أقيمت احتفالية تم خلالها توزيع طعام سوري على طالبي لجوء في مخيم بيمبروكشاير للاجئين في المملكة المتحدة، إلا أن حراس الأمن صادروا الوجبات.
إذ كانت مجموعة من المتطوعين تتوق لنشر شيء من بهجة عيد الميلاد بين صفوف الأشخاص الذين ظلوا في مخيم بينالي للاجئين بعدما انتشرت أقاويل كثيرة حول الظروف التي تشبه السجن في هذا المخيم والطعام دون المستوى الذي يتم تقديمه داخل ذلك المخيم.
وهكذا وبمساعدة مطعم آبيريستويث حمل المتطوعون أطباقاً من أطايب الأطعمة السورية الأصيلة التي تم إعدادها جميعاً في المنزل وأوليت عناية خاصة لضمان تحضيرها مع مراعاة قواعد الوقاية من كوفيد.
وفي يوم الأحد الواقع في 20 كانون الأول، قامت جمعية يونايت سوانسي للخدمات وفرع الطاقة بتوصيل أطعمة مغذية إلى ذلك المخيم، إذ بالرغم من أن ويلز بلغت المستوى الرابع من الإغلاق، إلا أنه يسمح بتقديم المساعدات المخصصة لأغراض إنسانية.
وقد ذكرت تلك المجموعة بأن أحد موظفي الأمم المتحدة وأحد العاملين في إحدى المنظمات غير الحكومية رافقا عملية التسليم تلك.
ولكن بمجرد وصولهم إلى المبنى الواقع على أطراف تينبي، منع هؤلاء من الدخول وأجبروا على تمرير الطعام عبر البوابات الخارجية، بالرغم من اتخاذ كل الترتيبات لتقديم المساعدات لحوالي 230 رجل متواجدين داخل ذلك المخيم.
والأنكى من ذلك أن الطعام انتزع بوحشية وقسوة من بين أيدي هؤلاء الرجال عندما جلسوا سوية لتناول وجباتهم.
وذكرت المسؤولة عن هذه المبادرة وهي السيدة دينا مولهولاند بأنهم قاموا بتوصيل الطعام للرجال على الرغم من كل العقبات، ليكتشفوا بعيد ساعات من أن الطعام قد صودر من قبل حراس الأمن في ذلك الموقع، لأنه لا يمكن التأكد من أن الطعام قد أعد في بيئة خالية من كوفيد.
وتعلق دينا على ذلك بالقول: "ينبغي على هؤلاء الرجال أن يكافحوا في ظل الظروف التي تشبه ظروف السجن وأحواله مع عدم توفر فرصة كافية للتباعد الاجتماعي ونقص في الكمامات، وعدم تقديم الأطعمة المغذية، وسوء معاملتهم من قبل اليمين المتطرف، وقلقهم الشديد حيال مستقبلهم، وعدم توفر الرعاية الصحية، ناهيك عما يعانون منه من اضطراب ما بعد الصدمة. ولهذا أصبحت لدينا هذه المهمة اللعينة المتمثلة بتمرير الطعام عبر البوابات، لكننا نجحنا في ذلك على أية حال وبالرغم من كل شيء، ونشكر الله على ذلك، لأن الكل يستحق هذه الوجبة، وقد حصلوا عليها بالفعل".
إلا أن الأخبار التي تواترت خلال الأسبوع الماضي تفيد بأن الرجال المتواجدين في ذلك المخيم قدم لهم طعام سيئ لا يؤكل يشتمل على أرز لم يطبخ بشكل جيد، مع بيض ودجاج مايزال الدم والريش عالقاً به.
وبحسب ما أوردته منظمة الحملات التي تعرف باسم: قفوا في وجه العنصرية في ويلز الغربية، فإن أحد طالبي اللجوء تم نقله إلى المشفى وشخصت لديه حالة قرحة معدية وسوء تغذية، في حين تم نقل شخص آخر مؤخراً خارج المخيم بسبب سوء التغذية أيضاً. إلا أن الناطق الرسمي باسم المخيم ذكر بأن أحد الأشخاص تم نقله إلى المشفى كإجراء احترازي بعدما أغمي عليه داخل المخيم.
ونتيجة لذلك، قررت العديد من المنظمات المحلية والمتطوعين من الأهالي أن يحاولوا أن ينشروا شيئاً من بهجة عيد الميلاد برفقة طعام صحي بين قاطني ذلك المخيم. وهكذا تم جمع الهدايا والحلويات وزينة عيد الميلاد والأطعمة من مختلف أنحاء ويلز الغربية خلال الأسابيع الماضية حتى يتم توزيعها في المخيم.
