركي المعارض، لأسباب قالوا إنها مرتبطة بـ "أهداف الحزب" وانخراطه في السياسة العنصرية ضد اللاجئين.
وتداولت وسائل إعلام تركية اليوم الإثنين، نبأ استقالة الأعضاء المؤسسين في حزب "المستقبل" الذي يرأسه وزير خارجية تركيا السابق أحمد داود أوغلو، مشيرة إلى أن استقالتهم جاءت رداً على ما وصفوه بـ "تعارض قيم الحزب التي أسس عليها مع ممارساته السلبية بحق اللاجئين" في الآونة الأخيرة.
"عدم مواجهة خطاب الكراهية والعنصرية ضد اللاجئين"
"طه الغازي" أحد المنتسبين الأوائل إلى حزب المستقبل، أوضح في تصريحات لموقع تلفزيون سوريا بأن قرار الاستقالة الذي تم الإعلان عنه خلال مؤتمر صحفي صباح الإثنين في العاصمة أنقرة، "جاء نتيجة السياسة التي انتهجها الحزب في الآونة الأخيرة –منذ ما قبل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية- وعدم تطابقها مع الأهداف والقيم التي أسس عليها".
وقال الغازي إن الأعضاء المستقيلين أصدروا بياناً أكدّوا من خلاله أنّ قرار الاستقالة جاء رداً على "عدم مواجهة خطاب الكراهية والتمييز العنصري ضد اللاجئين في الفترة الماضية، خاصة وأنّ هذا الخطاب بات يحرّض عليه بعض الساسة في (تحالف الأمة) الذي ينضوي تحته حزب المستقبل"، في إشارة إلى المرشح الرئاسي عن تحالف الأمة وزعيم "حزب الشعب الجمهوري" كمال كليتشدار أوغلو الذي صعّد من خطاباته المحرّضة ضد اللاجئين السوريين في حملته الانتخابية.
"العنصريون الأتراك ذكّرونا بالنازيين"
وجاء في البيان الذي شارك الغازي بالتوقيع عليه معلناً استقالته هو الآخر: "لن نكون مع الذين يحرضون على الكراهية والتمييز العنصري ضد اللاجئين، والذين أهانوا كرامة الإنسان ولم يحترموها" .
وأضاف: "لن نقف مع الذين يعادون ويحتقرون اللاجئين الذين فروا من بلادهم نتيجة ويلات الحرب، وغايتهم من اللجوء إلى بلادنا كانت في سبيل العيش بأمنٍ وسلام فقط. كان من الممكن أن تتم مناقشة سياسة الهجرة، ولكن هناك ساسة أتراك باتوا يقدمون وعوداً بإعادة اللاجئين قسراً، ما يذكرنا بما فعله النازيون في الماضي عندما هجّروا الأبرياء بشكلٍ جماعي".
وأكّد الأعضاء المستقيلون في بيانهم على السعي في "النضال ضد هؤلاء الساسة وضد مشاريعهم اللاإنسانية. سنواجه كل أشكال العنصرية والعنف والإرهاب ومشاعر وسلوكيات الكراهية"، منتقدين "صمت حزب المستقبل عن الخطابات والدعوات المطالبة بترحيل اللاجئين السوريين، والسقوط الأخلاقي لدى الساسة العنصريين في تحالف الأمة"، وفق تعبيرهم .
كما عبّر البيان عن رفض ما وصفه بـ "سياسة تحالف (الجمهور) الحاكم، في المساومة بقضية اللاجئين السوريين في ميدان السياسة الإقليمية والدولية".
وختم المستقيلون بيانهم بالقول: "سنكمل مسار عملنا في ميدان السياسة كمستقلين، دون الانتماء لأي حزبٍ أو تيار سياسي، وسنبقى مناصرين لقضايا اللاجئين السوريين في كل زمان ومكان".
الموقعون على بيان الاستقالة من حزب المستقبل
ووفق الغازي، فإن من بين الأعضاء الذين وردت أسماؤهم ضمن قائمة الاستقالة:
Hasan Taşkın عضو مؤسس للحزب .
Şükrü Kırboğa عضو مؤسس في الحزب، مستشار رئيس الحزب .
Alper Giray عضو مؤسس للحزب .
Bayram Zilan ، كبير مستشاري رئيس الحزب .
Fidan Strate ، عضو مؤسس.
Mustafa Öztürk ، عضو مؤسس.
Sadullah Kavak ، عضو مؤسس
Abdullah Teber ، عضو مؤسس.
Veysi Akay ، عضو مؤسس.
Sait Şaşmez ، عضو مؤسس.
Cesim Gökçe ، عضو مؤسس.
كليتشدار أوغلو والتحريض ضد اللاجئين السوريين
وصعد كليتشدار أوغلو من لهجته فيما يخص اللاجئين والمهاجرين في تركيا، بعد فشله في الحصول على أكثر من 50 في المئة من أصوات الناخبين في الجولة الأولى، واتهم أردوغان بأنه سمح بدخول 10 ملايين سوري إلى البلاد بهدف الحصول على أصواتهم في الانتخابات.
وحصل كمال كليتشدار أوغلو، مرشح تحالف المعارضة المكون من ستة أحزاب، على أصوات الناخبين بنسبة 45 في المئة خلال الانتخابات التي جرت في الـ14 من أيار الجاري، في حين حصل أردوغان على نسبة 49.5 في المئة، ولم يحقق الأغلبية المطلوبة لتجنب جولة الإعادة في الـ28 من هذا الشهر.