كشف مصدر مطلع عن بدء التحضيرات للإعلان رسمياً عن تأسيس حزب جديد في محافظة الحسكة بهدف تقويض نفوذ حميدي دهام الهادي شيخ قبيلة شمر وقوات الصناديد أحد مكونات قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وقال المصدر لموقع تلفزيون سوريا إنه من المفروض "الإعلان عن تأسيس حزب البناء والتطوير السوري في العاشر من الشهر الجاري بريف القامشلي".
وأوضح المصدر أن "الحزب الجديد سوف يقوده محمد قانع الحران شقيق القيادي في "قسد" وقائد قوات حماة الجزيرة رافع الحران الشمري".
وعملت "ٌقسد" منذ قرابة ثلاثة أعوام على دعم "رافع سلمان الحران" أحد وجهاء قبيلة شمر والذي كان يشغل منصب قائد فوج عسكري في قوات الدفاع الذاتية التابعة لـ "قسد" قبل تأسيسه مؤخراً لفصيل "حماة الجزيرة" لمنافسة قوات الصناديد في مناطق نفوذها بريف القامشلي.
وفي شباط العام الفائت سيطرت قوات رافع الحران بدعم من قادة وحدات حماية الشعب "YPG" على نقاط عسكرية كانت تحت سيطرة قوات الصناديد على طول الشريط الحدودي مع العراق في محافظة الحسكة بعد اشتباكات مع الأخير انتهت بانسحاب الصناديد من الشريط الحدودي بعد تدخل من التحالف الدولي للتهدئة.
وشهدت العلاقة بين قسد وعائلة الشيخ حُميدي دهام الهادي الجربا والذي يقود ابنه "بندر الحميدي" قوات الصناديد توترات عديدة من جراء خلافات حول حصة الأخير من واردات النفط في مناطق نفوذ قواته ورفض قوات الصناديد المشاركة إلى جانب "قسد" في معارك طرد تنظيم الدولة "داعش" من ريف دير الزور الشرقي بالإضافة لرفض الجربا اتباع قواته بشكل مباشر لـ "قسد".
وانتهت الخلافات بين الطرفين في أواخر العام 2019 بعد رضوخ الشيخ لجزء كبير من شروط "قسد" والذي تمكن بموجبها من اتباع قرابة 1000 مقاتل من قوات الصناديد إلى قوات سوريا الديمقراطية بشكل مباشر وتحديد الأخير لمهامهم العسكرية في المنطقة وخفض الميزانية المالية المخصصة لقوات الصناديد في حين تقوم "قسد" بتسهيل أعمال اقتصادية عديدة للشيخ وأبنائه في المنطقة ومن أهمها استيراد السيارات الأوروبية.
وتنتشر قوات الصناديد بشكل رئيسي في مناطق نفوذ قبيلة شمر بريف القامشلي الشرقي (تل حميس، جزعة، قرية تل علو) وتتكون هذه القوات من قرابة 3 آلاف مقاتل حالياً معظمهم من أبناء عشيرة شمر إلى جانب وجود مقاتلين من أبناء العشائر العربية الأخرى كالجبور والشرابيين.
وقال مصدر من قبيلة شمر لموقع تلفزيون سوريا إن "قسد لجأت إلى دعم حران ليكون منافسا لعائلة الشيخ في المنطقة كونه من وجهاء قبيلة شمر وتتصف عائلته بالسمعة الطيبة بالمنطقة".
ومدت "قسد" حران بالمال والسلطة والنفوذ وروجته كوجيه عشائري وقائد عسكري موثوق لدى قوات التحالف ما أدى إلى حدوث انشقاقات داخل صفوف قوات الصناديد وانضمام العشرات من عناصره إلى الفصيل العسكري العربي الجديد بقيادة حران".
واستفاد رافع حران، القائد الشمري الجديد المدعوم من "قسد" من الدعم المالي الكبير في استقطاب المئات من شباب المناطق الريفية الحدودية مع العراق في محافظة الحسكة وأصبحت قواته اليوم تسيطر على كامل الخط الحدودي أو ما يعرف بالطريق السياسي الممتد من بلدة الهول وصولاً إلى معبر اليعربية شمال شرقي سوريا.
ويرى مراقبون أن تأسيس حزب البناء والتطوير السوري يأتي لمنافسة حزب المحافظين الديمقراطيين، الذي أسس في آب 2017 ويرأسه مانع حميدي دهام الهادي.
وقال مصدر مقرب من "قسد" لموقع تلفزيون سوريا إن "هناك مخاوف كبيرة لدى "قسد" وحالة من عدم الثقة بالشيخ حميدي وقواته من إمكانية تحالف الأخير مع النظام وروسيا في حال حدوث أي تطورات عسكرية في المنطقة لا سيما في حال انسحاب القوات الأميركية منها".
ولفت المصدر إلى أنّ "مناطق نفوذ الصناديد غنية بآبار النفط وذات طابع عشائري والسيطرة عليها يعد أهم ركائز تثبيت "قسد" سيطرتها على عموم محافظة الحسكة".