تحقق الشرطة البريطانية في سبب "الموت المفاجئ" على متن بارجة "بيبي ستوكهولم" التي تضم حوالي 300 طالب لجوء.
التقارير الإخبارية في المملكة المتحدة تشير إلى أن السبب ربما كان الانتحار، في حين ووعدت الحكومة بإجراء "تحقيق كامل".
شرطة دورست تلقت تقريرا عن وفاة مفاجئة لأحد طالبي اللجوء في بيبي ستوكهولم. ، وقال متحدث باسم شرطة دورست لوسائل الإعلام البريطانية إن التحقيقات جارية لكشف ملابسات الحادث، الذي تم الإبلاغ عنه في "في الساعة 6:22 صباحا يوم الثلاثاء في 12 من كانون الأول الجاري"، وفق ما نقل موقع مهاجر نيوز.
ويعتقد أن بارجة بيبي ستوكهولم كانت تؤوي حوالي 300 طالب لجوء قبل حادث الوفاة، وذكرت صحيفة الغارديان أن الرجل في العشرينات من عمره وعثر عليه أحد زملائه في السكن.
ووعد وزير الداخلية البريطاني الجديد جيمس كليفرلي بإجراء "تحقيق كامل" في الوفاة.
سبب الوفاة لم يتأكد
على الرغم من أن سبب الوفاة لم يتم تأكيده بعد، إلا أن العديد من المصادر الإعلامية البريطانية ذكرت أن الرجل انتحر. ووصف الرئيس التنفيذي لمجلس اللاجئين، أنور سولومون، خبر الوفاة بأنه "مأساوي" في عمود نشرته صحيفة الغارديان.
وقال سولومون"في حين أننا لا نعرف حتى الآن الأسباب الكامنة وراء هذه الوفاة المحزنة أو خلفية الشخص المعني، فإن حياة الأشخاص المصابين بصدمات نفسية شديدة على المحك"، وتابع "حياة هشة للغاية.. حياة كان عليها أن تتعامل مع محنة لا يمكن تصورها".
وأضاف سولومون أنه بالنسبة للكثيرين الذين يقيمون على البارجة "كان هناك شعور متزايد بالرهبة والضيق يضاعفه الشعور بالعزلة والرسو في البحر. كانت هناك شائعات بأنهم سيكونون أول من يتم ترحيلهم، أو أن البارجة ستبدأ في التحرك أثناء الليل لنقلهم إلى بلد مختلف".
"الحد الأدنى من الدعم الطبي"
وقالت الحكومة البريطانية في وقت سابق إن جميع أحكام السلامة الواجبة موجودة لحماية الناس على البارجة. ومع ذلك أوضح سولومون أن "الدعم الطبي" لأولئك الذين كانوا على البارجة كان "ضئيلا". وأشار أنه على الرغم من وجود ممرضة في الموقع، إلا أنه لا يوجد وصول يومي إلى دعم الصحة العقلية.
وتابع "الوصول إلى المساعدة العلاجية محدود للغاية عبر نظام اللجوء.. العديد من طالبي اللجوء يعانون بانتظام من نوبات الهلع وذكريات الماضي والأرق المزمن والقلق الشديد. يشعر البعض بعدم الأمان لدرجة أنهم يؤذون أنفسهم أو لديهم ميول انتحارية".
وذكر سولومون أنه في أيلول الفائت، عثر على رجل يبلغ من العمر 37 عاما منتحرا في فندق يأوي طالبي اللجوء في مدينة ويكفيلد الشمالية.
وانتقد سولومون نظام اللجوء في بريطانيا، معتبرا أن "العداء متأصل في نظام اللجوء لدينا، ويستند إلى الاعتقاد الذي تتبناه الحكومات المتعاقبة بأنه كلما كان الأمر أكثر صرامة وتقشفا وفي حده الأدنى، قل احتمال رغبة الناس في المجيء.. حيث ينظر إلى معاملة الناس بشكل جيد على أنه عامل جذب لطالبي اللجوء، على الرغم من عدم وجود أدلة موثوقة تدعم ذلك".
وشدد أن هذه المواقف وصلت إلى "تطرف جديد" خلال رئاسة ريشي سوناك للوزراء، مستشهدا بمثال وزير الهجرة السابق روبرت جينريك الذي أمر برسم رسوم كاريكاتورية في مركز استقبال للأطفال "لأنه اعتقد أنها كانت مرحبة للغاية وأرسلت رسالة خاطئة".
وأكد سولومون أن سعة بارجة بيبي ستوكهولم تضاعفت من 200 راكب إلى ما يقرب من 500" موضحا أنه "مظهر آخر من مظاهر الرغبة في توفير الأساسيات فقط".
سولومون قال إنه يشعر بأن "اللياقة الأساسية والإنسانية" قد ضاعت في نظام اللجوء البريطاني، واصفا طالبي اللجوء على متن بيبي ستوكهولم "بالشجعان"، لحديثهم علانية عن شعورهم بأنهم "ضحايا لعبة" يلعبها السياسيون". مشيرا إلى أنه إذا كانت لعبة، فإن لها "عواقب إنسانية مروعة".
في السياق، كشف مصدر لصحيفة الغارديان عن وجود "توترات متزايدة" على متن السفينة مع نقل المزيد والمزيد من طالبي اللجوء على متنها. وبحسب ما ورد فقد تورط بعض الأشخاص من البارجة في حادث وقع في بلدة ويموث القريبة ليلة السبت الفائت والذي كتبت صحيفة الغارديان أنه "ربما كان مرتبطا بالوفاة".