إلا أنه لم يسمح بإدخال تلك التبرعات إلى مخيم بينالي حتى يوم الأحد الماضي، إذ ذكر متطوعون بأن حرس المخيم الذي يدار من قبل منظمة كليرسبرينغز، رفضوا إدخال تلك التبرعات عبر البوابات كما امتنعوا عن ذكر سبب عدم قبولها.
ثم أبلغت السيدة دينا المتطوعين بما يلي: "أعتذر لأن علي أن أخبركم بأن الشركة الأمنية في المخيم قامت بمصادرة بعض الأطعمة من مأدبة الغداء السورية اليوم. إذ على طالبي اللجوء أن يتحملوا المزيد من سوء معاملة هؤلاء الأشخاص الجهلة وهذا النظام الفاشل، ولهذا ينبغي علينا أن نغير كل ذلك بطريقة ما".
بوسعنا أن نفهم لماذا قام الحرس بمصادرة الطعام بعدما قام المتطوعون بتسليمه مباشرة للرجال في المخيم، وعندما بدأ هؤلاء بتناوله، بحجة أنهم لا يمكن أن يتأكدوا أن الطعام قد أعد في بيئة خالية من كوفيد.
إلا أن الأدلة التي تبين مصدر الأطعمة وطريقة تحضيرها قد قدمت من قبل المطعم عند تسليم الطعام، إلا أن الأمن رفض الاعتراف أو القبول بذلك عند البوابة، بحسب ما ذكره الناطق الرسمي باسم منظمة قفوا في وجه العنصرية في ويلز الغربية.
ولهذا أخذت كل من منظمة قفوا في وجه العنصرية في ويلز الغربية، ويونايد ذا يونيون سوانسي للخدمات وفرع الطاقة وغيرها من المنظمات الداعمة تطالب بمواصلة السماح بدخول الأطعمة والهدايا القادمة من مصادر خالية من كوفيد والمخصصة لعيد الميلاد إلى المخيم.
وقبل عملية الإغلاق الأخيرة، سبق وأن فرضت شركة كليرسبرنغز ريدي هومز التي تقوم بإدارة المخيم حظراً على المتطوعين والمنظمات التي تقدم الدعم الأساسي ومنعتهم من دخول المخيم لتقديم الدعم، حتى أنها طلبت من الأشخاص التوقيع على اتفاقيات تقضي بعدم الإفصاح عن أي شيء.
فيما ذكر برايان واتكينز وهو أمين سر منظمة يونايت سوانسي للخدمات وفرع الطاقة بأن: "أعضائنا رغبوا بإقامة حفل غداء بمناسبة عيد الميلاد للأشخاص المتواجدين في ذلك المخيم، وذلك لمساعدتهم على نسيان مأساة إقامتهم في هذا المكان ولو قليلاً. إلا أن الوجبات صودرت بقسوة على يد الأمن المتواجدين في ذلك المكان دون أي شرح أو تفسير".
أما الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية البريطانية فقد صرح بالآتي: "إننا نقدم لطالبي اللجوء كل ما يحتاجونه بموجب القانون، والذي بدونه سيكونون بأمس الحاجة والعوز. كما أننا نقدم لطالبي اللجوء في بينالي وجبات مجانية، وهذا الدعم يخرج من جيوب دافعي الضرائب. وإنه لكذب محض أن يقال بإن أحد الأشخاص قد تم إخراجه من الموقع بسبب سوء التغذية، وذلك لأننا على تواصل منتظم مع مقدمي الخدمات، ثم إن الوجبات التي تقدم هناك ذات جودة عالية، وتنسجم مع إرشادات قطاع الصحة بالنسبة للأكل الجيد. وإننا اطلعنا على الحادثة التي وقعت يوم الأحد عندما حاولت منظمة توزيع مواد في الموقع. وفي الوقت الذي لم يسمح فيه بإدخال الطعام لأسباب تتعلق بالسلامة، ينبغي لغير ذلك من المواد أن تكون مطابقة لمعايير السلامة والوقاية من فيروس كورونا قبل أن يتم توزيعها، وعليه تمت إعادة كل المواد التي لا تتماشى مع تلك الإرشادات".
المصدر: ويلز أونلاين