قالت سيدة بريطانية تعيش في إسبانيا، إنها كمواطنة بريطانية تشعر بالخجل من سلوك حكومة بلادها تجاه لاجئين سوريين، رحّلتهم قسرياً إلى إسبانيا، دون أي دعم على الإطلاق.
وقدمت باربرا بومفريت، وهي ناشطة وتعمل مستشارة حول المسؤولية الاجتماعية في مدينة غرناطة، المساعدة لـ 11 لاجئا سوريا، رحّلتهم الحكومة البريطانية، في 3 من أيلول الحالي، بعد وصولهم إلى بريطانيا بقوارب صغيرة من مخيم مدينة كاليه الفرنسية في العام 2016، وفق ما نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وأشارت بومفريت إلى أن الاختلاف الوحيد بينها وبين مجموعة اللاجئين هو "الحظ"، موضحة أنها "سأكون محظوظة جداً إذا وجدت نفسي في موقف مشابه، عندها آمل أن يكون شخصا لديه مزيد من الحظ على استعداد لمساعدتي".
وأجبرت وزارة الداخلية البريطانية، اللاجئين السوريين على المغادرة من مطار لندن، وتركتهم بلا وثائق أو هويات أو مأوى في شوارع مدريد، وأوضحت بومفريت أن حكومة بلادها تركت طالبي اللجوء في الشارع دون أي دعم على الإطلاق.
وتكفّلت الناشطة البريطانية بتوفير الطعام والسكن لبضعة أيام، كما أنشأت صفحة تمويل جماعي مع زوجها لجمع التبرعات والمساهمة في دعمهم.
وزار ناشطون حقوقيون اللاجئين السوريين في مدريد بعد خروجهم من المطار، حيث نام بعضهم ليلتهم الأولى في مدريد في الشوارع والبعض الآخر في مركز اجتماعي.
وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية، قالت إن 11 طالب لجوء سوري رحّلوا قسرياً من المملكة المتحدة إلى إسبانيا، حيث تركوا خارج مطار العاصمة مدريد، دون وثائق هوياتهم.
ونقلت الصحيفة عن السوريين، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عاماً، إنهم كانوا يجلسون في درجات حرارة تصل إلى 32 درجة منذ هبوط طائرتهم صباح الخميس الماضي 3 أيلول.
وأفاد مصدر من الشرطة البريطانية للصحيفة، أن الترحيل بسبب وجود بصمة للاجئين المرحّلين في بلد آخر هو إسبانيا، وأضاف المصدر إنه طلب من الجميع الذهاب بهدوء إلى الطائرة، وإن لم يتصرفوا كذلك سيستخدم المرافقون القوة ضدهم، مشيراً إلى أن "العديد من الرجال كانوا يبكون على متن الطائرة".
وأشار المصدر إلى أنه "في إطار اتفاقية دبلن، تم تحديد وقت ومكان وصول الرحلة بين بريطانيا وإسبانيا بالاتفاق المتبادل، وتم تقديم طلبات رسمية من إسبانيا مسبقاً، وقبلت السلطات الإسبانية المسؤولية عن المرحّلين وفقاً لاتفاقية دبلن".
وتعتبر الروابط الأسرية في بريطانيا جزءاً من المطالبة بحق البقاء في البلاد، بموجب القواعد المعروفة باسم "لائحة دبلن"، حيث يمكن لدولة أوروبية واحدة إعادة طالبي اللجوء إلى أول دولة أوروبية دخلوا إليها.
وقال المرحّلون إنهم استخدموا محامياً لوقف ترحيلهم، ودفعوا له آلاف الجنيهات، لكن ترحيلهم القسري لم يتوقف.
وينحدر اللاجئون المرحّلون من محافظة درعا جنوبي سوريا، كان يعمل معظمهم في الزراعة قبل الثورة السورية، وكانوا يأملون بلم شمل أسرهم في حال حصولهم على حق الإقامة في بريطانيا.
اقرأ أيضاً: لاجئون سوريون وصلوا بريطانيا عبر "رحلة غاية بالخطورة"